الرئيس الزبيدي .. من تأسيس مداميك النضال والكفاح إلى قيادة مشروع الدولة الجنوبية

المولد والنشأة:
من معاقل الضالع إلى ميادين الجهاد ففي عام الرياح العاتية (1967)، وفي أحضان قرية زبيد الشامخة كالنسر في محافظة الضالع، وُلد ذلك البطل الذي نحت اسمه في الصخر وصار علمًا من أعلام الجنوب. هنا، بين صخور الجبال الشماء وقلوب الرجال الأشداء، ترعرع الزبيدي في بيئةٍ تتنفس الثورة وتتغذى على القيم النضالية، فتشرب من مناهل الصمود ما جعله لاحقًا أسطورةً تتداولها الأجيال.
وتلقى الرئيس الزبيدي علومه الحربية في كلية الطيران، تلك المدرسة التي تخرج منها الأبطال، ليحمل شارة الملازم الثاني وكأنها وسام شرفٍ مبكر؛ ولكن لم تكن القاعات الدراسية لتحصر طموح هذا الأسد الضرغام، فانتقل من الدفاع الجوي إلى قوات النجدة والقوات الخاصة، كالسهم الذي يتربص بالهدف.
– ولادة شرارة الثورة من الضالع :
بدأ القائد عيدروس الزبيدي في إنشاء النضال الوطني والكفاح الجنوبي من قمم جبال الضالع الأبية وبعدها توسع النضال والكفاح من الجبال إلى أحضان المناطق وصولها إلى متراس المعسكرات ،وبوابات الألوية، .
وبهذا لو تخيل القارئ الجنوبي كيف بدا الكفاح من جبال الضالع الأبية،التي ولد فيها عام 1967، حتى تنفست شرارة التاريخ الذي جسد مسارات نضالها وسرايا كفاحها بعد أن خاض تجربة سنوات من النفى القسري بفعل حرب 1994م غير أنه استثمرها في رسم استراتيجيات بين تخطيط وإعداد واتخاذها منها محطةً لإعادة التشكيل والترتيب من جهة، وتكوين نواة للتواصلٍ مع قيادات الجنوب، وعلى رأسهم الرئيس علي سالم البيض وكثير من المؤمنين بالكفاح المسلح، مؤمنًا إيمانًا يقينيًا أن انتصار قوى لاحتلال اليمني لا تعني للجنوب هزيمة لقضية شعب عادلة.
ومن هنا انطلقت شرارة الثورة التي لم تستطع قوى الشمال على اخمادها لاسيما بعد أن عاد إلى وأسس حركة حتم التي كانت نواة الكفاح المسلح ومسارات النضال الوطنية الجنوبية ضد نظام الاحتلال اليمني الشمالي البغيض غير أن ضريبتها كانت الشهيد محمد الزبيدي، الذي يعد أول شهيدًا وما صدر من حكم إعدام غيابي على الرئيس عيدروس الزبيدي.
– اللواء الزبيدي وإدارة الحرب لصالح الجنوب:
أدار اللواء الزبيدي المقاومة الجنوبية في حرب 2015م وخطط لها في أكثر من محافظة ضد الحوثيين والقوات الشمالية المحتالفة معها غير انه قاد أشرس المعارك الضارية في عدة محافظات منها الضالع ولحج وعدن، وبعد تحرير الجنوب المحتل قام اللواء الزبيدي على تاسيس محاور وألواية قتالية تحت مسمى المقاومة الجنوبية التي كان الهدف منها حماية مكتسبات شعب الجنوب كونها مشكلة من كل المحافظات الجنوبية التي أعلنت استمرار كفاحها حتى تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني الغاشم (حوثي/أخواني/عفاش) ظلت متحالفة مع الشمال ومحاولة إخضاع الجنوب مرة أخرى لعامل الهيمنة والسيطرة والاحتلال.
وفي خضمِّ الأحداث المتلاطمة التي شهدتها الشمال والجنوب، برز اسم اللواء القائد عيدروس قاسم الزبيدي كأحد أبرز الأصوات المدافعة عن قضية الجنوب، فجمع بين الحنكة العسكرية والدهاء السياسي؛ ليصير عَلَمًا من أعلام الحراك الجنوبي، ورئيسًا مفوضّا فيما بعد من قبل الشعب للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يُعدُّ الممثل الوحيد لتطلعات أبناء الجنوب نحو الانفصال وإعادة دولة الجنوب السابقة.
