اخبار السعودية : مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. +100 فيلم “في حب السينما” والبداية بـ”العملاق”

بين عبق “البلد” وطموح المستقبل، تتحول جدة التاريخية مجددًا إلى وجهة عالمية للفن السابع، حيث تستعد لإطلاق الدورة الخامسة من “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي”، اليوم الخميس وتستمر إلى 13 ديسمبر الجاري.

تحت شعار “في حب السينما”، تقدم الدورة الخامسة 111 فيلمًا من 71 دولة، في احتفالية تمزج بين الحنين إلى كلاسيكيات الماضي وشغف اكتشاف أصوات المستقبل.

ضربة البداية: “العملاق” وقصة الصعود

يفتتح المهرجان شاشاته بالعرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم السيرة الرياضية “العملاق” (Giant)، للمخرج روان أثالي وبطولة النجم أمير المصري.

العمل لا يكتفي بسرد مسيرة الملاكم البريطاني-اليمني “نسيم حميد” نحو العالمية، بل يغوص في تعقيدات الهوية، وتحدي العنصرية في بريطانيا الثمانينيات، والعلاقة الإنسانية العميقة مع مدربه بريندان إنجل.

بصمة سعودية وحضور عالمي

وفي تأكيد على نضج التجربة المحلية، تشكل الأفلام السعودية أكثر من 30% من البرنامج، مما يعكس حراكًا فنيًا متصاعدًا. ويخصص المهرجان برنامج “السينما السعودية الجديدة” لعرض أعمال وثائقية وروائية لجيل صاعد، منها “نور” و”سبع قمم”.

على الصعيد الدولي، تترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية قامة سينمائية بحجم المخرج الحائز على الأوسكار “شون بيكر”، لتقييم 16 فيلمًا تتنافس على “جوائز اليُسر”، وتتنوع بين الروائي والوثائقي والتحريك، بمشاركة دولية واسعة من اليابان إلى فرنسا، ومن العراق إلى الصومال.

ذاكرة السينما: أم كلثوم وتشارلي تشابلن

ولا يغفل المهرجان عن دوره في صون التراث عبر برنامج “كنوز البحر الأحمر”، الذي يعيد الحياة لروائع كلاسيكية.

الحدث الأبرز هو عرض نسختين مرممتين بدقة 4K لفيلمي كوكب الشرق أم كلثوم “عايدة” (1942) و”نشيد الأمل” (1937)، في خطوة لترميم الذاكرة البصرية العربية.

كما تشهد الدورة تجربة فريدة بعرض فيلم صامت مصحوب بموسيقى حية يقودها الموسيقي نيل براند، لتحية أساطير الكوميديا مثل تشارلي تشابلن وباستر كيتون.

حوارات وسوق واعدة

ومن المقرر أن يتجاوز الحدث العروض السينمائية ليصبح منصة تفاعلية، حيث يستضيف جلسات حوارية مع نجوم وصناع السينما مثل أمير المصري، والمخرجة كوثر بن هنية، والنجم يعقوب الفرحان.

وبالتوازي، ينعقد “سوق البحر الأحمر” بمشاركة 160 جهة عرض، موفرًا منصة لتمويل المشاريع ومناقشة قضايا الصناعة كالذكاء الاصطناعي والإنتاج المشترك، مع جوائز مالية تتجاوز مليوني ريال سعودي لدعم المشاريع المتميزة.

هذه الدورة الخامسة ليست مجرد مهرجان؛ بل هي بيان بصري يؤكد أن جدة باتت منصة لا غنى عنها في خريطة السينما العالمية، حيث تلتقي “حكايات الشعوب” في قلب المملكة.