ما وراء التحسن الظاهري في أسعار صرف الريال اليمني؟

علق د. محمد جمال الشعيبي، أستاذ المالية العامة بجامعة عدن، على التحسن في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الأيام الأخيرة.
وقال ان التحسن الظاهر للريال ناتج عن إجراءات غير مستدامة، وهذا يُنتج سوقًا هشًا، يتردد فيه التجار في البيع أو الشراء بأسعار ثابتة، فيوسّعون الهامش بين السعرين، مشيراً رغم أنه يُعتبر خبرًا إيجابيًا ظاهريًا، إلا أن الفارق الكبير بين سعر البيع وسعر الشراء يحمل دلالات اقتصادية ومالية مهمة.
واضاف : إلى أن هذا التطور الإيجابي يخفي وراءه مؤشرات مالية مقلقة. إذ يكشف الفارق الكبير بين سعر البيع وسعر الشراء عن غياب الثقة في السوق، واستمرار هيمنة المضاربين، وسط ضعف واضح في رقابة البنك المركزي، ما ينذر بعدم استدامة هذا التحسن وعودة محتملة لتقلبات أشد في المستقبل.
وجاء في تعليق د.الشعيبي :-
تحسن أسعار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، رغم أنه يُعتبر خبرًا إيجابيًا ظاهريًا، إلا أن الفارق الكبير بين سعر البيع وسعر الشراء يحمل دلالات اقتصادية ومالية مهمة، وأهم ما قد يشير إليه:
1- غياب وانعدام الاستقرار والثقة في السوق
الفارق الكبير بين سعر الشراء والبيع يعكس انعدام الثقة لدى الصرافين والمضاربين، وهو نوع من التحوّط ضد تقلبات مفاجئة في سعر الصرف، أي أنهم يخشون أن يعود الريال للتراجع، فيبالغون في فروق الأسعار لتقليل المخاطر.
2- سيطرة المضاربين على السوق (محتكرين)
ان هيمنة عدد من الصرافين (اصحاب روؤس الامول الضخمة)، يسمح لهم في فرض فروقات أسعار غير منطقية لتحقيق أرباح سريعة، خاصة في ظل ضعف الرقابة الحكومية.
3- ضعف رقابة البنك المركزي
الفارق الكبير دليلاً على ضعف التدخل الرسمي للبنك المركزي في ضبط السوق أو إصدار نشرات يومية ملزمة، مما يجعل السوق غير منظم ويفتح المجال للمضاربة.
وكلنا يعلم أن البنك المركزي لا يمتلك اي احتياطي يسمح له بالتحكم في أسعار الصرف(بيع وشراء) كما لا يستطيع تنفيذ أي من أدوات السياسة النقدية في ظل تعطل دور القطاع المصرفي الحقيقي (البنوك التجارية والإسلامية والمتخصصة) ولا نقصد هنا بنوك التمويل الأصغر أو محلات الصرافة.
4- العرض النقدي في السوق غير حقيقي
ان التحسن الظاهر للريال ناتج عن إجراءات غير مستدامة، وهذا يُنتج سوقًا هشًا، يتردد فيه التجار في البيع أو الشراء بأسعار ثابتة، فيوسّعون الهامش بين السعرين.
ونقصد بالإجراءات غير المستدامة تلك الاجتماعات والقرارات والتحركات والمناورات الإعلامية التي يقوم بها البنك المركزي والحكومة دون لمس شي حقيقي ولكن دور الشائعة والتسويق الإعلامي تخلق ارباك للأطراف المضاربة بالعملة التي تفقد السيطرة لبعض الوقت تحت تأثير الشائعات، ولكن بعد ان تتأكد عبر مصادرها الخاصة داخل اروقة الحكومة والبنك ان الأخير لا يمتلك اي أدوات حقيقية للتحكم في أسعار الصرف تعاود بعد ذلك المضاربة في أسعار الصرف، وربما تكون المواجة الارتدادية أكثر سوا من قبل.
5- مناورات غير ملموسة
والمناورات المقصودة على سبيل المثال تصريحات محافظ البنك المركزي عن عدد من المؤسسات العامة الايرادية التي لا تورد الى البنك المركزي، ايضا قرارات البنك المركزي سحب وتوقيف عدد من محلات الصرافة المخالفة المخالفة مما يوحي الى فرض سلطة الدولة القانونية عليها، بينما الحقيقة أن هذه المؤسسات لم تلتزم بالتوريد محلات الصرافة المشمولة لم توقف نشاطها، أيضا الإعلان عن تشكيل لجنة لاعداد الموازنة العامة. مما يعكس أن الدولة تمتلك القدرة على خلق وتوفير الإيرادات العامة لتغطية النفقات العامة.
#مختصر_الكلام
رغم أن تحسن الريال قد يُفهم كتطور إيجابي، إلا أن الفارق الكبير بين سعر البيع والشراء يشير إلى هشاشة السوق، وعدم الاستقرار، وغياب الثقة. ما لم تُعالج هذه الأسباب، عبر الإجراءات الحقيقية والملموسة فإن هذا التحسن لن يدوم، والأسواق ستظل تعاني من المضاربة والقلق.
د. محمد جمال الشعيبي
أستاذ المالية العامة/جامعة عدن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.