ظلَّ القائد عيدروس الزبيدي وفيًّا لقضية شعب الجنوب ومع تأسيس الحراك الجنوبي عام 2007م، أصبح أحد أبرز قادته، داعيًّا إلى فك الارتباط مع الشمال وإعادة دولة الجنوب.
وبعدها تم تعيينه محافظا لعدن بهدف التخلص منه بعد أن نجا من عدة محاولات اغتيال، بعضها نُسبت لتنظيمات الدولة الإسلامية والاخرى إلى الأخوان المسلمين.
– اللواء الزبيدي بين الإقالة والعودة السياسية المحترفة:
بعد اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في ديسمبر/كانون الأول 2015، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 2015 قرارا بتعيين الزبيدي محافظا لعدن، لكنه أقاله من المنصب يوم 27 أبريل/نيسان 2017م وعيّنه سفيرًا في وزارة الخارجية بهدف التخلص من المشروع الذي يحمله وظل يناضل من أجله عقود من الزمن.
ظنت الشرعية إن إقالة اللواء الزبيدي من منصبه لمحافظ عدن هو محاولة في إحراقه بعد أن تم قبوله السلطة مع عدة محافظين ولم يدركوا أن اللواء الزبيدي قبل السلطة ليجعل منها محطة تمكين تبنى من خلالها كيان سياسي جعل اللواء الزبيدي يظهر من جديد يحمل رؤية مشروع آمن به وسخر كل إمكانياته في الإعلان عنه.
– اللواء الزبيدي والمجلس الانتقالي، اجتمعت كل المكونات والهيئات التي تشكلت في مدينة عدن يوم 11 مايو/أيار 2017، لتعلن مجلسًا سياسيا جاء بعد أسبوع من تكليف مكونات الحراك الجنوبي للزبيدي بتشكيل قيادة سياسية لإدارة وتمثيل الجنوب وهي التي سميت بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقد تكون هذا المجلس السياسي الانتقالي من 26 شخصًا على رأسهم الزبيدي ونائبه هاني بن بريك، ومن بينهم محافظو المحافظات الجنوبية باستثناء أبين، إلى جانب شخصيات وقيادات من تيارات ومكونات الحراك الجنوبي.
وفي 4 مايو 2017م أعلن الشعب في الجنوب بكل مكوناته وأحزابه والمستقلين والمرأة والشباب تفويضًا شعبيًا منقطع النظير في الجنوب ليكون اللواء عيدروس الزبغ رئيسا للمجلس الانتقالي الذي يُعد الإطار السياسي الجامع لمطالب شعب الجنوب الساعي إلى استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة .
وحدد بيان الإعلان مهام هيئة رئاسة المجلس باستكمال إجراءات تأسيس هيئات المجلس الانتقالي وإدارة الجنوب وتمثيله داخليًا وخارجيًا، فضلًا عن استمرار الشراكة مع التحالف العربي لمواجهة المد الإيراني في المنطقة وكذلك الشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب
– أعلان المجلس الانتقالي الجنوبي واعتراض الشرعية:
بالتأكيد أن تشكيل مجلس سياسي يمثل الجنوب ومكوناته وتعلطات شعبه السياسية فهذه شيء حتمي أن يمثل اعتراضًا لدى الحكومة الشرعية لإداركها أن الجنوب حين صار له كيان سياسي يعبر عن قضيته واستحقاقاته، وهو الأمر الذي جعل الحكومة تعرب في بيان رسمي صدر بعد اجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض عن رفض المجتمعين رفضا قاطعا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
– الرئيس الزبيدي: بين مسارات النضال والانجازات السياسية:
ظل الزبيدي رمزاً للجنوبيين، يجمع بين الصلابة العسكرية والمرونة السياسية، فمن ساحات القتال إلى أروقة الدبلوماسية، سعى بلا كلل لتحقيق حلم الجنوب بالانفصال؛ لكن طريقه لم يخلُ من التحديات، سواءً أكان من خصومه السياسيين أم من الانقسامات الداخلية في صفوف الحراك الجنوبي نفسه التي تتغذيها الأحزاب الشمالية وبعض الدول التي لا تحب للجنوب الخير .
