الجالية الجنوبية في واشنطن منبر صوت الجنوب في قلب القرار الأمريكي

-مشاركة نوعية وكوادر أكاديمية جنوبية توحّد الرؤية والموقف
تميّزت هذه الفعالية بمشاركة نخبة من الكوادر الجنوبية الفاعلة في المهجر، إلى جانب ممثلي الجاليات في مختلف الولايات الأمريكية، حيث التقت الإرادة الشعبية الجنوبية بالخلفية الأكاديمية والاحترافية، لتشكّل رسالة موحّدة تعبّر عن معاناة شعب الجنوب وتطلعه إلى مستقبل آمن تحت ظل دولة مستقلة ذات سيادة.
-برنامج سياسي احترافي يخاطب البيت الأبيض والكونغرس بلغة المصالح
جاءت هذه التحركات تحت مظلة برنامج سياسي ومهني متكامل، صُمم بعناية ليخاطب مؤسسات القرار الأمريكي بلغة يفهمها السياسيون والمشرّعون في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية. ومنذ اليوم الأول لوصول الوفود إلى واشنطن، بدأت الاجتماعات التحضيرية واللقاءات التنسيقية، حيث عملت الجالية الجنوبية على بلورة رسائل واضحة وشاملة تتضمن رؤيتها للحل في اليمن، وموقفها من الإرهاب الحوثي، وضرورة الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، واستعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل العام 1990. كما شمل الإعداد لهذه الفعالية تنظيم ورش تدريبية في كيفية التواصل مع المسؤولين الأمريكيين، وتقديم ملفات حقوقية موثقة حول الانتهاكات التي تعرض لها الجنوبيون خلال العقود الماضية، وبالأخص بعد حرب 1994 التي مثّلت بداية مرحلة الإقصاء والتنكيل.
-لقاءات مباشرة مع مشرّعين ومسؤولي الخارجية الأمريكية
في اليوم التالي، بدأت الوفود الجنوبية لقاءاتها الرسمية مع عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه، الشيوخ والنواب، إضافة إلى ممثلين من وزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات حقوقية ودولية. وخلال هذه اللقاءات، تم تقديم مذكرات توضح تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في الجنوب، إلى جانب عرض للوضع الإنساني المأساوي في المناطق المحررة، والحاجة الملحة إلى دعم دولي لضمان استمرار الخدمات الأساسية، وتحقيق الاستقرار الأمني، ومكافحة التمدد الحوثي الذي يمثل تهديدًا إقليميًا ودوليًا.
-الجنوب شريك استراتيجي في محاربة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية
حرص ممثلو الجالية الجنوبية على إبراز النقاط الجوهرية التي تميّز قضية شعب الجنوب، والتي تبدأ من كون الجنوب يمتلك مقومات دولة كاملة، شعبًا وأرضًا وتاريخًا وهوية، وتمرّ عبر قدرته على إدارة موارده ومؤسساته بكفاءة، وتنتهي عند موقعه الاستراتيجي على أهم ممرات الملاحة الدولية. كما شددوا على أن الجنوب، وعلى الرغم من التحديات، لا يزال يقدم نموذجًا ناجحًا في مكافحة الإرهاب والتطرف، وهو شريك حقيقي للولايات المتحدة والمجتمع الدولي في حماية المصالح الاستراتيجية، وعلى رأسها أمن باب المندب وخليج عدن.
-ملف حقوقي موثق ودعوات لتحقيق دولي في الجرائم ضد الإنسانية
لم يكن الجانب السياسي وحده هو محور هذه الفعالية، بل كان للجانب الحقوقي والإنساني مساحة كبيرة، حيث تم تقديم تقارير موثقة من منظمات دولية وإفادات شهود عيان، تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الجنوبيون في مناطق سيطرة الحوثيين، وما يرافقها من استهداف للهوية، واعتقالات تعسفية، وتجنيد قسري للأطفال، واستهداف دور العبادة والمنشآت التعليمية. وطالبت الجالية الجنوبية بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، وفتح تحقيقات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة لمحاسبة كل من تورط في جرائم ضد الإنسانية.
