منصب تم استخدامه في تشيلسي وأندية إنجلترا.. هل يكون أمير عبد الحميد القطعة الناقصة في منظومة توروب؟

في أروقة القلعة الحمراء، تدور هذه الأيام نقاشات فنية دقيقة، لا تتعلق بلاعب أو صفقة جديدة، بل بشيء أكثر خصوصية: من يقف خلف حُراس المرمى؟

إدارة الأهلي تعقد جلسة مرتقبة مع المدير الفني الدنماركي ييس توروب ومدرب الحراس الحالي كاي ستيفانسن، لمناقشة فكرة ضم أمير عبد الحميد إلى الجهاز الفني ليعمل كـ “مدرب حراس مرمى ثانٍ”.

خطوة تحمل بين طياتها رؤية مختلفة تمامًا عن المفهوم التقليدي لتدريب الحراس في الكرة المصرية.

فلسفة جديدة.. لماذا يحتاج الأهلي لمدربين اثنين لحراسة المرمى؟

في كرة القدم الحديثة، لم يعد تدريب الحراس مجرد جلسات تصدٍ وتسديد، بل منظومة تكاملية تحتاج لأكثر من عقل ويد.

الفرق الأوروبية الكبرى بدأت منذ سنوات تعتمد نظام “المدربين المتعددين لحراسة المرمى” — أحدهم مسؤول عن الجانب التكتيكي وتحليل الأداء، والآخر عن الجانب التطبيقي والتقني اليومي.

في ليفربول مثلاً، لا يعمل أليسون بيكر مع مدرب واحد فقط، بل مع فريق كامل يضم مدربًا رئيسيًا، ومساعدًا مختصًا بالتطوير، وآخر لتحليل البيانات البصرية.

الأمر نفسه ينطبق على بايرن ميونخ، ومانشستر سيتي، وحتى باريس سان جيرمان، حيث بات للحراس “طاقم خاص” داخل الجهاز الفني.

الفكرة ببساطة أن الحارس، في كرة اليوم، صار “لاعبًا كاملاً” يبدأ الهجمة، ويقود الضغط، ويحتاج لتدريب تكتيكي يوازي أي لاعب وسط.

أمير عبد الحميد.. حلقة الوصل بين “الفكر الأوروبي” والهوية الحمراء

وجود أمير عبد الحميد في المنظومة الجديدة لا يبدو قرارًا تنظيميًا فقط، بل اختيارًا استراتيجيًا.

فالرجل الذي دافع عن عرين الأهلي لسنوات يعرف تمامًا طبيعة النادي، وضغط جماهيره، ومفهوم “العقلية الحمراء” التي لا يمكن نقلها بالكلمات فقط.

كاي ستيفانسن، المدرب الأوروبي المتخصص، قدّم مستوى مميزًا للحراس من حيث التنظيم والدقة، لكن دمج الفكر الأجنبي مع الحس المحلي يحتاج إلى جسر بشري.. وهذا بالضبط ما يمكن أن يكونه أمير.

سيكون بمثابة “عين الأهلي” داخل الجهاز، يتعامل مباشرة مع الحراس الاحتياطيين، ومع العناصر الصاعدة، وينقلهم إلى مستوى الجاهزية الذي يريده توروب.

وفي الوقت نفسه، يشارك في تحليل الأداء وتقديم رؤيته الفنية لمدربه الدنماركي، لتتحول ورشة تدريب الحراس إلى مساحة تفاعل يومي، مش مجرد تنفيذ أوامر.

كيف تعمل المنظومة حين يكون هناك مدربان للحراس؟

حين يوجد مدربان لحراس المرمى، فإن “الوظائف” تُقسّم بدقة شديدة:

المدرب الرئيسي يضع الفلسفة العامة: كيف يتعامل الحارس مع الكرات الطولية؟ متى يشارك في البناء؟ أين يتمركز الخط الدفاعي؟

المدرب المساعد (أو الثاني) يعمل على التفاصيل اليومية: تمارين المرونة، الحركات التصحيحية، إعداد الحارس البديل، وتصحيح الأخطاء بعد المباريات.

وفي الفرق الكبرى، يتم تبادل التقارير والتحليلات بين الطرفين يوميًا، حتى لا يفقد أي حارس الاتصال بالمستوى المطلوب.

هذا النموذج لا يهدف إلى “تكرار الأدوار”، بل إلى توسيع دائرة التطوير.

ضغط المباريات.. سبب خفي وراء الفكرة

الأهلي يعيش موسمًا مزدحمًا: دوري، كأس، كأس السوبر، دوري أبطال إفريقيا.

عدد المباريات قد يتجاوز 40 مواجهة في العام، وهذا يعني أن الأحمال البدنية والذهنية على الحراس — وحتى على مدربهم — ستكون ضخمة.

وهنا تكمن أهمية وجود مدرب ثانٍ: يستطيع أن يُدير الحصص البديلة، يُشرف على الحراس غير المشاركين، ويُخفف الضغط عن المدرب الرئيسي، دون أن تتأثر جودة التحضير أو الانسجام.

الأمر أشبه بما يفعله مانشستر سيتي حين يُوزع مهام التدريب بين أكثر من مختص للحراس بسبب ازدحام روزنامة الفريق.

رأي داخل الغرف المغلقة

أحد أعضاء الجهاز الفني بالأهلي — بحسب مصادر قريبة من النادي — يرى أن الفكرة قد تكون “نقلة نوعية” إذا تم تنفيذها بشكل احترافي، مؤكدًا أن أمير يمتلك شخصية قوية ومؤثرة، وهو ما يحتاجه الحراس الشباب داخل الفريق.

وأضاف المصدر أن توروب نفسه منفتح على فكرة العمل الجماعي، وهو من مدرسة “المنظومات المفتوحة” التي تسمح بتبادل الأفكار داخل الجهاز، مما يجعل انضمام أمير إضافة فنية لا إدارية فقط.

في النهاية.. خطوة صغيرة تُبني عليها منظومة كاملة

ربما يبدو تعيين مدرب حراس مرمى ثانٍ تفصيلًا بسيطًا على الورق، لكن في الواقع هو قرار تنظيمي وفكري يحدد اتجاه النادي في المستقبل.

الأهلي يخطو بخطة مدروسة نحو “عصر المنهجية الحديثة”، حيث يصبح كل مركز داخل الملعب مشروع تطوير قائم بذاته.

إذا تمت الصفقة، فسيكون أمير عبد الحميد أول مدرب حراس مصري يعمل في هذا الإطار الثنائي داخل الأهلي منذ سنوات طويلة، وربما يُمهّد الطريق لجيل جديد من مدربي الحراس في مصر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة كورة بلس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من كورة بلس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى