يُعد فقدان الحيوان الأليف  أول مواجهة حقيقية للكثير من الأطفال مع الموت، وهي تجربة يمكن أن تصبح فرصة مهمة لتعلم العواطف وفهم الحزن والتأقلم معه. ويؤكد علماء النفس وخبراء فقدان الحيوانات الأليفة أن للوالدين دوراً محورياً في مساعدة الأطفال على استيعاب حقيقة الموت والتعامل معه بطريقة صحية.

وتقول ديدرا فلافين، الرئيسة التنفيذية لـ”التحالف الوطني لحزن الأطفال”، إن المجتمع يتجنب عادة الحديث عن الموت، رغم أنه أمر لا مفر منه، مشددة على أهمية الانفتاح في مناقشة هذه المواضيع. ويختلف تعامل الأطفال مع الفقد تبعاً للعمر والنضج وظروف وفاة الحيوان الأليف؛ فالأطفال الأصغر سناً قد يواجهون صعوبة في فهم أن الموت نهائي، بينما يحتاج الأكبر سناً إلى دعم عاطفي أكبر.

ويُنصح الآباء باستخدام لغة صادقة وواضحة؛ فالتعبيرات الملطّفة مثل “ذهب لينام” قد تسبب ارتباكاً أو خوفاً للأطفال. على سبيل المثال، شرحت إحدى الأمهات لابنتها البالغة عامين أن كلبهم العجوز “جسده تعطل ولن يستطيع إصلاح نفسه”، مما ساعدها على فهم فكرة الموت بطريقة بسيطة وصادقة.

ويشدد الخبراء على أن الحزن الناتج عن فقدان حيوان أليف حقيقي ولا ينبغي التقليل من شأنه. وتوضح كولين رولاند، رئيسة “جمعية فقدان الحيوانات الأليفة”، أن حزن الأطفال غالباً ما يُستهان به، رغم أن فقدان الحيوان الأليف يمكن أن يكون مؤلماً مثل فقدان شخص عزيز. وتشمل مؤشرات الحزن لدى الأطفال نوبات الغضب أو الانعزال أو فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، وفي حال استمرارها يُنصح بالاستعانة بخبير نفسي.

كما يتعلم الأطفال كيفية مواجهة الحزن من خلال مراقبة سلوك البالغين من حولهم. لذلك، يُنصح الآباء بعدم إخفاء مشاعرهم. وتقول عالمة النفس راكيل هالفوند: “من المهم أن يرى الطفل والديه يعبران عن الحزن، وإلا فقد يشعر بالارتباك إذا لم يلاحظ تلك المشاعر عند حدوث أمر حزين”.

ويمكن أن تساعد الأنشطة التذكارية، مثل رسم صور للحيوان أو إقامة مراسم وداع بسيطة، الأطفال على التعبير عن مشاعرهم والتعافي.