اخبار سوريا : الذهب الأبيض في خطر: القطن السوري يواجه أسوأ مواسمه في الجزيرة

×
دمشق – شبكة شام الإخبارية
يشهد موسم القطن في الجزيرة السورية تدهوراً غير مسبوق، مع تراجع حاد في المساحات المزروعة التي انخفضت من نحو 52 ألف هكتار عام 2011 إلى أقل من 7 آلاف هكتار في موسم 2025، في مؤشر خطير على انهيار أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في البلاد، والذي كان يوصف قديماً بـ “الذهب الأبيض”.
تراجع الإنتاج وفقدان الأهمية الاقتصادية
قبل عام 2011، كان القطن يحتل مكانة بارزة في الاقتصاد السوري، إذ شكّل ما يقارب 30% من إجمالي الصادرات الزراعية، وجاء في المرتبة الثالثة كمصدر للنقد الأجنبي بعد النفط والقمح. غير أن الحرب وما رافقها من اضطرابات أمنية واقتصادية دمّرت البنية الزراعية في البلاد، وتراجعت زراعة القطن تدريجياً حتى باتت مهددة بالاندثار.
جفاف غير مسبوق وأزمة مياه خانقة
زاد من عمق الأزمة موجات الجفاف المتكررة التي ضربت مناطق شمال وشرق سوريا، والتي وصفتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في تقريرها لعام 2025 بأنها “الأسوأ منذ 36 عاماً”، نتيجة الانخفاض الحاد في معدلات الأمطار وتراجع مناسيب الأنهار. وأدى ذلك إلى تراجع إنتاج القطن بشكل حاد، خصوصاً في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، التي كانت يوماً تُعرف بأنها عصب إنتاج “الذهب الأبيض” في سوريا.
انخفاض الأسعار وتراجع الحوافز
في ظل هذه الظروف المناخية والاقتصادية، زادت الأوضاع سوءاً بعد أن حددت هيئة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا سعر الطن الواحد من القطن بنحو 600 دولار فقط، وهو سعر وصفه المزارعون بغير المنصف، ولا يغطي حتى تكاليف الإنتاج. وقد جرى افتتاح ثلاثة مراكز رئيسية لاستلام المحصول في الحسكة ودير الزور والرقة، إلا أن الإقبال ظل ضعيفاً بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها الفلاحون.
أعباء ثقيلة وغياب الدعم
يشكو المزارعون من غياب الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف الزراعة بشكل غير مسبوق، إذ يواجهون صعوبات في الحصول على المحروقات اللازمة للري والتشغيل، وارتفاعاً كبيراً في أسعار البذار والأسمدة وأجور العمال. كما أكدوا غياب أي شكل من أشكال الدعم الرسمي في تأمين المستلزمات الزراعية، ما اضطرهم إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية، الأمر الذي جعل الزراعة مغامرة محفوفة بالخسائر.
إهمال وتراجع الثقة بالقطاع الزراعي
يرى العاملون في القطاع الزراعي أن الإهمال المستمر وغياب السياسات الداعمة جعلا من زراعة القطن عبئاً بدلاً من كونها مصدر رزق، مشيرين إلى أن ضعف الحوافز وعدم وجود خطة وطنية لإحياء هذا المحصول التاريخي دفع كثيراً من المزارعين إلى التحول نحو محاصيل أقل تكلفة وأسرع مردوداً.
مطالب بإحياء زراعة “الذهب الأبيض”
في ظل هذا الواقع المتردي، يواصل المزارعون مناشدة الجهات المعنية لوضع خطة إنقاذ عاجلة، تشمل توفير الوقود والبذار والأسمدة بأسعار مدعومة، وإعادة تأهيل شبكات الري، إلى جانب تحديد أسعار شراء عادلة تضمن استمرارية زراعة القطن وتحسين إنتاجيته.
ويحذر خبراء الزراعة من أن استمرار هذا التراجع سيؤدي إلى فقدان سوريا لمحصول لطالما ارتبط باسمها واحتل مكانة استراتيجية في اقتصادها لعقود، معتبرين أن إنقاذ “الذهب الأبيض” اليوم بات ضرورة وطنية لحماية الأمن الزراعي والاقتصادي في البلاد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.