اخبار غزة : مخاوف غزّية من تثبيت “الخط الأصفر” وتحويله إلى حدود دائمة تلتهم نصف القطاع

غزة- معا- سعدية عبيد – بينما يحاول سكان قطاع غزة التقاط أنفاسهم بعد عامٍين من الحرب المدمّرة، تطفو إلى السطح مخاوف جديدة لا تتعلق بالقصف أو النزوح، بل بالخرائط التي يعيد الاحتلال الإسرائيلي رسمها على الأرض.

فـ”الخط الأصفر” الذي حدّده جيش الاحتلال في المناطق الشرقية من القطاع، لم يعد مجرّد علامة أمنية مؤقتة، بل بات يُنظر إليه كخطٍ سياسي محتمل قد يلتهم نصف مساحة القطاع تقريبًا، ويحرم مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية.

قلق شعبي من واقعٍ يتكرّس

يتحدث سكان المناطق الشرقية من غزة وخان يونس ورفح عن حالة من الخوف والضياع، بعد أن مُنعوا منذ شهور من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر”.

ويؤكد الأهالي أن الاحتلال يستخدم هذا الخط كذريعةٍ أمنية لفرض واقعٍ جديد، بينما تتراجع آمال إعادة الإعمار ويزداد الخوف من أن تتحول المناطق الشرقية إلى “منطقة عازلة” دائمة تفصل السكان عن أراضيهم وذكرياتهم.

رؤية سياسية: بين المؤقت والدائم

المحلل السياسي نزار نزال يوضح أن ما يُعرف بالخط الأصفر ليس حدودًا رسمية أو دائمة من وجهة النظر الإسرائيلية، بل هو – كما جاء في التصريحات الرسمية – “إجراء مؤقت مرتبط بتطورات المرحلة الثانية من رؤية ترامب”.

ويضيف نزال: “إسرائيل ترى أن هذا الخط سيُعاد النظر فيه في حال التوصل إلى اتفاق بشأن نزع سلاح حركة حماس وترتيب الوضع الأمني والإداري داخل القطاع، لكن في ظل تعثّر المفاوضات ورفض حماس الشروط المفروضة، تستغل إسرائيل هذا الجمود لتكريس واقع يخدم مصالحها”.

ويرى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة إلى فرض سيطرة ميدانية طويلة المدى، قائلاً:

“نتنياهو يحاول إقامة واقع جديد يُبرر بقاء الجيش داخل أجزاء من القطاع وربما إعادة فكرة المستوطنات القديمة شرق غزة، ما يعني فعليًا تهجيرًا جديدًا ومنع عودة الناس حتى إلى ركام منازلهم”.

غموض سياسي وأسئلة مفتوحة

يشير نزال إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل لتنفيذ استحقاقات رؤية ترامب، لكنه يتساءل: “هل حركة حماس مستعدة لتنفيذ ما تتضمنه هذه الرؤية؟ هل ستسلّم سلاحها إلى لجنة دولية؟ هل ستقبل بوصاية من شخصيات مثل توني بلير؟ هذه أسئلة كبيرة ومعقّدة”.

ويتابع:”في حال وافقت حماس على المرحلة الثانية بكامل تفاصيلها، قد يكون هناك وجود لقوات دولية داخل غزة، ما قد يمهّد لانسحاب إسرائيلي جزئي من داخل الخط الأصفر، لكن ذلك لا يبدو قريبًا في ظل الواقع الراهن”.

بين الحلم والحدود

في المقابل، يعيش سكان غزة اليوم بين حنين العودة إلى بيوتهم ورعب التحوّل إلى لاجئين داخل مدينتهم.

في ظل الغموض السياسي، وغياب أي أفق لإعادة الإعمار أو تسوية شاملة، يبقى السؤال الذي يؤرق الغزيين:

هل سيبقى “الخط الأصفر” مؤقتًا كما تزعم إسرائيل؟

أم أنه الخط الأول في مشروعٍ أكبر يرسم حدود غزة من جديد على مقاس الاحتلال؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة وكالة معا الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من وكالة معا الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى