كيف تشوه كثرة الصور قدرتنا على التذكر؟

في العصر الرقمي، أصبح الناس يوثقون حياتهم أكثر من أي وقت مضى، حيث يتم التقاط مليارات الصور سنويًا، وتُخزن آلاف الصور على هواتف الأفراد الذكية. هذا الارتفاع الهائل في التصوير الرقمي لا يؤثر فقط على كيفية حفظنا للذكريات، بل أيضًا على كيفية تكويننا لها واسترجاعها.
وفقًا لعلماء النفس، تُعد الذاكرة الذاتية، وهي سجلنا الداخلي للأحداث الشخصية، أساسية لهويتنا الشخصية. ومع ذلك، فالذاكرة ليست تسجيلًا دقيقًا، بل هي عملية إعادة بناء تعتمد بشكل كبير على الانتباه، والمشاعر، وسرد الأحداث. عندما يركّز الأفراد أكثر على توثيق اللحظة بدلاً من عيشها، فإن العمق العاطفي الذي يدعم الذاكرة طويلة الأمد قد يتضاءل.
وبحسب موقع “ناشونال جيوغرافيك” يرى الخبراء أن الصور الرقمية يمكن أن تدعم الذاكرة أو تعيد تشكيلها. فمن ناحية، تُعد الصور محفزات قوية تساعد في استرجاع التفاصيل أو المشاعر المنسية. ومن ناحية أخرى، فإن الاعتماد المفرط على الأجهزة لتخزين الذكريات قد يقلل من قدرة الدماغ الطبيعية على الاحتفاظ بالمعلومات، خاصة إذا لم يتم الرجوع إلى الصور لاحقًا.
وتُظهر الدراسات أن التقاط الصور بشكل سلبي، دون تفاعل حقيقي مع اللحظة، قد يضعف الذاكرة. في المقابل، فإن التفاعل النشط أثناء التقاط الصور يمكن أن يُعزز القدرة على التذكر. ومع ذلك، فإن الكمية الهائلة من الصور المخزنة قد تعيق فعاليتها، لأن معظم الأشخاص نادرًا ما يعيدون النظر فيها أو ينظمونها.
“توازن غير متكافئ”
علاوة على ذلك، فإن عاداتنا الانتقائية فيما نلتقطه، وما نحتفظ به، وما نشاركه أو نحذفه، يمكن أن تُشكل سرد حياتنا. من خلال تنسيق الذكريات الرقمية، قد يُضخّم الأفراد بعض التجارب بينما يُهمّشون غيرها، مما يؤدي إلى توازن غير متكافئ في سجل الذاكرة. وتشير الأبحاث إلى أن مشاركة الصور تعزز التذكر، في حين أن حذفها قد يجعل الذكريات المرتبطة بها أقل وضوحًا.
ويعكس هذا التحول تغيّرًا أوسع في كيفية عمل الذاكرة في عالم مشبع بالتكنولوجيا. فلم تعد الصور الرقمية أدوات للاسترجاع فقط، بل أصبحت عناصر فعّالة في بناء الذاكرة. ونتيجة لذلك، باتت تواريخنا الشخصية تتأثر بشكل متزايد بالأجهزة التي نستخدمها وبالخيارات التي نتخذها حول ما يستحق أن يُتذكّر أو يُنسى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.