اخبار السودان : اتفاقيات إبراهيم في ذكراها الخامسة – هل حققت المراد منها؟

اتفاقيات إبراهيم في ذكراها الخامسة – هل حققت المراد منها؟
نائب رئيس الولايات المتحدة السابق مايك بنس ينصح إدارة ترامب بوضع اتفاقيات إبراهيم على رأس أولوياتها. مايك بنس – فوكس نيوز

/ RT
قبل 5 سنوات، في مثل هذا الأسبوع، سُجِّل حدث تاريخي في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، عندما وقّعت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات إبراهيم. وهذا ما اعتبره كثيرون حلماً مستحيلا لكنه أصبح حقيقةً لا تُنكر: إذ تبنّت الدول العربية السلام مع إسرائيل علناً، ليس نتيجة لمفاوضات لا نهاية لها، بل نتيجة للقيادة الأمريكية.
وكان لي شرف عظيم بالعمل جنباً إلى جنب مع الرئيس دونالد ترامب لجعل ذلك اليوم ممكناً. ولم تكن اتفاقيات إبراهيم وليدة دبلوماسية حالمة أو أوهام ساذجة، بل لقد وُلدت من سياسة راسخة في الواقع: أن القوة هي الضامن الأكيد للسلام، وأن أمريكا يجب أن تقف إلى جانب إسرائيل دون تردد، وأن جيران إسرائيل العرب، بالتشجيع المناسب، يمكنهم إيجاد قضية مشتركة مع الدولة اليهودية.
ولا يزال أثر هذه الاتفاقيات جلياً بعد 5 سنوات. فقد حافظت على السلام بين الدول الموقعة عليها، والتي تضم الآن المغرب والسودان، حتى خلال بعض أحلك الأيام في تاريخ إسرائيل الحديث.
عندما شنّت حماس هجماتها في 7 أكتوبر 2023، خشي كثيرون من انهيار الشراكات الناشئة. ولكن بدلاً من ذلك بقي السفراء في إسرائيل وحافظت الحكومات على علاقاتها واستمرت التجارة. وفي منطقة غالباً ما تكون فيها التحالفات عابرة، يُعدّ هذا الصمود بحد ذاته إنجازاً تاريخياً.
وكان السلام مثمراً، فقد ارتفعت التجارة بين إسرائيل وشركائها الجدد إلى مليارات الدولارات. إذ لا تسهم المشاريع التجارية المشتركة في خلق فرص عمل فحسب، بل تسهم في ترابط المجتمعات بطرق لم يتخيلها أحد. وتربط الآن رحلات جوية مباشرة تل أبيب بأبوظبي ودبي والمنامة.
ويقضي السياح الإسرائيليون عطلاتهم الآن في بلدان أُجبر اليهود على الفرار منها قبل عقود قليلة. وهذه الروابط الإنسانية تُقلل احتمالات الصراعات المستقبلية، وتسهّل تحقيق الاستقرار الدائم. ويذكرنا التاريخ أن الدول التي تزدهر معاً نادراً ما تخوض حروباً فيما بينها.
إن هذه الإنجازات تُعد أكثر أهمية بالنظر إلى أن إدارة بايدن-هاريس لم تفعل شيئاً يُذكر لتوسيع نطاق السلام الذي توفره الاتفاقيات. وفي الواقع، منحت الإدارة السابقة الأولوية لتقديم التنازلات للجهات الفاعلة الخبيثة. والنتيجة هي سلام صمد ولكنه ركد أيضاً، مع إمكانات غير مستغلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط إلى الأبد.
الآن يوجد أمام أمريكا فرصة أخرى لاستعادة زخم السلام الذي أوجده الرئيس ترامب في ولايته الأولى، وينبغي للإدارة أن تجعل توسيع نطاق الاتفاقيات أولوية قصوى في سياستها الخارجية. وينبغي للولايات المتحدة أن تؤكد التزامها الراسخ بأمن إسرائيل ووعدها بأن أي دولة تسعى إلى شراكة مع إسرائيل ستجد أمريكا شريكاً راغباً أيضاً. وعلى وجه الخصوص، سيكون انضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقيات خطوة عملاقة إلى الأمام.ِ
إن تطبيع علاقات الرياض مع القدس سينهي عزلة الدولة اليهودية الطويلة في العالم العربي، ويبشر بعهد جديد من الأمن والتعاون والنمو الاقتصادي، ينعم به المنطقة لأجيال قادمة.
لقد خطت اتفاقيات إبراهيم فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط. فقد أثبتت أن السلام الحقيقي لا يأتي من تهدئة الإرهاب، بل من توحيد الشجاعة لمواجهته.
وبينما نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها، لا ينبغي لأمريكا أن تحافظ على ما تحقق فحسب، بل أن توسّع دائرة السلام لتشمل كل من يتوقون إلى مستقبل مبني على الأمل لا الكراهية.
إن حلم شرق أوسط يسوده السلام والازدهار أقرب اليوم من أي وقت مضى. وبفضل القيادة القوية لإدارة ترامب، يمكن أن يصبح هذا الحلم واقعاً دائماً.
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة روسيا اليوم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من روسيا اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.