اخبار سوريا : بين الخيمة ووصايا الطبيبة: حوامل في شمال غربي سوريا بين نصائح الغذاء وواقع العجز

×
في مخيمات شمال غربي سوريا، تحت شمس لاهبة، تمضي نساء حوامل شهور حملهن في ظروف أقرب ما تكون إلى المستحيلة. وجوههن الشاحبة وأجسادهن المتعبة لا تحتاج إلى كثير من الكلام لتُفصح عن المعاناة. يعلمن ما الذي يُفترض بهن فعله، يستمعن إلى نصائح الطبيبات في المراكز الطبية حول ضرورة التغذية المتوازنة وشرب السوائل والحصول على الراحة، لكنهن في المقابل، لا يملكن إلا الالتزام بالصبر.
ما بين التوصيات والواقع المؤلم
تحصل العديد من النساء الحوامل في المخيمات على زيارات دورية لمراكز الرعاية المجانية، ويُطلب منهن تناول اللحوم، الفواكه، المكملات الغذائية، وشرب كميات كافية من المياه، إلا أن الغالبية العظمى يعجزن عن توفير هذه المتطلبات، خاصة أن الأسرة بالكاد توفر الاحتياجات الأساسية، فكيف بامرأة حامل تحتاج إلى تغذية مضاعفة وأجواء راحة.
شهادات من قلب المخيمات
تؤكد سيدات عشن تجربة الحمل خلال النزوح، أنهن خلال زيارتهن للمراكز الصحية والمشافي التي تقدم الخدمات بشكل مجاني، كانت الطبيبات ينصحنهن بضرورة تناول وجبة غنية بالبروتين والخضار بشكل يومي، لكنهن لا يستطعن تطبيق ذلك سوى مرات محدودة خلال شهر كامل، وأحياناً لا يستطعن على الإطلاق بسبب الظروف المعيشية.
الخطر على الأم والجنين
تؤكد تقارير طبية أن سوء التغذية والإجهاد الحاد في فترة الحمل يرفع من نسب الإجهاض، والولادات المبكرة، ويزيد من احتمالات إصابة الأجنة بسوء النمو أو الضعف المناعي. وفي المخيمات، لا يتوفر الحدّ الأدنى من الرعاية اللازمة لمتابعة هذه الحالات، ما يجعل الحمل في هذه البيئة ليس مجرد مرحلة طبيعية بل تحدياً قد يهدد حياة الأم والطفل معاً.
في الوقت نفسه، وُلد آلاف الأطفال في المخيمات خلال سنوات النزوح، بعضهم بصحة جيدة، والبعض الآخر عانى من مشكلات صحية وجسدية وسوء تغذية. تمكن قسم منهم من التغلب على هذه التحديات، بينما تفاقم وضع آخرين.
دور محدود للمراكز الطبية
رغم جهود بعض المنظمات الإنسانية في توفير الرعاية الصحية الأساسية، إلا أن عدد الحوامل في المخيمات يفوق قدرات الكوادر الصحية والمراكز الموجودة. وغالباً ما يُكتفى بإعطاء النصائح أو بعض الفيتامينات، دون إمكانية لتأمين المواد الغذائية أو الراحة الفعلية التي تحتاجها كل حامل.
أهمية الدعم المتخصص
ترى ناشطات أن هذه الشريحة من المجتمع تطلب دعماً من الجهات الإنسانية والداعمين المحليين والدوليين، وذلك عن طريق تخصيص برامج دعم غذائي ونفسي خاص بالحوامل، وتأمين ظروف صحية ملائمة للولادة ومتابعة ما بعد الولادة.
الحرمان لا يوقف الأمل
رغم هذا الواقع القاسي، تمسكت نسوة عشن تلك التجربة في المخيمات بالأمل، الذي أيضاً لا تزال الكثير من الحوامل حالياً متمسكات به، ويعملن بكل طاقتهن على حماية أجنتهن بما يُتاح لهن من إمكانيات، بدءاً من الراحة قدر المستطاع، إلى محاولة تعويض النقص الغذائي بما هو متوفر.
في ختام هذا الواقع القاسي للحوامل في مخيمات شمال غربي سوريا، تبقى الفجوة واسعة بين النصائح الطبية والإمكانيات المتاحة. ورغم تمسك النساء بالأمل وحرصهن على حماية أجنتهن، فإنهن بحاجة عاجلة إلى دعم غذائي وصحي مكثف لتخفيف معاناتهن وضمان سلامة أطفالهن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.