-سياسات التهميش ونهب الثروات جذور المظلومية الجنوبية
أشار ممثلو الجالية في إطار النقاشات إلى خطورة سياسات التهميش الممنهج التي مورست بحق أبناء الجنوب خلال العقود الماضية وخاصة بعد حرب صيف 1994م، والتي تمثلت في الإقصاء من الوظائف القيادية، وطمس الهوية، ونهب الثروات، وفرض سياسة التبعية المركزية لصنعاء. وقد أكدوا أن أي حل عادل لا يمكن أن يتحقق ما لم يتم الاعتراف الصريح بحق الجنوب في تقرير مصيره، وتفكيك أدوات الاحتلال التي ما تزال تسيطر على وادي حضرموت والمهرة وغيرها من مناطق الجنوب.
-الفعالية تؤسس لتحرك دبلوماسي جنوبي منظم ومؤثر
أهمية هذه الفعالية لا تكمن فقط في مضمونها، بل في توقيتها وآثارها المستقبلية، إذ تُعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم تحرك سياسي بهذا المستوى في واشنطن من قبل الجالية الجنوبية، الأمر الذي يعكس تطورًا نوعيًا في أدوات النضال السياسي الجنوبي، وتحولًا في وعي الجاليات، من مجرد تجمعات اجتماعية إلى قوة ضغط حقيقية قادرة على التأثير في مراكز القرار العالمي.
-وحدة الجالية الجنوبية في الخارج نموذج لوحدة الصف الجنوبي
تظهر هذه الفعالية قدرة الجنوبيين في الخارج على توحيد صفوفهم، وتجاوز الخلافات البينية لصالح القضية الكبرى، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تشكيل لوبي جنوبي في الولايات المتحدة، يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في نقل قضية شعب الجنوب إلى دوائر أوسع، والتأثير في صنع السياسات الخارجية المتعلقة بالمنطقة.
-صدى الفعالية في الداخل الجنوبي.. رسالة أمل وعزيمة متجددة
على المستوى الداخلي، حملت الفعالية رسالة قوية لأعداء الجنوب بأن قضية شعب الجنوب لم تمت، بل تحيا في وجدان أبنائه أينما وجدوا، وأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية لن يتوقف، بل بات اليوم أكثر نضجًا وتماسكًا، في ظل قيادة سياسية تتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أثبت في أكثر من محطة قدرته على تمثيل الجنوب والدفاع عنه بوسائل دبلوماسية متقدمة، توازي جهوده العسكرية والأمنية على الأرض.
-المجلس الانتقالي والجاليات الجنوبية شراكة استراتيجية لتعزيز حضور الجنوب دوليًا
أثبتت فعالية الجالية الجنوبية في واشنطن أن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والجاليات الجنوبية في الخارج قد تجاوزت مرحلة التنسيق العفوي إلى شراكة استراتيجية ناضجة، قائمة على التكامل في الأدوار والمهمات. فبينما يخوض المجلس الانتقالي معركة الوجود والتمكين في الداخل، ويؤسس لمرتكزات الدولة الجنوبية القادمة على الأرض، تتقدّم الجاليات الجنوبية في الخارج، وعلى رأسها الجالية في الولايات المتحدة، بخطى واثقة نحو تفعيل أدوات النضال الدبلوماسي، بما يخدم المشروع الوطني الكبير.
-نقطة التقاء سياسية منظمة
ما ميّز هذه الفعالية في واشنطن أنها لم تكن مجرد مبادرة عاطفية أو تظاهرة موسمية، بل مثّلت نقطة التقاء سياسية منظمة، جمعت بين الخبرات الجنوبية الأكاديمية والمهنية، وبين الرسائل السياسية الموجّهة بعناية إلى مراكز القرار الدولي. وقد جاء هذا الإنجاز في سياق دعم غير مباشر، بل ومكشوف، من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي التي تدرك جيدًا أن معركة استعادة الدولة تحتاج إلى أذرع سياسية خارجية، تعمل وفق رؤية منسقة ومتكاملة.
