التربية المتوازنة.. سر بناء طفل واثق ومسؤول

التربية المتوازنة.. سر بناء طفل واثق ومسؤول
تربية الأبناء ليست مهمة عادية، بل من أعظم المسؤوليات التي تتطلب وعيًا عاطفيًا وبصيرة تربوية، لتحقيق توازن دقيق بين الحزم واللين.
وفي لقاء مع “إرم نيوز”, تحدثت أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين هند نعمان بجنف عن أسرار التربية المتوازنة، مؤكدة أن النجاح في تربية الأبناء لا يتحقق بالحزم وحده أو باللين المطلق، بل بالتكامل بينهما.
وأوضحت هند نعمان أن التربية المتوازنة تقوم على قاعدة ذهبية: “كوني حازمة في القواعد، مرنة في الطريقة”.
فالحزم، بحسب قولها، لا يعني القسوة، بل وضع قوانين واضحة وثابتة داخل المنزل، يدرك الطفل حدودها ويعرف أن تجاوزها يترتب عليه عواقب منطقية، وأشارت إلى أن ثبات الوالدين في قراراتهما يمنح الطفل شعورًا بالأمان والانضباط.
وأضافت: “الأطفال لا يحتاجون إلى أم قاسية، بل إلى أم ثابتة لا تتراجع أمام البكاء أو الجدال، لأن الثبات يولّد لديهم الثقة والاستقرار”.
كما لفتت إلى أن الاعتدال في السلوك مبدأ أساسي، فلا إفراط في الشدة ولا تفريط في اللين، مشددة في الوقت نفسه على أهمية الرحمة والدفء العاطفي في العلاقة مع الأبناء.
وترى هند أن الحزم وحده لا يكفي لبناء شخصية سوية، بل يجب أن يُرافقه احتواء ومشاركة وجدانية، ليشعر الطفل بأن الحب لا يتأثر بالخطأ، وأن العلاقة تقوم على الاحترام المتبادل.
وعن مفهوم المرونة، أوضحت أنها تعني الإصغاء للطفل وفهم دوافعه ومنحه حرية التعبير عن رأيه دون خوف، وقدمت مثالًا عمليًا قائلة: “إذا رفض الطفل النوم، يجب الحفاظ على القاعدة (النوم في الوقت المحدد)، لكن يمكن منحه حرية الاختيار في الطريقة، مثل أن يُسأل: هل تفضل قراءة القصة الآن أم بعد ارتداء البيجامة؟ بهذه الطريقة نحافظ على النظام ونمنحه شعورًا بالمشاركة”.
وتحذر الأخصائية من الإفراط في أي من الجانبين، موضحة أن “الحزم الزائد قد يزرع الخوف والتمرد، بينما اللين الزائد يؤدي إلى الفوضى وضعف الشخصية”.
وأضافت: “من المهم أن يدرك الوالدان أن الاعتذار للطفل عند الخطأ يعزز لديه الإحساس بالاحترام والمسؤولية، ويعلمه الصدق بدلًا من الخوف من العقاب”.
وفي ختام حديثها، شددت أخصائية تعديل سلوك الطفل على أن التربية ليست صراعًا على السلطة، بل رحلة لبناء إنسان واثق ومسؤول، قائلة: “التوازن لا يعني الكمال، بل الوعي، فالأم الواعية تربي بحبٍّ وحكمة، تعرف متى تثبت ومتى تتراجع، ومتى تحتضن طفلها، ليشعر دائمًا أن خلف كل قاعدة قلبًا رحيمًا”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








