الفاشر، 28 أغسطس 2025 – أعلن أطباء في السودان، الخميس، مقتل 24 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات إثر قصف مدفعي عنيف شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ولأكثر من عشرة أيام متواصلة، ظلت قوات الدعم السريع تشن هجمات جوية وبرية هي الأعنف منذ بدء النزاع، تستهدف أجزاء متفرقة من الفاشر ومخيماً محيطاً بها، نتج عنها مقتل عشرات المدنيين وإجبار الآلاف على الفرار داخلياً وخارجياً.

وقالت شبكة أطباء السودان في بيان إن “24 شخصاً قُتلوا وأُصيب 55 آخرون، بينهم 5 نساء، جراء القصف المدفعي المتعمد من قوات الدعم السريع، والذي استهدف منطقة السوق المركزي وحي أولاد الريف بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أمس الأربعاء”.

وأدان البيان بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع نتيجة القصف المدفعي المتعمد على مدينة الفاشر، وأكد أن هذه الجريمة البشعة تُضاف إلى سلسلة من جرائم الحرب والإبادة التي تستهدف المدنيين العُزّل في الفاشر منذ أكثر من عام، في ظل حصار مطبق ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

واعتبر أن استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويكشف عن الانتهاكات الواسعة التي تمارسها قوات الدعم السريع بحق المواطنين الذين تمسكوا بمنازلهم وأرضهم.

وحمل البيان المجتمع الدولي، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الإفريقي المسؤولية الكاملة عن صمته وعجزه عن مواجهة هذه الجرائم، وطالب بالتحرك الفوري لوقف القصف ورفع الحصار عن الفاشر، وممارسة مزيد من الضغوط على قيادات قوات الدعم السريع لوقف الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ضد المدنيين العُزّل.

وبالتزامن مع تزايد حدة المواجهات داخل المدينة، يعيش آلاف المواطنين المحاصرين على وقع أزمة معيشية غير مسبوقة ناجمة عن ندرة وانعدام السلع الغذائية والدوائية، بعد أن أغلقت قوات الدعم السريع كافة الطرق المؤدية إلى الفاشر ومنعت إيصال المساعدات الإنسانية للعالقين.