خان الخليلي.. “كنوز التاريخ” في أشهر أسواق مصر السياحية (صور)

وسط أزقته الضيقة ودروبه الصغيرة وزواياه التي تحمل نكهة الزمن عبر القرون، يتزاحم السياح مبهورين بمنتجاته من النحاس والفضة وتماثيله الفرعونية، ومنسوجاته الناعمة التي تختبرها الأيادي النسائية في مزيج من الحماس والدهشة.
يعكس هذا المشهد المتكرر هوية “خان الخليلي”، أشهر أسواق مصر السياحية، الذي يقع في قلب القاهرة الفاطمية بجوار الجامع الأزهر، والذي بمجرد أن تتجاوز عتباته الأولى، حتى تصبح فورا وبشكل تلقائي على موعد مع زيارة للتاريخ وتحجز مقعدك في رحلة عبر الزمن تعود بك إلى أكثر من 600 عام إلى الوراء.
لا تكتمل زيارة مصر إلا بالمرور على السوق الذي يحتاج إلى ما يقرب من يوم كامل، من خلال التجول في بازارته التي لا تنتهي لشراء الهدايا التذكارية من التحف والعطور والمنسوجات، فضلا عن الاستمتاع بأشهى الوجبات في المطاعم الشعبية وارتشاف الشاي بالنعناع في أشهر المقاهي.

توافد نسائي
من السهل أن تلاحظ توافد السائحات على معروضات السوق أكثر من السائح الرجل، حيث يقبلن بكثافة على شراء الأحجار الكريمة مثل الخواتم المزينة بالزمر، والقلائد والأقراط المزينة بالياقوت والأساور المتوجة بالعقيق.
كما تثير التوابل العطرية الشرقية هوس الأوروبيات اللواتي يتزاحمن حول أعواد القرفة وأزهار القرنفل والزنجبيل وبذور القصب الهندي، والأمارانث والغارسينيا وغيرها من المنتجات التي يندر وجودها في أوروبا وتباع هنا بسعر زهيد.
كما يحظى السجاد بأهمية فائقة، حيث يتميز بألوانه الدافئة وملمسه الناعم وعدم وجود زخارف معقدة كثيرة مما يجعله أكثر بساطة وعملية، مقارنة بنظيره الإيراني أو الأذربيجاني.
أصالة مشرقية
ويشير مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، إلى أن “خان الخليلي” يعد كنزا مشرقيا بامتياز من حيث نوعية المعروضات فيه، فضلا عن أصالته التارخية حيث تم بناؤه عام 1382 ميلاديا على يد الأمير المملوكي جهاركس الخليلي على أنقاض مقابر قديمة أقيمت على عجل لتضم جثامين ضحايا أوبئة عامة”.
ويضيف في تصريح إلى “إرم نيوز” أن “السوق حافظ في معظمه على طابعه المميز من حيث الأسلوب المعماري والمنشآت الأثرية مثل الأقواس الكبرى والأسقف المقببة والحجر المزخرف في واجهات المباني والشرفات، أوالمشربيات، الخشبية”.

أشهر المطاعم الشعبية
لا تقتصر التجربة السياحية في خان الخليلي على التسوق، فالترفيه يعد عنصرا أساسيا في تلك المساحة الهاربة من العصر والجغرافيا إلى الهدوء والراحة وصفاء الذهن.
تتناثر المقاهي في الهواء الطلق عبر عشرات الموائد التي يطلب أصحابها منك تجربة أروع المشروبات العشبية، فضلا عن الشاي بالنعناع، فتجلس مسترخيا بعد ساعات من الإرهاق اللذيذ الممتع وأنت تطمئن على حصيلتك النهائية من الهدايا التذكارية التي جمعتها من جولة البازارات.
يتزاحم السياح بشكل خاص في مقهى “الفيشاوي” الذي كان المكان المفضل للأديب العالمي، صاحب جائزة نوبل، نجيب محفوظ والذي تزين صوره جدران المقهى حيث لا تزال إدارة المكان تحافظ على بث أغاني كوكب الشرق أم كلثوم بشكل منتظم، كما كان يفضل محفوظ.
ومن الطقوس التي يحرص عليها السياح هنا تناول المأكولات اللذيذة في أشهر مطاعم الكباب والكفتة مثل “فرحات” الشهير بـ “الحمام المحشي” و”العهد الجديد” الشهير بالمشويات، فضلا عن “أبو طارق” الذي يعرف السياح اسمه جيدا باعتباره “علامة جودة” في تقديم طبق شعبي شهير هو “الكشري” بطريقة لذيذة وشهية وبسعر يكاد يكون رمزيا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.