اخبار اليمن | مواطنون من خنفر لـ عدن الغد: طرقات مدمّرة، وسلطة محلية غائبة، والمواطنون يعانون من انعدام الخدمات وغياب حسّ المسؤولية

تسود حالة من التذمر واليأس والإحباط بين شريحة كبيرة من سائقي باصات الأجرة والمواطنين الذين يمرّون بسياراتهم الخاصة على طول الخط الرابط بين جعار وزنجبار، الذي يُعد شريان الحركة التجارية ويربط مدن محافظة أبين ببعضها البعض. في المقابل، تواصل السلطة المحلية في المحافظة، وخصوصاً في مديرية خنفر، موقفها السلبي والمتقاعس تجاه إصلاح هذا المشروع الحيوي الذي أصبح حلماً يراود أبناء خنفر وزنجبار، في ظل تركيزها على مشاريع هامشية وأقل أهمية لا تعود بالنفع على الجميع.
وناشد سائقو باصات الأجرة سلطة الأمر الواقع في خنفر القيام بواجبها وتحريك المياه الراكدة حتى يرى مشروع الطرقات النور في أسرع وقت ممكن.
صبرنا كثيراً على السلطة المحلية
وقال المواطن عقيل محمد سلام: “الطرقات مدمّرة ووعرة ومهملة منذ زمن، من داخل عاصمة المحافظة زنجبار وحتى مصنع الوحدة للإسمنت في باتيس، وهذا الوضع لا يُرضي لا صديقاً ولا عدواً، وأظن الجميع يوافقني الرأي. لقد صبرنا كثيراً على هذه الطرقات على أمل أن تلتفت السلطة المحلية في خنفر لإعادة سفلتتها، ولكن دون جدوى، فلا إصلاح يُذكر، ولا حتى ترميم بالحد الأدنى”.
وأضاف: “هذه الطرقات ضرورية لحركة المواطنين وتجنب الحوادث، خصوصاً بسبب شاحنات النقل الثقيل التي تستخدم الطريق يومياً ذهاباً وإياباً، حيث تستحوذ على مساحة كبيرة من الطريق، مما يعيق حركة السيارات الأخرى”.
هروب متعمّد
من جهته، أضاف المواطن نائف عبود: “الجميع يعلم أهمية الطرقات بالنسبة للمواطنين، فهي شريان الحياة الاقتصادية، لكن الحُفر المنتشرة بين المدن والقرى كثيرة ومتعددة، والمسؤول الأول عن هذا الإهمال هو محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، ومدير عام مديرية خنفر الأخ مازن اليوسفي، الذين باستطاعتهم الإسراع في تنفيذ المشروع واعتماد موازنته التشغيلية نظراً لحاجة المواطنين الماسة له”.
وأردف قائلاً: “ما نراه ونسمعه اليوم يؤكد لنا أن السلطة المحلية في خنفر ليست لديها نية صادقة للبدء بهذا المشروع والتخفيف من غضب الشارع، رغم أن المديرية تجني مختلف أنواع الإيرادات الضريبية التي تُمكنها من تنفيذ مشاريع عديدة، وعلى رأسها مشروع الطرقات. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تُسخّر هذه الإيرادات لخدمة المديرية وأبنائها؟”.
وأكد عبود: “كل ما نريده من السلطة المحلية في المحافظة والمديرية هو توحيد وتضافر الجهود لتحريك عجلة التنمية بدلاً من الاعتماد الكلي على دعم المنظمات الدولية والإقليمية لتنفيذ المشاريع التي تحتاجها المديرية”.
التركيز على المشاريع المهمة
وأشار الإعلامي فهمي سعيد صالح طلوبة قائلاً: “سمعنا منذ فترة طويلة عن إصلاح طريق جعار ـ زنجبار، وأوضح مدير عام المديرية حينها أن التكلفة الإجمالية للمشروع تُقدر بنحو 77 مليون ريال، وقاموا بقشط أجزاء من الطريق، لكن المشروع توقّف فجأة، وعلى قول المثل الشعبي: (نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً)”.
وأضاف: “كل ما نتمناه اليوم من قيادة السلطة المحلية في خنفر هو الصدق مع أنفسهم، والمضي قدماً في سفلتة الطريق، أو على الأقل إجراء ترميمات وإصلاحات للأجزاء التي تكثر فيها الحوادث المرورية. لابد من التركيز على المشاريع المهمة وتأجيل الأقل أهمية لوقت لاحق، فنحن كمواطنين في مديرية خنفر بمحافظة أبين نُناشد عبر صحيفة عدن الغد السلطات المحلية في المحافظة والمديرية بالنظر بجدية لمشاريع البُنية التحتية، وعلى رأسها مشروع الطرقات الذي يُعد محورياً لكل المواطنين، كونه يربط مدن جعار وزنجبار والحصن وباتيس وغيرها”.
وأكد طلوبة أن كثيراً من مالكي السيارات بمختلف أنواعها تضرروا بسبب كثرة الحُفر وتآكل طبقة الأسفلت التي تجاوزت عمرها الافتراضي، وباتت بحاجة لإزالة وتغيير شامل.
واختتم قائلاً: “ما نريده من السلطة المحلية في خنفر هو أن تشعر بمعاناة المواطنين، وتُدرك حجم الأضرار التي يتعرضون لها بشكل متكرر، حتى تدور عجلة التنمية وتنهض المديرية لما لها من أهمية اقتصادية وموقع جغرافي استراتيجي”.
معاناة تتجدّد وهروب يتجسّد
من جانبه، قال سائق خط جعار ـ زنجبار، الأخ شوفي عوض كردي: “طريق جعار ـ زنجبار مدمّر تماماً، والسير عليه متعب للغاية ولا يُحتمل، وكبار المسؤولين في المحافظة يتعاملون مع هذا المشروع الحيوي بسلبية مفرطة ولا مبالاة، وكأن الأمر لا يعنيهم، رغم أنهم يستخدمون الطريق يومياً بسياراتهم الحديثة التي لا تتأثر بالحُفر والمطبات”.
وأضاف: “جميع زملائنا من سائقي الباصات وأعضاء النقابة يعانون يومياً من سوء حالة الطريق، التي تُسبب لنا أعطالاً متكررة، ونُطالب عبر صحيفة عدن الغد السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي في المحافظة ومديرية خنفر بتحمّل مسؤولياتهم، والإسراع في إصلاح هذا الطريق الحيوي الذي يربط بين عدة محافظات، ويُخفف معاناة السائقين والمواطنين أثناء تنقّلهم اليومي، خاصة مع شاحنات النقل الثقيل (القواطر) القادمة من مصنع الوحدة للإسمنت بحمولاتها الكبيرة، التي تحتل مساحة كبيرة من الطريق، مما يُحوّل الرحلة من زنجبار إلى جعار من 15 دقيقة إلى ساعة كاملة وسط حرارة الجو الشديدة”.
الهروب من الحُفر والسيارات الكبيرة
أما السائق الآخر، عبدالله محمد عبدالسلام، فقال: “تحدثنا كثيراً عن سوء طريق جعار ـ زنجبار، لكن لا أحد يستجيب لنا، فالأسفلت متهالك منذ عقود طويلة، ولم يتم إصلاحه أو حتى ترقيعه بالحد الأدنى، ونحن كسائقي باصات أجرة على هذا الخط أكثر المتضررين مقارنة بباقي المواطنين، بسبب الأعطال المستمرة التي تلحق بسياراتنا”.
وأضاف: “في الأسبوع الماضي فقط، أنفقت حوالي 250 ألف ريال يمني على إصلاح الباص الخاص بي، وهو مبلغ يُرهقنا في ظل ارتفاع الأسعار، ولا نعلم سبب تجاهل السلطة المحلية في المديرية لإصلاح هذا الطريق رغم كثرة الحوادث الناتجة عن الحُفر المنتشرة، خاصة قرب الرازي وبجانب سوق القات القديم”.
واختتم قائلاً: “نُناشد المؤسسة العامة للطرق والجسور والسلطة المحلية في خنفر بالإسراع في إصلاح الطريق، لما له من أهمية، ولما يُسببه من أضرار بشرية ومادية بسبب محاولات الهروب من الحُفر والمركبات الكبيرة”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.