الحكومة اليمنية تدين ممارسات الحوثيين القمعية بحق حزب “المؤتمر”

دخلت الحكومة اليمنية، على خط المواجهة والممارسات القمعية التي تمارسها ميليشيا الحوثيين مع أعضاء وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام أكبر الأحزاب في البلاد، المتواجدين في صنعاء، والمتحالفين مع الحوثيين، بعدما أجبرتهم على إلغاء احتفالاتهم لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس الحزب، كما شنّت حملة اعتقالات دشنتها باعتقال أمين عام الحزب في صنعاء غازي الأحول.
وأعربت الحكومة اليمنية، التي تتخذ من عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، مقرا دائما لتسيير أعمالها، وذلك منذ انقلاب ميليشيا الحوثيين، على السلطة الشرعية، أواخر العام 2014 بداية العام 2015، عن إدانتها، مشيرةً إلى أنها رسالة واضحة تود الميليشيا إيصالها لكل القوى السياسية في مناطق نفوذها، مفادها “إما الذوبان الكلي في مشروعها الطائفي، أو التعرض للتصفية والبطش”.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني: “ندين ونستنكر بأشد العبارات الجريمة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثيين الإرهابية التابعة لإيران، باختطاف الأمين العام لمؤتمر صنعاء غازي الأحول، وعدد من مرافقيه، إضافة إلى مدير مكتبه عادل ربيد، في سياق حملة استهداف متصاعدة لقيادات المؤتمر الشعبي العام، رغم ما أبداه الحزب في صنعاء من حرص على تجنب الصدام وإبداء المرونة، حتى وصل الأمر إلى إلغاء فعاليات الاحتفاء بذكرى التأسيس حتى عبر وسائل الإعلام”.
وأشار الإرياني، في منشور له أورده عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”، إلى أن: “المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982، مثّل حجر الزاوية في التعددية السياسية، وحمل مشروع الجمهورية والدولة المدنية، واستهدافه اليوم ليس استهدافاً لحزب سياسي فقط، بل هو استهداف لرمزية التعددية، ولمكتسبات اليمنيين جميعاً، ومحاولة لإعادتهم عقودا إلى الوراء نحو حكم الإمامة الكهنوتي البائد”.
وذكر الإرياني، بأن: “ما يجري اليوم يوجه رسالة واضحة، لا شراكة ولا تعايش مع ميليشيا الحوثيين، لا لحلفائها ولا لخصومها، إنها رسالة تهديد إلى كل القوى السياسية والاجتماعية في مناطق سيطرتها، إما الذوبان الكلي في مشروعها الطائفي، أو التعرض للتصفية والبطش”.
وأضاف: “وهي أيضاً رسالة لبقية القوى الوطنية أن الخطر الحوثي وجودي، وأن التوحد في مواجهته لم يعد خياراً سياسياً، بل أصبح ضرورة مصيرية لحماية اليمن والجمهورية والتعددية”.
ولفت الإرياني، إلى أن هذه التطورات “تضع المجتمع الدولي أمام حقيقة لا لبس فيها، فميليشيا الحوثيين التي لا تسمح حتى لحلفائها بالبقاء في المشهد، لا يمكن أن تكون طرفاً في أي عملية سياسية أو شريكًا في تسوية سلمية”، مُشدّدا على أنه “حان الوقت، لاجتثاث هذا السرطان الإرهابي المدعوم من إيران”.
وفي سياق متصل، نفذت ميليشيا الحوثيين، ليل الأربعاء فجر الخميس، حملة اختطافات واسعة، طالت عددا من قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الفاعلين، في كل من صنعاء العاصمة المختطفة لدى الانقلابيين ومحافظة إب وسط البلاد، وفق مصادر يمنية.
وفي منشور سابق، أورده الوزير اليمني، فنّد من خلاله الأسباب التي تقف وراء خشية الحوثيين وعلى رأسهم زعيمهم عبدالملك، من شعبية حزب المؤتمر الشعبي العام، وبالتالي صادرت حقهم بالاحتفال بذكرى تأسيس حزبهم.
وقال معمر الإرياني: “إعلان المؤتمر الشعبي العام في العاصمة المختطفة صنعاء، إلغاء أي فعاليات سياسية أو إعلامية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، يكشف حجم الضغوط والتهديدات التي مورست على قياداته من قبل ميليشيا الحوثيين الإرهابية التابعة لإيران، والتي وصلت إلى حد التخوين، والاتهام بالعمالة، والتلويح بالاعتقالات والتصفيات الجسدية”.
ولفت الإرياني، إلى أن: “هذا المشهد يذكرنا بأجواء انتفاضة ديسمبر 2017، حين أصر المؤتمر حينها على إحياء ذكرى تأسيسه في ميدان السبعين، فواجه تهديدات حوثية علنية بقصف الميدان واغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ونشر القناصة في التباب المحيطة به، واليوم، وبعد ثماني سنوات، يتكرر السيناريو ذاته بصورة أكثر فجاجة، في دلالة واضحة أن الحوثي لم ولن يتغير”.
ووجه الإرياني، في سياق منشوره عدة أسئلة استنكارية، أوردها تباعا: “لماذا يخاف المدعو عبدالملك الحوثي من المؤتمر الشعبي العام؟ هل يخشى انكشاف الحجم الجماهيري الحقيقي للمؤتمر في مناطق سيطرته للداخل والخارج؟ وهل يتوهم أن منع الحزب من إظهار شعبيته سيضعف مكانته؟ أم أن هذا القمع سيجعل المؤتمريين أكثر التفافا حول مشروعهم الوطني الجمهوري؟”.
وواصل الإرياني، حديثه: “ما يثير السخرية أن الحوثي، الذي يزعم أن إلغاء احتفالات المؤتمر مرتبط بـ(الوضع في غزة)، يواصل في الوقت ذاته إحياء احتفالات طائفية دخيلة، ويسخر لها الأموال المنهوبة من خزينة الدولة والتي بلغت منذ انقلابه 103 مليارات دولار، غير آبه بمعاناة اليمنيين ولا بمأساة غزة، بل إن الميليشيا بلغت حد إحياء ذكرى الثورة الإيرانية وغيرها من الطقوس المستوردة من طهران، بينما تمنع اليمنيين من الاحتفاء بمناسباتهم الوطنية والسياسية، بذريعة كاذبة عن التضامن مع غزة”.
وأشار الإرياني، إلى أن: “تجارب السنوات الماضية أثبتت أن الحوثي يغدر بحلفائه واحدا تلو الآخر، بدءاً بالمؤتمر الشعبي، مروراً بالمشائخ والقبائل، وصولاً إلى إذلال ما تبقى من قيادات المؤتمر والشخصيات السياسية والاجتماعية في صنعاء”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.