حالة من الحزن الشديد انتابت الأوساط التشكيلية والأثرية والأكاديمية إثر رحيل الفنان التشكيلي والمرمم الأثري المصري البارز الدكتور عبد الغفار شديد، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مسيرة حافلة ساهم فيها في تطور الحركة الفنية وكانت له بصمة بارزة في عالم ترميم الآثار بألمانيا.

ولد الراحل 1938 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1962 ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة “لودفيج ماكسيمابيان” بميونخ، حيث درس فنون التصوير والجرافيك وأظهر براعة نادرة جعلته يحصل على لقب “مايستر شولر” .

وتكمن أهمية اللقب في أنه مصطلح ألماني يعني حرفياً “الطالب الرئيسي” أو “كبير التلاميذ” ويرتبط بنظام الدراسة المهنية الصارم والحرف اليدوية، بالإضافة إلى الفنون والموسيقى.

 وبعد إقامة طويلة بألمانيا ناهزت 30 عاماً عمل فيها محاضراً في علم المصريات، عاد إلى القاهرة ليؤسس قسم “تاريخ الفن” بكلية الفنون الجميلة عام 1995 الذي يعد الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مسهمًا في ترسيخ الدراسة الأكاديمية المتخصصة لتاريخ الفنون.

شارك شديد بين عامي 1970 و1976 في تنفيذ أعمال ترميم لعدد من الكنوز الأثرية الألمانية شملت لوحات الحائط “الفرسك” والتماثيل الخشبية والحجرية من العصرين القوطي والروماني تحت إشراف هيئة الآثار بولاية بافاريا.

 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل مصر وخارجها، إلى جانب عدد كبير من الكتب والدراسات التحليلية حول الفن المصري القديم، كما يعد من أبرز علماء المصريات الذين جمعوا بين الخبرة الأكاديمية والممارسة الفنية والترميمية.