واليوم، يقف الرئيس الزبيدي على رأس مشروع سياسي يحمل آمال الشعب الذي فوضه بإجماع وطني بكل أطيافه في المجتمع وعلى المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والاقتصادية، وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها المجلس الانتقالي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والتهريب وكسر شوكة الحوثي وعلى كل الجبهات نقل رئيس المجلس الانتقالي من المدافع الميداني إلى العمل الدبلوماسي الذي أوصل قضية شعب الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية وعلى الرغم من وجود تحديات صارت تحاول أن تعيق الاستحقاقات أهمها المليشيات الحوثية والقوى المتخادمة ممعها من الإخوان والمؤتمريين الذين باتوا غير قادرين على محاربة الحوثي ظاهريًا غير أن الأدلة أثبتت أن التخادم بينهم وبين الحوثي كانوالهدف منه إطالة أمد الحرب ومحاولة تفكيك الحواضن الاجتماعية الجنوبية التي هي القوة الفاعلة على الميدان بمحافظات الجنوب والمؤمنة بالمشروع التحرري.
– كاريزما الرئيس الزبيدي وتعامله مع التحالفات السياسية المتخادمة ضد الجنوب:
إن الخبرة العميقة التي يجيدها الرئيس الزبيدي جعلته يدرك كل المؤامرات التي تريد أن تجعل من عدن حالة من الفوضى تحت استغلال الوضع الاقتصادي وتحاول أن تغرقها في مستنقع مفتعل غير أن الرئيس الزبيدي تعامل مع هذا الواقع بحكمة السياسي وخبرة الدبلوماسي من خلال توجيه رسالتين: الأولى النضال والثانية الكفاح؛ فالنضال يقرره دور الميادين من خلال دهاة تعمل على تحريك الانتفاضات الشعبية الرافضة ضد المحتل تجعل منها محطات ترسى على مداميك مشروعه السياسي وتحويلها إلى أعمال دبلوماسية مؤثرة من جهة وتقبل صوت قضية شعبه من جهة أخرى وهذا ما أوصل قضية شعب الجنوب إلى عواصم تملك التأثير في صنع القرار سواء أكان على مستوى الدول الراعية الأجنبية من جهة أم على مستوى الدول الإقليمية التي صارت داعمة للجنوب التي تمنح قواته الجنوبية لأداء مهمة قادرة على تحقيق الإنجازات والمكتسبات من خلال القضاء على الإرهاب من جهة ومحاربة التهريب ونشر المخدرات وكشف التخادم بين القيادات داخلى الشرعية مع المليشيات الحوثية وهذه الإنجازات هي التي أصبحت أحد الأعمدة القادرة جعل الجنوب ينال ثقة الاعتراف به من خلال استعادة دولته لما يقوم به من مهمات عجزت الشرعية الشمالية أن تقوم بها بهدف الحفاظ على المصالح الإقليمية والدولية.
– كيف استطاع الرئيس عيدروس الزبيدي أن يتجاوز التحديات الداخلية أمام التحديات الإقتصادية والأمنية والسياسية:
منذ عودة الرئيس الزبيدي إلى عاصمة الشعب الجنوبي، جسد روح الصمود والعزيمة في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المستمرة. وفي في ظل حرب الخدمات، والضغط الخارجي، والمؤامرات السياسية، ظل ثابتًا، يحمي الشعب، ويؤمن البلاد، ويضمن استمرار الإستقرار رغم كل العقبات.
ومن منطلقاته القيادية الحكيمة جاء تعبيره الصادق في خطابه الشهير عن التزام راسخ وعميق بالسيادة الوطنية، والاستقرار، والتقدم. وبينما حاول الخصوم افشال مؤسسات الدولة، والتلاعب بالخدمات، وفرض أجندات خارجية، غير أن الرئيس واجه تلك الملفات برؤية قائمة على الاعتماد على الذات، وتعزيز الأمن، والإصلاح الحكومي.
ويعد الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب الذي يعد من أهم الركائز وإحدى الأولويات في منظور الرئيس الزبيدي، رغم الاضطرابات الإقليمية والمحاولات لزعزعة الإستقرار. فور عودته، عمل عن كثب مع القيادات الأمنية والعسكرية لتحييد التهديدات الناجمة عن التنظيمات الإرهابية، والفصائل التخريبية، والجهات التي تسعى إلى تقويض السلام في عدة محافظات منها أبين، شبوة، والضالع، وهذا ما جعله يعزز دورها لضمان بقاء القوات المسلحة الجنوبية منظمة، وقادرة، ومركزة على حماية المواطنين.
ناهيك على تركيزه على العاصمة عدن التي جعلها ضمن قيادته أن تبقى عاصمة الآمان والاستقرار وان بدأت بعض المحاولات المكشوفة ان تثير زعزعة الإستقرار فيها.
