اخبار حضرموت | تقرير: فشل حلف الهضبة في تحقيق التفاهمات مع السلطة المحلية بحضرموت

المكلا (حضرموت21) خاص
شهدت حضرموت خلال الأيام الماضية فصلًا جديدًا من الإخفاقات السياسية التي تُضاف إلى سجل ما يُعرف بـ”حلف الهضبة”، عقب إعلان الحلف في بيان رسمي فشل التفاهمات مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، بعد جولات من النقاشات التي لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة، وهو ما يعكس حجم التباينات الداخلية، وتراجع الثقة المتبادلة بين الأطراف.
تراجع المبادرات وفقدان الثقة
أشار البيان الصادر عن الحلف إلى أن قيادته تعاملت بإيجابية مع المساعي التي طُرحت مؤخرًا لتقريب وجهات النظر مع السلطة المحلية، مؤكدًا أن هدفها كان الحفاظ على وحدة الصف الحضرمي وتغليب مصلحة حضرموت العليا. إلا أن تلك الجهود ـ بحسب البيان ـ “وصلت إلى طريق مسدود بسبب غياب النوايا الصادقة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”، في إشارة إلى ما اعتبره الحلف تنصلاً من التزامات أساسية من قِبل الطرف الآخر.
لكن مصادر محلية في المكلا أكدت أن فشل التفاهمات يعود في الأساس إلى غياب الرؤية الواضحة لدى قيادة الحلف، وانقسامها بين تيارات متعددة تبحث كلٌ منها عن مكاسب شخصية أو قبلية، بعيدًا عن المصلحة العامة. كما أشارت المصادر إلى أن ما يسمى بـ”حلف الهضبة” يعاني من عزلة سياسية متزايدة، بعد أن فقدت مواقفه الشعبية زخمها نتيجة ممارسات وُصفت بأنها “ابتزاز سياسي” و”عرقلة لمسار الاستقرار”.
انعكاسات سياسية ومجتمعية
يُعد هذا الفشل مؤشراً واضحاً على تراجع قدرة الحلف على إدارة المشهد السياسي أو تمثيل صوت حضرموت كما كان يدّعي. فبعد سلسلة من التحركات التي رافقتها تصريحات تصعيدية، لم يتمكن الحلف من تقديم مبادرة واقعية تعزز مصالح المواطنين أو تدفع بعجلة التنمية في المحافظة. بل يرى مراقبون أن الحلف بات يمثل عبئًا على المشهد العام، حيث فقد مصداقيته أمام الشارع الحضرمي، وتقلصت قدرته على التأثير بعد ابتعاده عن القضايا الخدمية والاقتصادية التي تهم المواطنين.
كما أن إخفاق الحلف في الوصول إلى تفاهمات حقيقية يُعتبر ضربة قاسية لطموحاته في فرض نفسه كقوة تفاوضية فاعلة، خصوصًا بعد أن كشفت الأحداث الأخيرة هشاشة بنيته الداخلية وتناقضاته في المواقف، الأمر الذي جعل حضرموت تدفع ثمن تلك التجاذبات عبر مزيد من التأزيم في الملفات الحيوية كالكهرباء والوقود والأمن.
الموقف العام ودلالاته
يرى محللون أن البيان الصادر من الحلف لم يكن سوى محاولة لتبرير فشله وإلقاء اللوم على الآخرين، دون الاعتراف بالتخبط الذي يعيشه داخليًا. فاللغة المستخدمة في البيان تعكس تراجعًا في الثقة بالنفس، إذ اكتفى بالتأكيد على “الثبات على المواقف والمبادئ” دون تحديد ما هي الخطوات القادمة أو الآليات الواقعية لتحقيقها.
ويشير آخرون إلى أن هذا الفشل يمثل نهاية مرحلة سياسية للحلف الذي لم يستطع أن يقدّم نموذجًا عمليًا للحوار أو الشراكة، في وقت تشهد فيه حضرموت اصطفافًا شعبيًا واسعًا خلف مشروع الدولة الجنوبية وقوات النخبة الحضرمية التي تمثل اليوم عنوان الأمن والاستقرار في المحافظة.
خاتمة
إن بيان “حلف الهضبة” في 8 أكتوبر 2025 لا يمكن قراءته بمعزل عن سياق فقدانه المتدرج للنفوذ والمصداقية، وتآكل علاقاته مع الأطراف المحلية. لقد سقطت شعارات الحلف التي كانت تتحدث عن حماية مصالح حضرموت، وبات واضحًا أن رصيد الحلف السياسي في تراجع مستمر أمام صعود قوى أكثر واقعية وقدرة على تمثيل تطلعات أبناء حضرموت.
ويبقى السؤال الذي يتردد اليوم في الشارع الحضرمي: هل سيعيد الحلف النظر في سياساته المتخبطة أم أنه سيواصل طريق الفشل الذي اختاره بنفسه؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
حضرموت 21، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.