اخبار النصر السعودي : جيسوس: النصر أصعب تجربة في حياتي.. ورونالدو إعجازي

كرَّر البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب فريق النصر الأول لكرة القدم، وصف قيادة «الأصفر» بأصعب تحدٍّ في مسيرته بسبب غياب الألقاب عن القطب العاصمي منذ زمنٍ طويلٍ، مؤكدًا عزمه على إعادتها إليه رغم وجود ثلاثة منافسين أعلى منه جودةً، حسبَ رأيه.
وأثناء استضافته في مؤتمر قمة كرة القدم الذي احتضنته لشبونة، العاصمة البرتغالية، الخميس، تحدَّث جيسوس عن بداياته التدريبية، وأهمِّ محطاته، وأصعبها، وملفاتٍ أخرى.
وقال: «قصتي التدريبية بدأت بطريقةٍ مثيرةٍ للاهتمام. كنت ألعب في فريق أمورا، ورئيس النادي، الذي توفِّي أخيرًا، استدعاني، وكلَّفني بتدريب الفريق. تعجَّبت من طلبه، لكنني وافقت في النهاية، وكنت أدرِّب وألعب في الوقت ذاته».
وواصل: «كنت أدرك أنني سأصبح مدربًا، وأجهِّز نفسي لذلك، لكنني لم أكن أعرف متى سيحدث هذا بالضبط. اللاعبون يتعلمون من مدربيهم حينما يريدون أن يصبحوا مثلهم، لكنْ هذا لم يحدث معي. ما أريد قوله إنّ المدرب يجب أن يكون خلَّاقًا، وأن يفكر في مشروعه وكل عناصر اللعبة».
وأردف: «بدأت ببناء أفكاري، وابتكار تدريباتٍ تلائمها، وجاء الأمر تدريجيًّا. في أوِّل خمسة أعوامٍ، ارتكبت أخطاءً عدة، وكانت مفيدةً لصنع هويةٍ فنيةٍ لي».
واختار جيسوس تدريب بنفيكا بوصفه أهمَّ خطوةٍ في مسيرة نجاحاته، موضحًا: «بنفيكا لم يفتح أبواب النجاح لي فقط، بل وفتحها أيضًا لكثيرين غيري حول العالم».
وأقرَّ المدرب بتغيُّره جسديًّا وذهنيًّا مع مرور الزمن قائلًا: «لست كما كنت قبل خمسة أعوامٍ، لا بدنيًّا ولا سيكولوجيًّا، والنجاح لا يتعلَّق فقط بأن تكون جيدًا في وضع الخطط التكتيكية والبدنية، بل هو أبعد من ذلك».
وأكد البرتغالي عدم سعيه طوال مسيرته إلى بناء علاقةٍ أبويةٍ، أو صداقاتٍ شخصيةٍ مع اللاعبين، مفضِّلًا التعامل معهم في إطارٍ مهني بحتٍ.
وأبان: «لست أبًا للاعبين. ذهبت الآن إلى النصر، وهو بالمناسبة أصعب تجربةٍ في حياتي، وأخبرت لاعبيه أنني لست أبًا لهم، بل مدربًا. لست صديقًا لأبنائي، وإنما أبٌ، وهكذا، لكل علاقةٍ طبيعةٌ».
وعن تجربته مع النصر أجاب: «هي الأصعب في مسيرتي. الذين دعوني إلى التجربة هم خوسيه سيميدو، المدير التنفيذي، وكريستيانو رونالدو».
وفسَّر سبب صعوبتها قائلًا: «منذ قدوم رونالدو إلى النصر، لم يفز الفريق ببطولةٍ. الدوري تحديدًا لم يحققوه منذ سبعة، أو ثمانية مواسم».
وأضاف: «أيضًا جودة الفرق الثلاثة المنافسة لنا، وعناصرها أعلى من النصر».
وتابع: «العام الماضي، تخلَّف النصر بفارق 18 نقطةً عن بطل الدوري، وحينما كنت بطلًا، كان الفريق خلفي بفارق 16 نقطةً».
وواصل: «قبلت بالمهمة لأكون بطلًا. أولويتي الفوز بالألقاب لا المباريات».
وشرح انطباعه عن العمل مع رونالدو بالقول: «لاعبًا، سمعت عنه الكثير، لكننا لا نعرف الأشخاص حقًّا حتى نحتك بهم. اليوم، عمره 40 عامًا، وهو ثاني أسرع لاعبٍ في الفريق، وثالث أكثر لاعبٍ يسجِّل انطلاقاتٍ تفوق 25 كيلومترًا في الساعة! هذا شيءٌ إعجازي حتى من الناحية البدنية».
واستكمل: «أما على المستوى الشخصي، فهو ذكي للغاية، وأكثر من مجرد لاعب كرة قدمٍ».
وسلَّط الضوء على بعض الجوانب التي تُميِّز اللاعب خلال التدريبات قائلًا: «في التدريبات أنت تلعب بقدمك، لكنْ عقلك هو مَن يفكر. هو يعرف نفسه، وجسده. حينما يتدرَّب بحدةٍ عاليةٍ، يقول لي: مستر، وصلت إلى الجهد الأقصى. واليوم، أجهزة GPS تُظهر لنا البيانات الفردية والجماعية».
وتابع: «آمل استمراره، فهو بالكاد يتعرَّض للإصابة، لأنه يعرف كيف يتحكَّم في نفسه، حتى خارج الملعب، لا أحد يملك فكرةً عن مدى تأثير هذا الرجل في العالم، حتى أنا لم أعرف لحين تعاملت معه شخصيًّا».
وزاد: «كريستيانو يُمثِّل علم البرتغال، لا شك لدي في ذلك. حينما تشاهد الفنادق، فالآلاف يودعونه حينما يغادر، وكلهم حول الثلاثين عامًا، كلهم صغار السن».
وتوقَّع مدرب النصر استمرار «الدون» في الملاعب حتى نهاية الموسم المقبل على الأقل، وهو موعد نهاية عقده مع الأصفر.
وردًّا على استفسارٍ عن الموعد المتوقَّع لاعتزال اللاعب قال: «لا أعلم، لكنني أنتظر اللحظة التي سيصل فيها إلى الهدف الألف، تبقى له قرابة الخمسين هدفًا، سيلعب الموسم الجاري، والعام المقبل بكل تأكيدٍ».
وأثنى جيسوس على مستوى دوري روشن السعودي رافضًا الأصوات التي تُقلِّل من مكانته في البرتغال.
وأوضح: «في البرتغال، يقللون كثيرًا من قيمة الدوري السعودي، لكنه يملك عددًا من أفضل المدربين واللاعبين حول العالم، لا أغفل أيضًا الملاعب والمنشآت».
وأردف: «احتراف لاعبين مثل رونالدو، ونيمار، وبنزيما، أعطى زخمًا كبيرًا للمسابقة، وهي الآن تبث في 150 دولةً حول العالم».
وتحدَّث عن سلسلة الـ 34 انتصارًا متتاليًا التي دوَّنها مع الهلال قائلًا: «لقد حققنا 34 انتصارًا على التوالي، وكسرت هذه السلسلة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بنتيجة 2ـ4، وتوِّج الهلال بطلًا للدوري بلا خسارة، وكان الأكثر نقاطًا، وأهدافًا، وفزنا بكل شيءٍ تقريبًا».