تورط في لقطة خارجة.. لماذا فقد فليك أفضل صفاته مع برشلونة؟

لم يكن هانزي فليك، المدير الفني لبرشلونة، معروفاً بكونه مدرباً انفعالياً على خط التماس، على العكس تماماً، كانت صورته الذهنية هي المدرب الألماني الهادئ، الدبلوماسي، الذي يزن كلماته بعناية، حتى في أحلك الظروف. لكن في ليلة السبت وخلال الثواني القاتلة من عمر مباراة جيرونا، تبخرت هذه الصورة تماماً.

ما حدث كان بمثابة صدمة للمتابعين، طرد مباشر بإنذارين متتاليين في الدقيقة 90+1، ليس بسبب خطأ تكتيكي، بل بسبب اعتراض “شديد” على احتساب أربع دقائق فقط كوقت بدل ضائع. 

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد دقيقتين، ومع تسجيل رونالد أراوخو هدف الفوز القاتل، التقطت الكاميرات فليك وهو يقوم بحركة مشينة مثيرة للجدل، والتي فسرها الكثيرون كإيماءة “خارجة” موجهة للحكم خيل مانزانو.

هذا الانفجار يمثل تحولاً جذرياً عن الرجل الذي، في فبراير الماضي فقط، كان يدافع عن الحكام الإسبان قائلاً: “علينا حمايتهم لأنهم بشر”، وهو المدرب نفسه الذي رفض تعليق خسارتي باريس سان جيرمان وإشبيلية الأخيرتين على شماعة التحكيم.

إذًا، لماذا تخلى فليك عن هدوئه الدبلوماسي، الذي كان إحدى أفضل صفاته؟ الإجابة هي أن ما حدث لم يكن مجرد رد فعل على 4 دقائق، بل كان انفجاراً لـ”طنجرة ضغط” تغلي منذ بداية الموسم.

 

1. النتائج المذبذبة وضغط الكلاسيكو

يعيش فليك تحت ضغط هائل لتصحيح المسار، الفريق يقدم نتائج مذبذبة، وجاءت الهزيمة المذلة (4-1) من إشبيلية، وسبقتها الخسارة الأوروبية من باريس سان جيرمان، لتزيد الطين بلة قبل التوقف الدولي.

كانت مباراة جيرونا فرصة “إجبارية” لاستعادة الثقة قبل الكلاسيكو، شعور فليك بأن فريقه قد يفقد نقطتين جديدتين بسبب قرار “تقديري” من الحكم (الوقت الضائع) كان كافياً لإشعال فتيل الغضب.

أخبار ذات علاقة

هانزي فليك ولامين يامال

هل أخفى فليك “تمرد لامين يامال”؟

2. وباء الإصابات والعجز التكتيكي

انفجار فليك هو أيضاً صرخة عجز، فالمدرب الألماني يعمل بيد واحدة تقريباً، قائمة الإصابات الطويلة (ليفاندوفسكي، فيران توريس، داني أولمو، رافينيا، تير شتيغن، خوان غارسيا) تجبره على إيجاد حلول ترقيعية، كان آخرها الدفع بالمدافع أراوخو كمهاجم صريح لإنقاذ الموقف. عندما تجد نفسك مضطراً لحلول يائسة، يصبح صبرك على أي عائق خارجي، كالتحكيم، شبه معدوم.

 

3. أزمة “لامين يامال” والضغط الخارجي

لا يواجه فليك ضغوطاً داخلية فقط. نجم الفريق الأول، لامين يامال، عاد لتوه من إصابة تسبب بها “سوء التعامل” معه في المنتخب الإسباني، وهو ما انتقده فليك علناً، بجوار مشاكله الشخصية التي تتم مناقشتها عبر وسائل الاعلام علنا.

المدرب يشعر أنه يحارب وحده لحماية لاعبيه، وحين يشعر أن التحكيم لا يوفر له الحماية الكافية أو العدالة داخل الملعب، فإن غضبه يتضاعف.

 

4. الشعور بالظلم التحكيمي التراكمي

رغم دفاع فليك العلني عن الحكام سابقاً، فإن تلميحاته بعد الخروج الأوروبي الموسم الماضي ضد إنتر، حيث قال إن القرارات 50/50 لم تكن في صالح فريقه، تكشف عن شعور دفين بالظلم.

طرده بالأمس، والذي وصفه بأنه “غير مبرر” لأنه “لا يعرف لماذا نال الإنذار الثاني”، مع تجاهل الحكم “مانزانو” الحديث معه، حول هذا الشعور الدفين إلى يقين بالاستهداف الشخصي.

ما حدث ضد جيرونا لم يكن مجرد احتفال مبالغ فيه أو اعتراض عابر؛ لقد كان صرخة مدرب يعيش تحت وطأة النتائج المذبذبة، والعجز بسبب الإصابات، والقلق على نجمه الأول، والشعور بالظلم من التحكيم.

لقد كانت لقطة كاشفة أثبتت أن هدوء فليك، مهما بدا صلباً، كان مجرد قشرة رقيقة تخفي تحتها بركاناً من الضغط المتراكم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى