الشيخ هاني بن بريك يرد على طرح هاني البيض

رد الشيخ هاني بن بريك على طرح هاني البيض حول مسألة حضرموت والجنوب العربي ، وجاء الرد نصاً :
الأخ العزيز المكرم هاني علي سالم خذها من أخيك المحب هاني علي سالم :
أن هناك فرقاً بين طرح الرأي وبين خلق معلومة واعتبارها مسلمة وأن من خالفها جاهل بالتاريخ ، أنا لستُ مع من يغلظ عليك في الرد، فينبغي أن نتعاطى مع أي طرح بهدوء وعدم تقليل من أي شخص مهما اختلفنا معه.
أنا تعلمتُ من بعد عدم علم بأن مسميات الدول والمكونات السياسية حادثة، فالذي يقول إن دولته الفلانية عمرها الآف السنين متناسياً أنها تعاقبت عليها دول وممالك وكانت بمسميات مختلفة وجغرافيتها تزيد أو تتناقص من وقت لآخر، بينما يصف السعودية أن عمر جده أكبر منها لمجرد أن اسم السعودية استحدث عام 1932م بعد إعلان توحيد البلاد رسميًا باسم “المملكة العربية السعودية” في 23 سبتمبر 1932م (21 جمادى الأولى 1351هـ) فهل نتجاهل أن تاريخ الأرض التي قامت عليها السعودية بدأ من مهبط آدم وبنائه للكعبة والتي جدد بناءها من بعده إبراهيم وابنه إسماعيل فتكون بذلك أقدم أرض عمرها البشر ، فلا يقارن عمرها بأي حضارة بشرية مهما أوغلت في التاريخ – هذا عند من يسلم بسردية الديانات السماوية الثلاث من أن آدم هو أول البشر – ويذكرني هذا بمن يقول : إن عمر دولة الإمارات من 1971م يعني 54 سنة – يقول ذلك ساخراً كالذي قبله مع السعودية – وما درى أنه يُشهد الخلق على سذاجة موحشة، كأن هذه الأرض كانت خالية من البشر ومن الحكام ونظام الحكم ، وكل ذلك خطأ فظيع فالذي تأسس قبل 54 سنة هو إتحاد الإمارات السبع لتكون في هذه المدة القصيرة من أعظم الدول الناشئة في العالم في كل مناحي الحياة مستمدة كل تقدمها من عقلية حكامها وشعبها الضارب في جذور التاريخ البشري.
وكذلك جنوب الجزيرة العربية – وهو موضوعنا – لا تحدده بمسميات حادثة لا السلطنات الغربية منه التي كونت ما سمي باتحاد الجنوب العربي ولا بالسلطنات الشرقية كسلطنة القعيطي والكثيري ومن قبل السلطنتين كانت سلطنات سبقت كذلك.
فهل يرضيك أخي العزيز أن نطلق على عودة استقلالنا ( دولة المحميات البريطانية العربية الجنوبية ) لتدخل المحميات الشرقية !!!.
إن مسمى الدول تفرضه الظروف السياسية، وكل الدول القائمة في العالم أسماؤها مستحدثة.
أنا حضرمي ولدت ونشأت في عدن ولعائلتي تاريخ ضارب في حضرموت واديها وساحلها، ولا أرضى أن يأتي شخص يقول إن السادة الهاشميون في حضرموت ليسو حضارم وأن مردهم مكة المكرمة كل هذا من الجدال العقيم الذي لا يولد نتائج مفيدة، وبالتالي لا أرضى أن يأتي من تلك المحافظات الست التي نالت الاستقلال من بريطانيا من يُفصِّل له دولة بمعاييره الخاصة، كل الجنوب العربي من عدن غربا حتى باب المندب وسقطرى وصولاً إلى المهرة شرقاً كانت تحت الحماية البريطانية ونال الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وقامت دولة جديدة بمسمى جديد أضيف له اليمن لدواعي فرضها الحكام الجدد، مع العلم الراسخ أن اليمن كل ما يامَنَ الكعبة وقد أشار النبي – صلى الله عليه وسلم – لذلك فقال : ما هاهنا فيمن وأشار لجنوب مكة وما هاهنا فشام وأشار لشمال مكة .
وأول من أطلق لقب اليمن كمسمى سياسي لدولة هو الإمام يحيى بن محمد حميد الدين لأغراض سياسية مزاحماً حكام أقاليم اليمن الأخرى التي دخلت فيما بعد تحت حكم آل سعود، ولهذا ظلت أكذوبة أن من الطائف شمالاً حتى عدن جنوباً كلها من اليمن ومن حق الإمام يحيى أن يطالب بها وحتى الآن هذه الأكذوبة راسخة في عقلية غالب الشعب في الشمال ويعززها مهابيل ساستهم ونخبهم إلا من رحم الله، اليمن الجغرافي كان أقاليم عديدة وله حكام مستقلين ، كثير منهم دخلوا في حكم آل سعود فراراً من الوحدة مع الحاكم الزيدي.
وكثير من الصحابة ورجال التاريخ يحملون وصف اليمني وهم من تلك الأقاليم فهل هذا يعطي حق الإدعاء بحكم تلك الأقاليم من صنعاء لأنهم يحملون اسم اليمن.
في الأخير أقول : دخلنا الوحدة بست محافظات جنوبية ونطالب بفك الارتباط وعودة دولتنا بمحافظاتها الست ، ثم اسم الدولة ما فيه مشكلة، وكان من المقترحات أن يطلق اسم ( دولة حضرموت العربية ).
لك مني كل ود وكل محبة أيها السمي وطرحك ورأيك على العين والرأس.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.