اخبار اليمن الان | ”بالقوة والاعتقالات”.. الحوثي يُصادر أموال حزب المؤتمر بصنعاء ويرسلها إلى هذه الجهة

في تطور لافت يُعد امتداداً لسلسلة من الإجراءات التضييقية على الأحزاب السياسية في مناطق سيطرتها، كشفت مصادر حزبية وإعلامية عن قيام مليشيا الحوثي بمصادرة المبالغ المالية المخصصة من قبل قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام لإحياء الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس الحزب في العاصمة صنعاء، وتحويلها بالقوة إلى ما يُعرف بـ”القوة الصاروخية” التابعة للمليشيا.

وأفادت المصادر أن المليشيا شنت حملة أمنية واسعة استهدفت أنشطة الحزب، تضمنت اقتحام اجتماع عقدته الأمانة العامة للحزب في صنعاء، ومصادرة الأموال التي تم جمعها بجهود ذاتية من قيادات وكوادر المؤتمر، بهدف تنظيم فعالية رسمية كبرى تُحيي الذكرى السنوية لتأسيس الحزب، والتي من المقرر أن تُحتفل بها في 24 أغسطس من كل عام.

وأكد مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام – فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية – أن “المليشيا فرضت إجراءات أمنية مشددة على مقرات الحزب، واعتقلت عدداً من النشطاء، كما قامت بمصادرة المبالغ المالية التي خُصصت للطباعة، والإعلام، وتنظيم الفعالية، في تصرف يُعد انتهاكاً صريحاً لكل ما تبقى من مساحات عمل سياسي تحت راية الحزب”.

وأضاف المصدر أن “هذه الخطوة تأتي في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى تهميش حزب المؤتمر، أحد أبرز الرموز السياسية في اليمن، وطمس تاريخه وقياداته، وتحويل موارده إلى دعم الأجندة العسكرية للمليشيا، خصوصاً ما يُعرف بـ’القوة الصاروخية’ التي تُعد من الركائز الأساسية في الهيكل العسكري الحوثي”.

وأثارت هذه الخطوة استياءً واسعاً في أوساط قواعد الحزب وأنصاره، الذين اعتبروها “تدميراً متعمداً للهوية السياسية والتاريخية لحزب المؤتمر”، مشيرين إلى أن منع إحياء الذكرى السنوية يُعد رسالة واضحة بسعي المليشيا إلى تهميش أي كيان سياسي لا يتبع لها، وتحويل صنعاء إلى فضاء حزبي أحادي.

وفي تعليق على الحدث، قال الصحفي والناشط السياسي فارس الحميري في تغريدة له على منصة “إكس” (تويتر):
“صنعاء.. الحوثيون يصـادرون بالقوة المبالـغ المـالية المخصصة لإحياء فعالية الذكرى الـ43 لتأسيس حـزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، لصالح ما أسموها القـوة الصـاروخية”.
وأضاف الحميري: “حزب المؤتمر بصنعاء كان يخطط لإحياء الذكرى بفعالية كبيرة، إلا أن تحركات الحوثيين الأمنية، واقتحامهم اجتماعاً للأمانة العامة، ومصادرة المخصصات المالية، وتصاعد وتيرة التحريض والتخوين، قد تحول دون إحياء المناسبة كما كان مخططاً لها”.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من سلسلة إجراءات تتخذها المليشيا لبسط سيطرتها الكاملة على جميع مؤسسات الدولة والهيئات السياسية، في ظل تزايد الشكاوى من تهميش الأحزاب والشخصيات الوطنية، وفرض وصاية أمنية وعسكرية على النشاطات العامة.

ويُعد حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي تأسس في 24 أغسطس 1982، أحد أبرز الأحزاب السياسية في تاريخ اليمن الحديث، وظل طوال عقود يُشكل قطباً أساسياً في المشهد السياسي، قبل أن تتدهور أوضاعه عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014 وعقب مقتل الرئيس السابق علي صالح في 2017، وما تلاه من تصدعات داخلية وتهميش متزايد.

وتشير التقديرات إلى أن منع إحياء الذكرى السنوية للحزب قد يُفاقم من حالة الاحتقان داخل قواعده، ويُعزز من الدعوات إلى إعادة ترتيب البيت السياسي للمؤتمر، خصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهه في مناطق سيطرة المليشيا.

وفي الوقت الذي تواصل فيه مليشيا الحوثي فرض سطوتها على مفاصل الدولة، تبقى مسألة الحريات السياسية وحق التجمع والتعبير عن الرأي معلقة، في ظل تزايد الانتهاكات بحق الكيانات الحزبية والناشطين، ما يُنذر بتصعيد جديد في الصراعات الداخلية، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العمل السياسي في اليمن تحت ظل الواقع الحالي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.

زر الذهاب إلى الأعلى