الشيخ هاني بن بريك : حضرموت هي الأم

أنا حضرمي ولي في كل حضرموت علاقات وارتباط كأي حضرمي، وتربطني علاقات ببعض الحضارم الذين يختلفون مع الانتقالي ووصل خلافهم حد التجريح الشديد للانتقالي ولي ، ومنهم من كان مؤيداً للانتقالي وحضر لقاءات لي في بريطانيا ودول الإتحاد الأوربي ومصر وغيرها غامرين لي بالمودة والتقدير والاحتفاء، أقول تربطني بهم علاقات ومنها مصاهرة ونسابة وصداقة، ومنهم من نال مني شخصياً بعنف عجيب !!! أقدر لهم كل الأخوة والمحبة السابقة أو ما زالت في قلوبهم ويكتمونها، ولا أكتمها مهما عنَّفوا وأغلظوا فنحن أهل وأصدقاء ويجمعنا وطن والظفر لا يطلع من اللحم، ربما لم يجدوا فيَّ وفي الانتقالي ما يؤملون ويرجون، وهذا خطأ منا عائد لبشريتنا التي لا يمكن تحيط بكل شي، ويشاركوننا في جزء منه لبعدهم وعدم مراعاة الظروف التي أُقحمنا فيها – التي جعلتنا بين الحياة أو الموت – وحسبنا وحسبهم أن يشفع لنا الاجتهاد في إصابة الخير – ولكل مجتهد نصيب من الأجر – طيلة فترة بعدهم ومخاصمتهم لم يصدر مني في حقهم إلا كل خير وليس في هذا فضل لي عليهم بل واجب متعين وحق مفروض وتربية نُشِّئنا عليها في أسرنا نحن وهم، ما يهمني الصدق منا جميعاً معشر الحضارم في محبة حضرموت والإخلاص في العمل لأجلها، وهو ما وطنا أنفسنا عليه منذ اليوم الأول من تأسيس الانتقالي مقدرين أن حضرموت هي الأم وأن البقية مضمومون إليها وليست هي المضمومة – إن افترضنا أن هناك ضامماً ومضموماً – حيث كان ستة من أعضاء هيئة الرئاسة من أصل حضرمي وإذا أضفنا إليهم الثلاثة الأعضاء عن شبوة باعتبارها عاصمة تاريخية لحضرموت سيكون العدد تسعة من أعضاء الرئاسة يعني نصف الرئاسة من حضرموت، وإن قلنا بالستة فقط بدون أعضاء شبوة فالثلث وفي الحديث النبوي الشريف ( الثلث والثلث كثير ) لا يمكن أن يكون هذا العدد غايب عن مصلحة حضرموت أو يغيبها، رئاسة الجمعية الوطنية – البرلمان – من حضرموت الرئيس الأول بن بريك وخلَفَه الكثيري، ولا ننسى ثاني اجتماع للجمعية الوطنية كان في المكلا، نواب رئيس المجلس الانتقالي حضارم، ولو قدر أن تكون انتخابات فبكل تأكيد مقاعد حضرموت في البرلمان هي الأكثر والأكثرية هي من ستشكل الحكومة الفدرالية التي تمنح كل محافظة حكمها وحكم مواردها، وستجرى انتخابات رئاسية سواء مباشرة أو يختار مجلس نواب الشعب رئيس البلاد، وللحضارم أن يختاروا مرشحهم ويدعموه. هذا كله وإن كان سابقاً لأوانه ولكنه مسلمات عند المجلس الانتقالي في كل ثوابته وأطروحاته لم يطرأ عليه تحريف ولا تبديل.
كافح الانتقالي بكل قوة لإخراج أي قوة شمالية متواجدة في حضرموت سلمياً وسنستمر بالسلم، فلا مبرر لوجود قوات شمالية في حضرموت بينما الشمال يرزح تحت الحوثي، وجهنا بوصلة العالم كله بأننا منذ 94م ونحن تحت قوة القهر والاحتلال، كان لقيادات الانتقالي قبل تشكيله الدور الأكبر في التخطيط والتحضير والإعداد لتحرير حضرموت من تنظيم القاعدة مع التحالف ومن بعد ذلك تشكيل النخبة الحضرمية.
لابد النظر بأن المجلس الانتقالي اسمه ( مجلس انتقالي ) ليس فينا ولا منا من يقول سنكون للأبد.
الاختلالات والتجاوزات وسائر الأخطاء بتنوعها لا نبرئ منها الانتقالي ومنها ماهو حاصل ولكنا لسنا مع الهدم ولا نكران ما حققه الانتقالي، ومجتهدون في التصحيح والمحاسبة مع مراعاة حساسية المرحلة ، ويشفع للانتقالي حجم العمل في هذا المعترك العصيب وكثرة الخصوم الذين لهم أجنداتهم وأيدلوجياتهم الذين أوصلونا حد الاحتراب وأدخلونا فيه مكرهين وليس أبطالاً ، وهي ألعن فترة مرت بنا أن نقتتل وتسال الدماء وتزهق الأنفس، وإني لأقسم بالله لولا الإخونج وجنودهم القاعدة لما جرى اقتتال بيننا لا في 2018 ولا 2019، هم كانوا يروننا العقبة في طريق سيطرتهم على كامل ترابنا – وإنني لأسأل الله أن يجلعنا وإخوتنا الذين قابلونا في تلك الفترة ممن حق عليهم قوله تعالى : ﴿وَنَزَعنا ما فى صُدورِهِم مِن غِلٍّ إِخوٰنًا عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰبِلينَ﴾ [الحجر: 47 – 47].
وقد قال ذلك الصحابة – رضوان الله عليهم – فيما شجر بينهم.
أما سعاة الفتنة الذين أضرموا نيرانها فالله وحده كافينا شرهم، لو قدر وسقطت عدن بأيديهم لانقلبوا على إخوتنا الذين معهم، وعادوا بنا لحضن الحوثي ولدوَّت الصرخة الحوثية من مسجد أبان في كريتر ومسجد عمر في المكلا وسائر مساجدنا في محافظاتنا، هؤلاء المؤدلجين في موقفهم من حضرموت والانتقالي على حد المثل: ” ليس حباً في علي، ولكن كرهاً في معاوية ” أو ” ليس حباً في معاوية، ولكن كرهاً في علي .
﴿ … قَد بَدَتِ البَغضاءُ مِن أَفوٰهِهِم وَما تُخفى صُدورُهُم أَكبَرُ … ﴾ .
يسعون لتمزيقنا، ونحن في عجلةٍ من أمرنا نهلك أنفسنا ووسيلتنا للنجاة ، وعندها سنكون
( كالمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى ).
جمعتكم مباركة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.