اخبار السعودية : كيف ساهمت أميرات سعوديات في بناء مجتمع المعرفة والخير؟

ترسخت قيم العطاء والبذل في وجدان إنسان هذه البلاد، فغدت ركيزة أصيلة وهوية سمتها التكافل والتلاحم، وصنعت نموذجًا فريدًا للعطاء المتواصل منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم، لتظل الاستدامة نهجًا راسخًا في مسيرة البناء الوطني.

وتزامنًا مع اليوم العالمي للعمل الخيري لهذا العام 2025، الذي يُحيى العالم هذه المناسبة سنويًا في الخامس من سبتمبر، تعزيزًا لقيم العطاء والبذل، وترسيخًا لرسالة العمل الإنساني والتطوعي، يخلد تاريخ الدولة السعودية، شخصيات نسائية أسهمن في ترسيخ قيم العطاء والعلم.

وفي مقدمتهن الأميرة موضي بنت سلطان بن أبي وهطان زوجة الإمام محمد بن سعود، التي اشتهرت بوقفها الخيري المعروف بـ “سبالة موضي” في الدرعية، الذي مثّل مركزًا لخدمة الحجاج وعابري السبيل وطلاب العلم، وأصبح رمزًا للتكافل الاجتماعي ودعم المعرفة، وبصمة بارزة في تاريخ العطاء السعودي.

كذلك حفلت سيرة الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل بن تركي، المولودة في الرياض عام 1294هـ (1877م)، ونشأت في بيت حكم عريق ضارب في عمق التاريخ. فوالدها هو الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود، ثالث أئمة الدولة السعودية الثانية، الذي تولى الحكم عام 1282هـ حتى وفاته عام 1307هـ (1865–1889م)، واشتهر بكرمه الكبير واهتمامه بالعلم والأوقاف.

أما والدتها فهي رقية بنت شايع الفجري من قبيلة بني خالد. وبعد وفاة والدتها في سنّ صغيرة، تولت رعايتها طريفة بنت عبيد بن رشيد زوجة والدها، ثم انتقلت إلى كنف عمتها الجوهرة بنت الإمام فيصل بن تركي في الرياض، التي كانت محبة للعلم ومهتمة بالأوقاف العلمية وطلاب العلم.

ونشأت “الأميرة سارة” في بيئة علمية مكّنتها من حفظ القرآن الكريم وعدد من المتون الفقهية والأحاديث النبوية، فصقلت شخصيتها على قيم العدل والمسؤولية الاجتماعية، وجعلتها امتدادًا طبيعيًا لمسيرة النساء الرائدات في تاريخ الدولة. وكانت حياتها تجسيدًا حيًا لمقولة “النساء شقائق الرجال”، حيث أسهمت في خدمة المجتمع وأكدت أن دور المرأة السعودية في التنمية متجذر منذ تأسيس الدولة.

ومن أبرز ملامح عطائها أوقافها الخيرية، وفي مقدمتها “مزرعة الدريبية” الواقعة جنوب الدرعية في شعيب السرحيّة أحد روافد وادي حنيفة، التي وهبتها وقفًا يعود نفعه على المجتمع.

وتميز كرمها بتبرعها بجزء كبير من هذه المزرعة للمحتاجين مباشرة دون تردد، في صورة تجسد التكافل الاجتماعي وتخفيف معاناة الناس. وما زال جزء من هذه المزرعة قائمًا حتى اليوم شاهدًا على عطائها، فيما دخل جزء آخر منها ضمن أراضي جامعة الملك سعود، ليصبح وقفها رافدًا للعلم والمعرفة.

وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أطلقت الجامعة اسم “الأميرة سارة” على المكتبة المركزية في المدينة الجامعية للطالبات، تقديرًا لعطائها ودعمها المستدام للتعليم.

ولم يتوقف عطاؤها عند الأوقاف العقارية، بل امتد ليشمل الأوقاف العلمية، حيث أوقفت عددًا من الكتب النادرة والقيّمة التي اقتنتها خلال دراستها في حلقات العلم، لتوفرها لطلاب العلم والباحثين حيث أسهم هذا الوقف في تأسيس مكتبة أصبحت مرجعًا علميًا مهمًا، بما يعكس رؤيتها الثاقبة في أن الاستثمار في العلم والمعرفة هو الاستثمار الأمثل للأجيال.

وتبقى سيرة الأميرة، سارة بنت عبدالله بن فيصل شاهدًا على إسهام المرأة السعودية في مسيرة البناء والتنمية منذ نشأة الدولة، ومثالًا على الامتداد المتواصل لقيم الخير والعلم والعطاء التي قامت عليها الدولة السعودية جيلًا بعد جيل.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى