القوات الجنوبية تطارد فلول القاعدة في مودية.. "سهام الشرق" تحقّق نجاحًا ميدانيًا جديدًا ضد الإرهاب


شهدت مديرية مودية بمحافظة أبين حدثًا فارقًا مع إعلان القوات المسلحة الجنوبية عن نجاح جديد ضمن عملية “سهام الشرق”، حيث تمكنت الوحدات الميدانية من تنفيذ اقتحامات جريئة ضد أوكار التنظيمات الإرهابية التي طالما اتخذت من الأودية والمرتفعات الشرقية للمديرية معاقل لها.

وعكست هذه العملية تصميمًا استراتيجيًا على اجتثاث الإرهاب من جذوره، بما يعيد رسم المشهد الأمني في أبين.

وأكد قائد ألوية الدعم والإسناد، العميد نصر عاطف اليافعي، أن القوات اعتمدت خطة مباغتة شملت اقتحامات مباشرة مدروسة بدقة، أدت إلى انهيار صفوف العناصر الإرهابية بشكل سريع، بعدما فوجئت بقوة الضربات وضراوة المواجهة.

ولم تكن العملية الأخيرة مجرد تحرك عسكري محدود، بل جسدت نقلة نوعية في مسار الحرب على الإرهاب بالجنوب، حيث جرى التعامل مع أوكار كانت تشكّل تهديدًا دائمًا على القرى والطرق الرابطة بين المديريات.

والأهمية الميدانية لما تحقق تكمن في أن القوات لم تكتفِ بالاقتحام، بل عززت وجودها بتمشيط شامل، لتؤكد أن العملية لن تترك أي ثغرة تعيد إنتاج الخطر.

وأنهت هذه الضربات القاسية أوهام التنظيمات الإرهابية بقدرتها على التحصّن في الجبال، وأظهرت أن اليد العسكرية الجنوبية باتت قادرة على الوصول إلى أي وكر مهما كان تحصينه.

وضاعفت النجاحات المتتالية من الثقة الشعبية بالقوات المسلحة الجنوبية، ورسخت قناعة عامة أن معركة مودية تمثل بداية مرحلة جديدة من الاستقرار.

*قطع قطع شرايين التنظيم:*

عقب الاقتحامات الأولى، واصلت القوات المسلحة الجنوبية عمليات التتبع بدقة عالية، مستخدمة تكتيكات حديثة تزاوج بين الاستطلاع الميداني والاستخبارات المحلية، لتغلق هذه المطاردة جميع منافذ الفرار أمام العناصر الإرهابية.

وتمكنت الوحدات من تدمير مخابئ استراتيجية كان التنظيم يعتمدها كمستودعات للأسلحة وأجهزة التفجير، ما أدى إلى شل قدرة الإرهابيين على شن أي عمليات مباغتة مستقبلية.

كما جرى العثور على أجهزة اتصال متطورة ومقذوفات وأدوات تفجير، ما كشف عن خطط لعمليات كانت تستهدف طرقًا رئيسية وسكانًا مدنيين في عدة محافظات، وهو ما يزيد من قيمة الإنجاز.

والقوات لم تكتفِ بتدمير الأدوات المادية للتنظيم، بل ركزت على ملاحقة بقاياه البشرية، الأمر الذي جعل العناصر الإرهابية في حالة تفكك وهروب عشوائي بلا قيادة.

ومثّل نجاح المطاردة ضربة معنوية للتنظيمات المتطرفة التي كانت تراهن على جغرافيا الوديان الوعرة لتأمين بقائها.

وبذلك، تكون “سهام الشرق” قد قطعت شرايين التموضع وأغلقت الملاذات الطبيعية التي اعتمدتها تلك الجماعات لعقود.

*دماء الشهداء تكتب ملحمة جديدة*

ورغم كل الانتصارات، لم تخلُ العملية من تضحيات جسام قدّمها أبطال القوات المسلحة الجنوبية، حيث ارتقى ثلاثة شهداء من اللواءين السادس والأول دعم وإسناد، بينما أصيب أحد الجنود بجروح خلال الاشتباكات المباشرة.

وتعكس هذه التضحيات طبيعة المعركة غير المتكافئة، حيث يواجه الجنود شبكات مدرّبة على حرب العصابات واستخدام الكمائن، لكن الإرادة الصلبة انتصرت.

وارتوت دماء الشهداء بها أرض أبين، لتكون شاهدًا على أن معركة الإرهاب ليست معركة عابرة، بل مسار طويل يحتاج صبرًا وإيمانًا.

وعزيمة الجنود الذين واصلوا القتال فور سقوط رفاقهم أظهرت أن التضحية ليست نهاية المعركة، بل بداية إصرار أكبر على بلوغ النصر.

وبهذا، ارتقت عملية “سهام الشرق” من مجرد حملة عسكرية إلى ملحمة وطنية يتقاسم فيها المقاتل والمجتمع عبء الدفاع عن الأرض والهوية.

*أبعاد استراتيجية لعمليات “سهام الشرق”*

عمليات “سهام الشرق” لم تأتِ في فراغ، بل كانت استجابة لحاجة ملحة لتأمين أبين من مخاطر التنظيمات الإرهابية التي حاولت جعلها نقطة ارتكاز لإثارة الفوضى.

وعانت أبين طويلًا من هجمات متكررة استنزفت مقدراتها وأرعبت سكانها، ما جعل العملية بمثابة مظلة أمان أعادت الثقة إلى المجتمع.

ويتمثل البعد الاستراتيجي للعملية في كونها قطعت الطريق أمام مشاريع العنف التي حاولت تقويض استقرار الجنوب، وربطت الأمن المحلي بالقرار السيادي الجنوبي.

ولتثبت بذلك القوات الجنوبية من خلال هذه العملية أنها لا تدافع فقط عن مواقع عسكرية، بل عن حق الناس في الحياة الطبيعية بعيدًا عن الخوف المستمر.

والعملية أيضًا وجهت رسالة إقليمية ودولية بأن الجنوب يملك القدرة والإرادة لمكافحة الإرهاب ضمن بيئته الجغرافية الصعبة والمعقدة.

ويعزز هذا النجاح الميداني مكانة القوات المسلحة الجنوبية كخط دفاع أول في مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد المنطقة بأكملها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى