أطلقت حادثة وفاة الشاب العراقي “حمزة”، متأثراً بـ “عضة كلب” قبل أيام في بغداد، حراكًا شعبيا وتفاعلاً رسمياً واسع النطاق تمثل في حملات دعم وجمع تبرعات لضحايا “داء الكلب”، فضلاً عن تعهد المسؤولين بوضع حلول واقعية وفورية لأزمة الكلاب الضالة في البلاد. 

وانتقدت وسائل إعلام محلية وصفحات ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي بروتوكولات العلاج المتبعة في مثل هذه الحالات، وسط تساؤلات حول مدى فاعليتها مع غضب واستهجان لمدونين بشأن الإجراءات المتخذة في مكافحة الكلاب الضالة التي باتت تنتشر بشكل كبير ولافت في معظم مناطق وأحياء العاصمة العراقية.

وتمكن ناشطون، من جمع ملايين الدنانير لمكافحة ظاهرة الكلاب الضالة في عدد من المحافظات، عقب تسجيل إصابات بين الأطفال بداء السعار.

وأكدت تقارير صحفية أن “حملة أطلقها أحد الناشطين عبر إحدى مجموعات الواتساب أسفرت عن جمع مبلغ 10 ملايين دينار عراقي خلال 3 ساعات فقط، كدفعة أولى من أصل 50 مليون دينار تحتاجها الجهات المتخصصة في المحافظة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينة الناصرية وضواحيها”.

وكشفت مصادر أمنية أن “الأيام الماضية شهدت تسجيل إصابة 3 أطفال جرّاء تعرضهم لعضّات من كلاب سائبة، أحدهم يبلغ من العمر 14 عاماً، حيث تلقى جرعات علاج داء الكلب من الجهات الصحية المتخصصة، إلا أن وضعه الصحي لا يزال غير مستقر حتى الآن”.

وأكد مدير دائرة البيطرة في ذي قار، علي آل حمود، أن “الدائرة تلقت خلال الأيام الماضية العديد من الشكاوى المتعلقة بانتشار الكلاب الضالة في المحافظة”، محذراً المواطنين من “الاقتراب من الكلاب السائبة أو استفزازها، لاحتمال إصابة بعضها بمرض السعار القاتل”.

وأضاف أن “إدارة المستشفى البيطري التعليمي في المحافظة ستصدر أوامر إدارية فورية بتشكيل لجنة مختصة للسيطرة على انتشار الكلاب الضالة، فضلاً عن مخاطبة الدوائر الحكومية ذات العلاقة، بما فيها البيئة وقيادة الشرطة والبلدية، لوضع خطة مشتركة للسيطرة والمشاركة في التنفيذ”.

ولفت بيان صادر عن مكتب محافظ ميسان حبيب ظاهر الفرطوسي أنه “وجّه باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة، لما تشكله من تهديد مباشر على سلامة المواطنين، ولا سيما الأطفال وكبار السن”.

وكانت وفاة الشاب حمزة بـ “عضة كلب” أثارت حالة من الجدل الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تأكيدات عائلته بأنه “تعرض لنوع من الإهمال الطبي أدى إلى وفاته”، بعد مرور أكثر من 40 يوماً على الحادثة الصادمة. 

ويبرز مقطع فيديو متداول الشاب وهو يسير في الشارع بخطوات سريعة حاملاً بعض أغراضه، ليفاجأ بكلب “ضال” ينقض على ساعده ويعقره بشكل مفاجئ وسط المارة في وضح النهار، ثم يتركه ويمضي وسط ألم وذهول الشاب. 

ووقعت الحادثة بمنطقة “العامرية” في مدينة بغداد أوائل نوفمبر الماضي، ونُقل الشاب على الفور إلى المستشفى حيث تم تضميد الجرح وخياطته مع تلقيه مصلاً مضاداً لـ”داء الكلب”.

وفي تطور صادم، ظهرت أعراض “داء الكلب” لاحقاً على الشاب، والتي تشبه الإنفلونزا من حيث الضعف العام والحمى والزكام والإحساس بالوخز والرغبة في الحكة بموضع الإصابة.

وانتقدت عائلة الشاب، البالغ من العمر 36 عاماً، غياب الكوادر الطبية في قسم الطوارئ بالمستشفى، كما شككت في فاعلية الأمصال التي تلقاها ابنها، وفق تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام.

أخبار ذات علاقة

“عضة كلب”.. وفاة عراقي بعد أعراض مميتة تثير الغضب