ولذلك يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز التنسيق المؤسسي بين دوائر المجلس الانتقالي، لا سيما إدارة الشؤون الخارجية فيه، وبين قيادات الجاليات الجنوبية في أمريكا وأوروبا وكندا وأستراليا. فهذا التنسيق من شأنه أن يخلق شبكة دبلوماسية جنوبية موازية، تسهم في إيصال صوت الجنوب إلى العالم، وتؤسس لـ”لوبي جنوبي” فاعل قادر على ممارسة الضغط في المؤسسات الغربية، كما تفعل الكثير من الشعوب الباحثة عن تقرير مصيرها.
إن الجاليات الجنوبية تمتلك طاقات وكفاءات علمية وحقوقية وقانونية واقتصادية، يمكن أن تُسخَّر لصالح المشروع الوطني، إذا ما تم تفعيل قنوات التنسيق والدعم بشكل منهجي. وهذا يتطلب أن تعمل القيادة الجنوبية على إنشاء منصة تنسيقية دائمة مع الجاليات، تُعنى بالتخطيط المشترك للفعاليات، وتحديد الأولويات، وتقديم الدعم اللوجستي والسياسي. كما يجب العمل على تطوير محتوى الخطاب السياسي والدبلوماسي الجنوبي، ليتماشى مع مفردات السياسة الدولية، ويتحدث بلغة يفهمها صانع القرار الغربي.
إن ما سوف يتحقق في واشنطن خلال أيام معدودة، يؤكد أن هذه الشراكة ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية استراتيجية، يُبنى عليها الكثير في المرحلة القادمة. وبقدر ما يحتاج الداخل إلى تضحيات، فإن الخارج يحتاج إلى عقول فاعلة وخطاب ناضج وتحركات منسقة، وهو ما بدأت الجاليات الجنوبية فعليًا بتجسيده على الأرض.
-واشنطن تشهد تحولًا في مسار النضال السلمي الجنوبي
إن فعالية الجالية الجنوبية في واشنطن ليست مجرد تظاهرة عابرة، بل محطة مفصلية في تاريخ نضال شعب الجنوب، تعكس عمق الوعي السياسي، وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل المنظم، وتؤكد أن قضية الجنوب اليوم لم تعد قضية داخلية فحسب، بل أصبحت قضية رأي عام دولي تستحق الدعم، والمساندة، والاعتراف، والحل العادل.
في الماضي، كان النضال السلمي الجنوبي محصورًا في المظاهرات والبيانات والخطابات، أما اليوم، فقد دخل مرحلة الاحتراف السياسي والدبلوماسي، عبر أدوات منظمة، ولقاءات رسمية، وتحركات محسوبة داخل دوائر صنع القرار في دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية. ولا شك أن فعالية واشنطن كانت التعبير الأوضح عن هذا التحول، حيث نجح أبناء الجنوب في إيصال صوتهم إلى أعضاء في الكونغرس، ومسؤولين في الخارجية الأمريكية، وممثلي منظمات دولية كبرى، ليس بوصفهم ضحايا، بل كشركاء محتملين في صناعة السلام الإقليمي.
تستحق الجالية الجنوبية في أمريكا التقدير على ما قدمته خلال هذه الأيام من جهد منظم، وتواصل فعّال، واحترافية عالية في الأداء، وصدق في نقل معاناة شعبها. وقد كان لهذه الفعالية أثرٌ معنويّ كبير على الجنوبيين داخل الوطن، الذين يتابعوا الحدث عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، واستلهموا منه روح الأمل والثقة بأن نضالهم لم يذهب هباء، بل يجد صداه في عواصم القرار العالمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.