اخبار سوريا : مديرية التربية في إدلب لـ


مديرية التربية في إدلب لـ “شام”: 45% من المدارس متضررة وخطط لإعادة التأهيل وضمان حق كل طفل بالتعليم

تعاني مناطق واسعة من محافظة إدلب من صعوبات جمة في إعادة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي، نتيجة الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب، ومحدودية التمويل، والعقبات المرتبطة بإزالة الركام وتأمين البنية الأساسية لعودة الطلاب، ولا سيما في الأرياف المنكوبة التي عاد إليها الأهالي حديثاً. 

وفي هذا السياق، بدأت مديرية التربية خطوات عملية لإحصاء المدارس المدمرة وإعادة تأهيل عدد منها، بالتعاون مع محافظة إدلب والمنظمات العاملة في الميدان.

وفي تصريح لشبكة “شام” الإخبارية، أوضحت الأستاذة “جميلة عبد الحميد الزير” معاونة مدير التربية في إدلب، أن ما بين 40 و45% من المدارس في عموم ريف إدلب تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، مع تسجيل نسب أعلى في الريف الجنوبي والشرقي بسبب القصف المستمر من قوات النظام البائد.

الإجراءات قبل انطلاق العام الدراسي
بيّنت الزير أن المديرية عملت على إحصاء المدارس القابلة للتأهيل الفوري، مع تخصيص مراكز بديلة في أبنية عامة أو خيام تعليمية مؤقتة، إلى جانب تنظيم حملات توعية تحث الأهالي على إعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة.

مدارس رممت وأخرى تنتظر الدعم
وتحدثت الزير لشبكة “شام” عن تأهيل نحو 120 مدرسة بدعم من منظمات محلية ودولية حتى اليوم، بينما لا تزال مشاريع الترميم مستمرة وفق وتيرة التمويل المتاح، وفي القرى التي تفتقر إلى مدارس، يتم الاعتماد على صفوف مجمّعة في القرى المجاورة أو مراكز تعليمية مؤقتة لضمان استمرار التعليم.

تركّز المشاريع وأثر حملة “الوفاء لإدلب”
وحول انعكاس التبرعات في حملة “الوفاء لإدلب” على جهود إعادة العملية التعليمية، أوضحت “الزير” أن الجهود الحالية تركّز في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، إضافة إلى الأطراف الغربية التي شهدت عودة كثيفة للنازحين. 

وأكدت الزير أن حملة “الوفاء لإدلب” كان لها أثر إيجابي في حشد الدعم المجتمعي والخيري، متوقعة أن تسهم في تسريع بعض مشاريع الترميم، خصوصاً في القرى الأكثر هشاشة، رغم التأخر الملحوظ في تنفيذ مشاريع منظمات المجتمع المدني.

المدة المتوقعة لإعادة التأهيل
تتوقع مديرية التربية – وفق الزير – أن تمتد عملية إعادة التأهيل عامين على الأقل، في حال استمرار الدعم الحالي، حتى تتمكن غالبية مدارس ريف إدلب الجنوبي والشرقي من استقبال الطلاب مجدداً.

نسب الالتحاق والتسرب المدرسي
قدّرت الزير نسبة التحاق الأطفال بالمدارس بـ65 – 70% من مجموع الطلاب في سن الدراسة، وهي نسبة ما تزال دون الطموح بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وأشارت إلى أن التسرب المدرسي يتراوح بين 20 و25%، لكنه بدأ بالتراجع في المناطق التي شهدت دعماً تعليمياً متجدداً.

 أبرز التحديات
تتمثل الصعوبات الرئيسية  – وفق الزير – في نقص الأيدي العاملة، وصعوبة توفير المستلزمات الأساسية مثل المقاعد والسبورات، وتأخر وصول الموافقات على مشاريع إعادة التأهيل، كما أن الحاجة كبيرة لافتتاح أكثر من 800 مدرسة جديدة لاستيعاب الأطفال العائدين إلى مقاعد الدراسة، وهو ما يشكل تحدياً مادياً ولوجستياً ضخماً.

رسائل للمعلمين والطلاب
وجهت الزير رسالة للمعلمين قائلة: “أنتم عماد العملية التعليمية، وصبركم وجهودكم الاستثنائية في هذه الظروف هي الضمانة لاستمرار مستقبل أبنائنا”، أما للطلاب فقالت: “رغم الصعوبات، العلم هو سلاحكم الأقوى للمستقبل، فتمسكوا بمقاعد الدراسة لأنها طريقكم للأمل والنجاح”.

حملات المسح والتقييم الفني
وكانت أطلقت مديرية التربية في إدلب بالتعاون مع لجنة حملة “الوفاء لإدلب” فرقاً ميدانية متخصصة لإجراء عمليات مسح شاملة للمدارس المتضررة، وأوضح المهندس عبد الله حراق، عضو لجنة التقييم، أن الجولات استهدفت 30 مدرسة، وهدفت إلى توثيق الأضرار بدقة وتحديد الاحتياجات العاجلة لإعادة الترميم.

وأكد حراق أن بعض المدارس مدمرة بالكامل ولم تعد صالحة للاستقبال، ما دفع اللجنة إلى التفكير ببدائل مؤقتة تضمن استمرار التعليم وعدم انقطاع الطلاب.

 التعليم… ضحية الحرب وأمل المستقبل
يبقى قطاع التعليم في إدلب واحداً من أبرز القطاعات المتضررة جراء الحرب، إذ تعرضت مئات المدارس للاستهداف المباشر من قوات النظام البائد، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية وحرمان آلاف الأطفال من حقهم في التعلم، ومع ذلك، فإن الجهود الحالية لإعادة الترميم، وحملات الدعم المجتمعي، تؤكد أن إرادة الأهالي والمعلمين في المحافظة أقوى من كل التحديات، وأن المستقبل يبدأ من المدرسة مهما طال طريق إعادة الإعمار.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى