حملة “واعي” تكثف الضغط على الحوثيين في الفضاء الرقمي

في الوقت الذي تواصل فيه مليشيا الحوثي الإرهابية قمع المنتقدين من خلال الاختطافات والاعتداءات والممارسات الوحشية، برزت منصة “واعي” لمواجهة انتهاكاتها، عبر حذف الحسابات التابعة لقيادات حوثية أو المرتبطة بجهات تابعة للمليشيا من مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال ثلاثة أسابيع، شنت “واعي” حملة لإزالة حسابات التضليل ونشر الكراهية والدعاية الإرهابية، شملت أكثر من 102 حساب حوثي، كان مجموع متابعيها يقارب ثلاثة ملايين و698 ألف متابع، وفق بيانات المنصة الإلكترونية.
حظيت الحملة بدعم واسع في أوساط المجتمع اليمني بمختلف شرائحه الاجتماعية والسياسية، فيما أعلنت المنصة مؤخرًا حظر خمس حسابات جديدة تابعة للحوثيين، مؤكدة أنها ستعلن تدريجيًا عن بقية الحسابات المحذوفة.
وأشار نشطاء إلى أن عمليات “واعي” على منصات “إنستغرام” و”فيسبوك” و”يوتيوب” و”تيك توك”، بما فيها الحسابات الموثقة، تُشبه إلى حد ما حملة “البيجر” التي استهدفت حزب الله في لبنان نهاية العام الماضي، وهو تشبيه ضمني متعلق بعمليات “التصفية” الجماعية للحسابات الحوثية.
وأكدت المنصة أن حملتها تركز على تجفيف منابع الدعاية الحوثية المضللة على مواقع التواصل، في خطوة تمثل ضربة نوعية للآلة الإعلامية للمليشيا المدعومة من إيران.
ووصف المهندس فهمي الباحث، الرئيس السابق لجمعية الإنترنت في اليمن وهو أيضا ناشط في الحقوق الرقمية، ما تقوم به “واعي” بأنه خطوة مهمة لحماية المجتمع من خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي.
وأضاف، عبر حسابه على “إكس”، أن كل الحسابات الحوثية المحذوفة كانت تستخدم للتحريض ونشر الدعاية التي تزرع الانقسام بين اليمنيين، مؤكداً أن الدعم الشعبي لهذه الحملة يعكس وعيًا جديدًا، ويؤكد أن حماية الفضاء الرقمي مسؤولية جماعية.
وأشار فهمي إلى أن الهدف الأهم هو خلق فضاء رقمي صحي، يسمح بالحوار البناء وينبذ العنف والتطرف والكراهية، وأن مواجهة التضليل الإلكتروني جزء أساسي من حماية المجتمع.
ورغم أهمية هذه الجهود الرقمية، يجزم كثيرون أن المعركة الحقيقية مع الحوثيين تبقى على الأرض، مع الإقرار بأن مواجهة التضليل والتحريض على المنصات الرقمية لا تقل أهمية، إذ أصبح الفضاء الرقمي امتدادًا مباشرًا لميدان المواجهة مع المشروع الإيراني القائم على التضليل والزيف.
وتشير التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي رصدها محرر “وكالة 2 ديسمبر”، إلى أن محاصرة خطاب الكراهية الحوثي يتطلب مزيجًا من الإجراءات الرقمية والميدانية، بحيث يعزل التحريض ويعرى خطاب المليشيا أمام الجمهور.
وأكدت الحملة أن المعركة ضد الفكر الإيراني الدخيل على المجتمع اليمني ليست ضد حساب إلكتروني فقط، بل ضد فكر، والفكر لا يهزم إلا بالوعي، الذي يمثل أقوى سلاح في مواجهة الدعاية المتطرفة.
وكشفت حملة “واعي” حجم الرفض المجتمعي للمليشيا الحوثية في جميع مناطق اليمن، كانت شكلت الحملة بمثابة استفتاء إلكتروني عبر فيه اليمنيون عن رفضهم للفكر الطائفي المتخلف للمليشيا، مؤكدين أنها جماعة منبوذة لدى المجتمع اليمني بأسره.
ودعا اليمنيون عبر منصات التواصل لدعم جميع الجهود الرامية إلى الحد من خطاب الكراهية والتحريض الحوثي، ومنع تحويل منصات التواصل إلى أدوات لخدمة الكيانات الإرهابية.
كما كشفت الحملة عن ضعف القدرات السيبرانية المزعومة للحوثيين، بعد عجزهم عن حماية أدواتهم الإعلامية من الإغلاق المتتابع على منصات التواصل، وهو ما يمثل تحولًا نوعيًا في موازين المواجهة الإعلامية والدعائية.
ويرى مراقبون أن جهود “واعي” اليمنية، تشبه إلى حد ما حملة “واعي” السعودية التي انطلقت عام 2014 لمكافحة المحتوى الضار على الإنترنت، حيث يشترك الهدف في حماية المجتمع من مخاطر المحتويات الفكرية والثقافية المدمرة للقيم والأخلاق والدين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








