اخبار سوريا : كاتب إسرائيلي يدعو لتفكيك سوريا: رؤية استعمارية تعيد إنتاج التقسيم وتغذي الفوضى


كاتب إسرائيلي يدعو لتفكيك سوريا: رؤية استعمارية تعيد إنتاج التقسيم وتغذي الفوضى

دمشق – شبكة شام الإخبارية
أثار مقال نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية جدلاً واسعاً بعدما دعا كاتبه جيسون شفيلي إلى تفكيك الدولة السورية وإلغاء وجودها الحالي بشكل كامل، في طرح يعكس ذهنية استعمارية قديمة لا تزال تسكن بعض الأوساط الغربية والإسرائيلية، وتستبطن نوايا لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح القوى الخارجية.

في مقاله، اعتبر شفيلي أن سوريا “دولة فاشلة لم تنجح يوماً ولن تنجح أبداً” إلا إذا قُسمت إلى خمس دويلات على أسس طائفية وعرقية، تشمل كياناً للعلويين في الساحل، وآخر للأكراد في الشمال الشرقي، وثالثاً للعرب السنّة في الداخل، ورابعاً للدروز في الجنوب، وخامساً للمسيحيين في منطقة وادي النصارى، زاعماً أن هذا التقسيم هو الحل الوحيد لما سماه “قرناً من الصراع”.

ويقدّم الكاتب رؤيته بجرأة لافتة، داعياً الرئيس الأميركي إلى “التخلي عن فكرة سوريا الواحدة”، وتشجيع ما أسماه “شعوب الجمهورية العربية السورية” على إقامة دول مستقلة خاصة بها. ويرى أن واشنطن، في عهد الرئيس دونالد ترامب، كانت “ساذجة وعنيدة” حين أصرّت على دعم وحدة سوريا، لأن بقاءها دولة واحدة – بحسب زعمه – يعني استمرار الاستبداد والاقتتال.

المقال، الذي يستند إلى سردية استعمارية تكرّر مقولات ما بعد الحرب العالمية الأولى، يعيد التذكير بما يسميه الكاتب “الخطأ التاريخي” لاتفاقيات سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الأوسط “من دون مراعاة للتركيبة السكانية”، على حد وصفه. لكنه يتجاهل أن هذه الرؤية ذاتها هي التي أنتجت عقوداً من الهيمنة والصراعات، إذ تسعى مجدداً لتفتيت الكيانات الوطنية إلى دويلات متناحرة يسهل التحكم بها.

ويذهب شفيلي أبعد من ذلك حين يطرح “رؤية دعم خارجي” لهذه الدويلات المفترضة، متخيلاً أن الدولة السنية الجديدة ستحظى بدعم تركي وخليجي، فيما ستحصل الدولة العلوية على دعم روسي، والدولتان المسيحية والدرزية على دعم مباشر من إسرائيل، أما الكيان الكردي فسيُدعم بالسلاح الإسرائيلي لمواجهة تركيا.

هذا الطرح، الذي يتعامل مع الشعوب كأدوات في لعبة النفوذ، يكشف أن الفكرة ليست “حلّاً سلمياً” بقدر ما هي وصفة جاهزة لإعادة إنتاج الصراعات الطائفية والاقتتال الأهلي، تحت غطاء “حق تقرير المصير”.

ويرى مراقبون أن المقال ليس مجرد رأي صحفي، بل يعكس اتجاهاً فكرياً متنامياً في بعض الدوائر الإسرائيلية التي تنظر إلى سوريا ما بعد الحرب بعين “المصلحة الأمنية”، وتعتبر أن تفكيكها هو الضمانة لبقاء إسرائيل القوة المهيمنة في الإقليم.

في المقابل، يؤكد محللون سوريون أن هذه الطروحات تعكس فشل الخطاب الإسرائيلي في إدراك التحولات العميقة التي شهدتها سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث تسعى الدولة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع إلى ترسيخ نموذج وطني يقوم على المواطنة لا الطائفة، وعلى وحدة الجغرافيا لا تقسيمها.

وتشكل الدعوة إلى تقسيم سوريا، محاولة يائسة لإحياء خرائط استعمارية تجاوزها الزمن، فالشعب السوري الذي صمد في وجه آلة الحرب لن يقبل أن يُعاد رسم بلاده بأقلام الغرب ولا بمخططات تل أبيب.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى