يسعى الفنان المصري آسر ياسين في فيلمه الجديد المنتظر عرضه قريبا “إن غاب القط”، إلى تفادي موجة الهجوم النقدي التي سبق أن تعرض لها في فيلمه الأخير “شماريخ”، الذي وصفه كثير من النقاد بأنه “متواضع دراميا” و”يعتمد على حبكة مكررة ومشاهد منقولة عن أعمال أخرى”.  

وعلى عكس الفيلم الذي عُرض العام الماضي، يتخلى آسر عن فكرة البطل الذي يسعى للانتقام ويخوض معارك حركة وإثارة بكثافة، حيث يقدم في الفيلم الجديد قصة تعتمد على حالة إنسانية تمتزج بالكوميديا والمفارقات الضاحكة.

تدور الأحداث حول أستاذ جامعي يدرس مادة “تاريخ الفن” بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يدعى “زين”،  يتميز بالوسامة لكنه حياته الرتيبة التي تخلو من الإثارة تنقلب رأسا على عقب حين يظهر في حياته لص شهير أسطوري يدعى “القط”.

تتولد المواقف الكوميدية نتيجة التشابه في الملامح الشكلية بين الطرفين، ما يوقع “زين” في العديد من الأزمات والمخاطر على نحو فكاهي يختلط فيه الهم الإنساني بالمزاح. 

وفيلم “إن غاب القط”، تأليف أيمن وتار، إخراج سارة نوح، ويشارك في البطولة أسماء جلال، محمد شاهين، سماح أنور، كارمن بصيبص، علي صبحي، انتصار، سامي مغاوري، رحاب الجمل.  

واعتمد فيلم “شماريخ” العمل على حبكة تقليدية و”ثيمة” مكررة يتردد صداها عبر عشرات الأعمال شرقا وغربا، تتمثل في الابن المأزوم نفسيا، لأنه غير معترف به من أبيه صاحب الإمبراطورية الإجرامية ذات الثراء الفاحش والنفوذ القوي، الذي اكتسبه على مدار عقود كتاجر مخدرات.

وامتلأ الشريط السينمائي بالمشاهد والأفكار والخطوط الدرامية المستعارة بشكل أو بآخر من أفلام أخرى على نحو أفقده صفة “الأصالة”، فقد استعار، على سبيل المثال لا الحصر، موضوع المواجهة بين الأب وابنه الشرير، الذي لا يتوانى عن التضحية به ليرث إمبراطوريته من الفيلم الشهير “المصارع”، بطولة راسل كرو وإخراج ريدلي سكوت.

وبدت فكرة القاتل المأجور الذي يقع في حب ضحيته مكررة للغاية، حتى إن السينما المصرية نفسها سبق أن قدمتها في “كلاشينكوف”، إنتاج 2008، بطولة محمد رجب وغادة عادل، كما تطابقت بعض مشاهد المعارك مع أخرى مماثلة في الفيلم الكوري Old Boy، وسلسلة أفلام Jhon Wick.