أما في حضرموت والمهرة، فقد عمل على توحيد الشعب الجنوبي ضد الأجندات السياسية المدعومة خارجًيا التي تهدف إلى تفكيك المشروع الجنوبي ومن خلال مهاراته الدبلوماسية التي أظهرها من خلال التواصل الاستراتيجي مع القادة القبليين والسياسيين لتعزيز التماسك الداخلي ليجعل المحافظة في دائرة الأمان.
– موقف الرئيس الزبيدي الوطني الراسخ من مشروعه التحرري ومحاولة أعدائه في استغلال الوضع الاقتصادي:
في السياسة التي ينتهجها المشروع الجنوبي في المسارات الأمنية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية تجد حتمية من يحاول اليوم أن يستغل الملف الاقتصادي لأهداف واضحة تحاول أن تخرج حواضن المجلس الانتقالي عن قياداتها من جهة وتفرض على القيادة العليا للمجلس تنازلات سياسية مدعومة من أطراف خارجية لعرقلة الخدمات ومنع أي تنمية حتى يصبح الملف الاقتصادي هو الورقة الأخيرة التي تهز من حواضن وتشككها من رئيسها وقياداتها.
وكل هذه الأساليب تهدف إلى الضغط على المجلس الانتقالي لكن الرئيس الزبيدي يرفض الخضوع لهذه الحرب الاقتصادية. وبهذا ظل يعمل بكل السبل لإيجاد حلول والدول الرباعية حسب الإمكانيات المتاحة بالتنسيق مع التحالف لحل الملف الاقتصادي ولا يسمح لتلك القوى استغلال هذا الملف ضد شعبه.
وعلى الرغم من بعض الأجندات التي تخاف على فقدان مصالحها وهي تلك الأجندات التي اعتادت على إستغلال تأثيرها الاستخباراتي إلى تشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي لكن، الرئيس القائد الزبيدي لم يسمح بأن يتم إضعاف الجنوب عسكريا وأمنيا ودبلوماسيا وسياسيا. فقد حافظ على العلاقات مع الأطراف الفاعلة، لكنه رفض تقديم تنازلات على حساب قضية شعبه.
– جهود الرئيس الزبيدي الدبلوماسية مع الفاعليين الدوليين والاقليميين:
والمتامل من خلال اجتماعات الرئيس الزبيدي الأخيرة مع القادة الاقليمين، والدبلوماسيين الأوروبيين، وممثلي الأمم المتحدة، أكد مكانة الجنوب كـ فاعل رئيس لا يمكن تجاهله تحت اي ظرف وتحت أي استغلال.
وهكذا دأبت القوى السياسية في المؤامرات والصراعات الاقتصادية وحرب الإعلام ضد الجنوب والمجلس الانتقالي ومشروعه التحرري، غير أن الرئيس عيدروس الزبيدي ظل مركزاً على مهمته الأساسية المتمثلة في ترسيخ أمن واستقرار الجنوب وحماية شعبه من الاستغلال الاقتصادي والتلاعب السياسي، عبر تعزيز الحوكمة المحلية لمقاومة التدخلات الخارجية والعمل على تحقيق تطلعات شعب الجنوب ضمن إطار دولة جنوبية فيدرالية مستقلة. حيث تميزت قيادته بـ الصمود، والثبات، والالتزام الذي لا يتزعزع بإرادة الشعب لا يساوم بمصيره، بل ظل ثابتًا لا يسعى إلى تحقيق مكاسب حزبية، بل هو رمزّا وطنيًا وضع مصالح شعبه الوطنية فوق كل اعتبار.
ومن هنا تتراءى أن المعركة مع المليشيات الحوثية لم تنته بعد غير أن تحويل الحرب الاقتصادية، والمؤامرات السياسية، والضغوط الخارجية مستمرة على الجنوب لا على الحوثي.
,- ما يمكن أن نستنتجه من أن الرئيس الزبيدي أثبت بالفعل وعلى الأرض قدرته على مواجهة هذه التحديات، من خلال قيادته العسكرية التي ضمنت الأمن والإستقرار في الجنوب،حكمته السياسية التي حافظت على قوة التمثيل الجنوبي، وإدارته الاقتصادية التي حافظت على حلحلة أزمة الخدمات المفتعلة رغم الحصار ومحدودية الموارد.
ومع ما يعمله بإخلاص الوطني والحكيم السياسي تجد من الأعداء من يتآمر على ما يبني، ويقاوم كل الضغوط التي تمارسها القوى الخارجية، لكنه يقابلها بصمود أسطوري، فحتى البعض الذي يدرك إنجازاته يحاول يشكك بها، لكنه، يقودها بعزيمة لا تهزم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.