ندوة التحولات السياسية في المنطقة واثرها على قضية شعب الجنوب 1


نظمت الدائرة السياسية في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأحد في العاصمة عدن، أمسية رمضانية بعنوان “التحولات السياسية في المنطقة وانعكاساتها على قضية شعب الجنوب”، بالشراكة مع دائرة المرأة والطفل، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية.

وقدمت الى الأمسية ثلاث أوراق ، تنشر عدن تايم اعتبارا من اليوم الأربعاء الورقة الأولى للكاتب الصحفي محمد عبدالله الجفري “الموس”:

التحولات السياسية في المنطقة واثرها على الجنوب العربي.

ورقة مقدمة للامسية السياسية التي تقيمها الدائرة السياسية في الامانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

هناك تحولات دراماتيكية، ان جاز التعبير، يشهدها العالم وليس المنطقة فحسب، وهي تحولات اخذت طابعها المكشوف منذ تولي الرئيس ترامب سدة حكم القوة العظمى في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية.

التحولات نراها في اوروبا من خلال تراجع الدعم السياسي الاميركي لاوكرانيا في مواجهة روسيا وانكشاف أوروبا بفعل انكماش المظلة الاميركية وما تململ القارة العجوز لاستعادة عنفوانها الذي افل من خلال الحديث عن قوة مسلحة اوروبية بدلا من الاعتماد على الناتو والحماية الاميركية، كما يتحدثون عن الاستعداد لمواجهة اي تمدد روسي قد يستهدف دولا في اوروبا ويشمل ذلكم الاستعداد حتى شبكة حمائية استخبارية فضائية الا دليل على تراجع الحماية الاميركية.

منذ اكتوبر ٢٠٢٣م والاحداث في منطقة الشرق الأوسط تتصاعد بشكل عنيف وكأن اختراق اسلاك اسرائيل الحدودية مع غزة هي كلمة السر لتحديد ساعة الصفر لتلك الاحداث التي نتج عنها تدمير غزة وضرب حزب الله اللبناني وسقوط النظام السوري، والحبل عالجرار، كما يقولون، اذ لاتزال حماس تستعرض عضلات في جغرافيا مدمرة ولا زال الحوثي يستعرض قوة ليست حاسمة في جغرافيا يطحنها الجوع والفقر والمرض ولا زالت مصانع ومخازن ومدارس القوى الشيعية العراقية تحتفظ بقوتها، وكل هذه القوى ظلت ولا زالت مدعومة من ايران كجناح تجارة بالدين، وغني عن القول ان هناك تجارة دينية من جناح اخر تظله تركيا، اي جماعات الاخوان المسلمين.

وكل قوى الاسلام السياسي لا تحمل مشاريع وطنية ولا ولاء وطني، فكل ولائها ومشاريعها السياسية لغير اوطانها.

واقع الحال ان الجنوب العربي يقع في بؤرة هذه الأحداث، ليس الآن فحسب، ولكن على مر التاريخ المقرؤ وكتب التاريخ مليئة بغزوات تعرض لها الجنوب العربي او بعض سلطناته ومشيخاته ومدنه وفي المقدمة منها العاصمة عدن، بل انه يدفع ثمن التحولات العاصفة في العالم، فسقوط سور برلين (كآخر مثال) جعل الجنوب العربي يهرول الى الوحدة وتبعها غزو ١٩٩٤م وخلال التمدد الايراني في بعض الدول العربية تعرض الجنوب لغزو آخر في ٢٠١٥م ولا نستبعد غزو ثالث بعد ان وفرنا ملاذا آمنا لشرعية يمنية متهالكة.

قال الرئيس الاميركي ان الشرق الاوسط سيشهد نهاية العالم، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اننا امام شرق اوسط جديد، ولا يخفى على المراقب ان الدور الاميركي والاسرائيلي هما اللاعبان دون منافس في منطقة الشرق الأوسط وان افول قوى وبروز قوى آخذ في التشكل، ومن ابرز ملامح ذلك يتمثل في:

– تراجع دور القوى الكبرى في المنطقة، ربما في اطار توافق هذه القوى على تقاسم النفوذ ويقينا ان القيادة السياسية الجنوبية تدرك ذلك من خلال تلميح الاخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الى ذلك في احد لقاءاته مع القيادات في عدن.

– افول الدور الإيراني بشكل واضح من خلال قصقصة اذرع ايران في لبنان وسوريا وحتى في غزة.

– التحرك الامريكي المنفرد لتقويض قدرات الحوثي كأهم ذراع ايراني بعد تقوقع حلفاء ايران في العراق، وهذا عامل اساسي مؤثر بشكل مباشر على الجنوب العربي.

– بروز الدور العربي، وخصوصا السعودي الذي يتنافس مع تركيا في ملئ الفراغ الايراني القادم.

وكما اسلفنا فأن الجنوب العربي يقع على اهم ممر ملاحي دولي في خليج عدن وباب المندب ولذلك فان هناك مصالح كبرى تهم العالم في هذه البقعة من العالم.

ان التعاطي مع مصالح الآخرين ورعاية مصلحة وطننا وشعبنا هو مقياس مدى تاثرنا سلبا او ايجابا لما تشهده المنطقة، ويجب ان يكون ذلك من منطلق القوة وبظني ان جولة الاخ الرئيس في محافظات الشرق حملت رسالة قوية بما فيه الكفاية لكل من يتربص بمصلحتنا الوطنية، اما في الشق السياسي فلا نشك في قدرة القيادة السياسية على ادارة العملية السياسية مع الإقليم والعالم والاستفادة من الطاقات الجنوبية المختلفة.

بقيت اشارة هامة ذكرها الاخ الرئيس عندما أشار إلى اهمية الحوار الجنوبي وحدد بالاسم (بعض الاطراف التي تعيق استكمال الحوار الجنوبي) وتهدد بمصالحها الضيقة مصالح الجنوب ومستقبله، فوحدة ابناء الجنوب هي الضامن لوحدة الجنوب وهذا ما يجب ان تدركه تلك القوى الجنوبية.

من واقع هذه القراءة نرى أننا امام مهمتين اساسيتين :

– العمل السياسي الخارجي المكثف مع الاطراف الفاعلة في الاقليم والعالم.

– استكمال الحوار الجنوبي وتنسيق موقف القوى السياسية الجنوبية على اقل تقدير.

انتهى

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى