اخبار سوريا : تجنيد الأطفال في مناطق قسد: انتهاكات خطيرة تُهدد مستقبلهم

×
تستمر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في انتهاك حقوق الأطفال بخطفهم من أحضان عائلاتهم، وحرمانهم من ذويهم، وإجبارهم – ذكورًا وإناثًا – على الانضمام إلى صفوفها. تُكلف هذه القوات الأطفال بمهام وأنشطة عسكرية تتجاوز أعمارهم وقدراتهم، مما يعرضهم لمخاطر جسدية ونفسية جسيمة.
تُبرز هذه الانتهاكات قضية الطفلة ميرنانة عمر والي، البالغة من العمر 17 عاماً، من سكان قرية جارقلي التابعة لمدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، والتي تعرضت للاختطاف من قبل عناصر من الشبيبة الثورية (جوانن شورشكر)، الجناح المدني التابع لقوات سوريا الديمقراطية، يوم السبت 19 تموز/يوليو الجاري، بهدف التجنيد القسري.
413 طفل في معسكرات قسد
ميرنانة ليست الوحيدة، فبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ما لا يقل عن 413 طفلاً، لا يزالون قيد الاحتجاز في معسكرات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث يتعرضون لأشكال مختلفة من الانتهاكات المتعلقة بالتجنيد القسري، في تحدٍ واضح للاتفاقيات الدولية التي تحظر إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
تمثل ظاهرة تجنيد الأطفال القسري أمراً بغاية الخطورة، ويؤدي إلى آثار سلبية تنعكس على الأطفال وعوائلهم معاً، سواء على الصعيد النفسي أو التعليمي أو الأمني، عدا عن كونه خرقاً صارخاً للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، التي تُلزم الأطراف بمنع مشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة، وتجنيد من هم دون سن الخامسة عشرة يُعدّ جريمة حرب وفق المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
تراجع المستوى التعليمي
تُسهم هذه الظاهرة في انقطاع الأطفال عن تعليمهم وتراجع مستواهم الدراسي، مما قد يؤثر سلباً على مستقبلهم إذا لم يُنقذوا من قبضة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ويُفرج عنهم سريعاً. فالتعليم، في هذه المرحلة، ضرورة لا غنى عنها، ولا يمكن استبدالها بالتجنيد والعسكرة.
في حين أن هناك أطفال تم اقتيادهم من داخل المدارس، كما حصل مع الفتاة خناف عبد الله شيخو (15 عاماً) ذات المصير، والتي كانت تتلقى دروسها بشكل طبيعي في مدرسة “ذات النطاقين” في حي الناصرة بمدينة الحسكة.
إصابات جسدية وأزمة نفسية
كما تتسبب التدريبات العسكرية التي يخضع لها الأطفال خلال وجودهم في المسكرات، إلى إمكانية التعرض للإصابات الجسدية خلال التدريبات وممارسات المهام، وفي حال الإصابة كانت قاسية يمكن أن يتعرضوا لإعاقات دائمة، عدا عن إمكانية الموت في حال زُج بهم في الاشتباكات العسكرية، أو تعرضت معسكراتهم للهجوم.
وبحسب متابعتنا لبعض حالات الاختطاف، فإن الأهالي لم يكونوا على تواصل بأبنائهم بعد التغييب القسري، وذلك ينعكس على الحالة النفسية لكل من الأبناء وعوائلهم، ويعرض الأطفال للشعور بالقلق والتوتر والخوف، وربما الطفل يُعرض نفسه للخطر ويحاول الهروب بطرق غير آمنة.
أب هدد بحرق نفسه
وفي الوقت ذاته، يعيش الآباء والأمهات ظروفاً قاسية تتمثل بغياب أبنائهم، وخوفهم عليهم، ومطالبتهم بأولادهم ومناشدتهم الجهات المعنية بشكل متكرر، وذلك ما حصل مع “يوسف سليمان”، التي اختُطفت ابنتيه من داخل المنزل، بريف القامشلي من قبل تنظيم “الشبيبة الثورية”، ببداية شهر ٱذار/مارس، وصار يبحث عنهن لكن دون جدوى، فوصل به الأمر إلى أن يهدد بحرق نفسه في حال لم يعيدوا بناته له.
تُشكل عمليات تجنيد الأطفال انتهاكاً صارخاً لحقوقهم، حيث تعرضهم لمخاطر جسدية ونفسية خطيرة، وتحرمهم من التعليم والحياة الطبيعية. إن وقف هذه الانتهاكات يتطلب جهوداً دولية ومحلية عاجلة لضمان حماية الأطفال، إعادتهم إلى أسرهم، وتأمين بيئة آمنة تمكّنهم من بناء مستقبل خالٍ من العنف والاستغلال.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.