تقرير يسلط الضوء على مشاركة الزُبيدي في الأمم المتحدة


تحمل مشاركة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة سياسية فارقة تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز مجرد الحضور البروتوكولي.

ويفتح هذا الحضور الباب أمامه للقاء زعماء دول ورؤساء حكومات وممثلي منظمات دولية مؤثرة، وهو ما يمنح قضية الجنوب نافذة جديدة للتأثير المباشر على دوائر صنع القرار العالمي.

ويمثل هذا الظهور تتويجًا لمسار سياسي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي لترسيخ حضور قضية الجنوب على الخارطة الدولية، ويُعد بحد ذاته انتصارًا سياسيًا يضع الجنوب في موقع متقدم ضمن النقاشات الأممية، كما أنه يعكس إدراك القيادة الجنوبية أن المرحلة المقبلة تتطلب تحركًا على الساحة الدولية، لا الاكتفاء بالمستوى المحلي أو الإقليمي.

*إيصال الصوت الجنوبي*

وأدركت القيادة الجنوبية منذ وقت مبكر أن إيصال صوت شعب الجنوب إلى العالم لن يتحقق إلا من خلال الحضور المباشر والتواصل مع القوى المؤثرة، بعيدًا عن الوساطات أو الفلاتر السياسية، فسنوات طويلة عملت القوى اليمنية على تشويه مطالب الجنوبيين أمام المجتمع الدولي، وحاولت تصويرها كملف جانبي لا يستحق الاهتمام، إلا أن المشاركة الأممية جاءت لتكسر هذا الحصار الدبلوماسي وتضع العالم أمام حقيقة راسخة مفادها أن الجنوب يمتلك قضية عادلة تستند إلى تضحيات كبيرة وتطلعات واضحة نحو تقرير المصير.

ويحمل الزُبيدي في نيويورك رؤية سياسية متكاملة مدعومة بمعطيات الواقع، تعكس حجم المعاناة وتسلط الضوء على حقوق الجنوبيين التي جرى طمسها لعقود طويلة.

*لقاءات دبلوماسية محورية*

وتتوقع الأوساط السياسية أن تشهد مشاركة الزُبيدي سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الثنائية مع قادة وزعماء من مختلف أنحاء العالم، وهذه اللقاءات تشكل فرصة ذهبية لتقديم الرواية الجنوبية مباشرة إلى صناع القرار بعيدًا عن التشويه الإعلامي والسياسي الذي مارسته الأطراف المعادية للجنوب.

ومن شأن هذه الحوارات أن تؤسس لعلاقات جديدة قائمة على الاعتراف المتبادل، وأن تمهد الطريق لإدراج الجنوب كطرف رئيسي في أي تسوية سياسية قادمة، والأهم أن هذه اللقاءات ستتيح للرئيس الزُبيدي تقديم الجنوب كشريك مسؤول يسعى إلى المساهمة في صناعة السلام، لا مجرد طرف متأثر بالصراعات.

*أهمية الدعم الدولي*

ويدرك المجلس الانتقالي أن المجتمع الدولي يميل إلى دعم الحلول الواقعية التي تضمن مصالح الشعوب واستقرار الإقليم، ومن هنا تأتي أهمية إقناع الأطراف المؤثرة بعدالة القضية الجنوبية وإبرازها كجزء لا يتجزأ من الحل الشامل في اليمن.

وحتى مجرد تعريف هذه القوى الدولية بالقضية الجنوبية عن قرب يُعد إنجازًا سياسيًا، إذ يترجم عادة إلى مواقف رسمية وضغوط على القوى التي تعرقل الوصول إلى الحلول، وبهذا يعزز الجنوب مكانته في المعادلة السياسية ويكرس حضوره كطرف لا يمكن تجاوزه.

*الجنوب كشريك استراتيجي*

ولا تقتصر مشاركة الزُبيدي على عرض المطالب السياسية فحسب، بل تتجاوزها إلى تقديم الجنوب كفاعل مسؤول في القضايا الدولية والإقليمية، فالأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية وقضايا مكافحة الإرهاب تحظى باهتمام كبير لدى القوى الكبرى، وهنا يسعى الجنوب لإبراز نفسه كشريك يمكن الاعتماد عليه.

ويفتح هذا الطرح الباب أمام شراكات سياسية وأمنية واقتصادية جديدة مع دول ومنظمات فاعلة، ويعزز صورة الجنوب كطرف قادر على المساهمة في الحلول لا مجرد متلقٍ لها، وبذلك يتحول الحضور الأممي من مجرد مشاركة شكلية إلى منصة لتقديم الجنوب كلاعب إقليمي ودولي.

*انتصار سياسي للجنوب*

وتمثل المشاركة في الدورة الأممية الثمانين بحد ذاتها انتصارًا سياسيًا، فهي تؤكد أن الجنوب أصبح حاضرًا في أرفع المنابر الدولية بعد سنوات من التهميش والتجاهل، كما تشكل هذه الخطوة فرصة تاريخية لانتزاع اعتراف أوسع بعدالة القضية الجنوبية، وتضع القوى الدولية أمام مسؤولية التعامل معها كحقيقة سياسية قائمة لا يمكن تجاوزها.

وبهذا الاعتراف يعزز الجنوب أوراقه التفاوضية في أي حوار قادم، ويكرس حضوره كقوة سياسية قادرة على فرض نفسها في مسار الحلول المستقبلية، وإنها بداية مرحلة جديدة تتجاوز حدود الجنوب لتصل إلى التأثير المباشر في دوائر القرار العالمي، وهو ما يفتح أمام الجنوبيين آفاقًا واسعة لتحقيق تطلعاتهم المشروعة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى