الجنوب بين رياح التغيير وأمواج الصراع.معركة النفوذ في البحر الأحمر

هل يشكل المجلس الانتقالي حجر الأساس في معادلة الأمن الدولي؟
في ظل التحولات السياسية والعسكرية المتسارعة، برز الجنوب اليمني كلاعب رئيسي في معادلة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر. ومن خلال تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، تتجه الأنظار إلى مدى قدرته على تأمين الملاحة الدولية في باب المندب، وهو ما حظي بدعم إقليمي ودولي متزايد.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، تبرز تساؤلات جوهرية حول مدى هذا الدعم، وأبعاده السياسية والعسكرية، في ظل تعقيدات المشهد اليمني، والدور الذي تلعبه الشرعية اليمنية، التي تبدو غير قادرة على التأثير الفعلي في معادلة القوة على الأرض.
دور المجلس الانتقالي في تأمين البحر الأحمر والدعم الدولي للزبيدي
لم يعد المجلس الانتقالي مجرد قوة محلية، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا في ترتيبات الأمن البحري، خاصة بعد الاعتراف المتزايد من قبل الدول الكبرى بأهمية الدور الذي يلعبه الجنوب في حماية المصالح الدولية في البحر الأحمر. فمع تصاعد التهديدات الحوثية على الملاحة البحرية، برزت الحاجة إلى قوة محلية مؤهلة، قادرة على تأمين الممرات المائية، وهو ما يعزز موقع المجلس الانتقالي في هذه المعادلة.
زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى سقطرى، وما سبقها من لقاءات مع قوى إقليمية ودولية، تؤكد أن هناك تفهمًا دوليًا متزايدًا لمتطلبات الاستقرار في الجنوب، وأهمية إعادة ترتيب المشهد اليمني وفق معايير سياسية وأمنية تتناسب مع التوازنات الإقليمية والدولية.
التحديات الداخلية والانحرافات السياسية: بين حبريش والولاءات الحزبية
لكن رغم هذه المكاسب، لا تزال هناك محاولات لعرقلة هذه التحركات من قبل قوى يمنية تسعى للحفاظ على مصالحها الخاصة. ومن أبرز هذه المحاولات، ما يسمى بتحركات بن حبريش، التي تعكس توجهًا مدعومًا من بعض الأحزاب اليمنية، التي لطالما سعت إلى تقويض الموقف الجنوبي، عبر الدفع بقيادات محلية لمحاولة إحداث انشقاقات داخلية أو تحجيم نفوذ المجلس الانتقالي. إلا أن الواقع على الأرض يثبت أن تحركات الزُبيدي الأخيرة قد عززت موقف المجلس، ووسعت من دائرة التفاهمات الدولية والإقليمية حول المسار الجنوبي، خاصة بعد الزيارات التي قام بها الزُبيدي إلى دول عدة، حيث باتت ملامح التسوية السياسية الشاملة أكثر وضوحًا، بعيدًا عن محاولات التضليل الإعلامي التي تمارسها بعض القوى اليمنية لصالح أجندات معينة.
مصير الحوثيين بعد الضربات الأمريكية: حسابات المصالح أم الحسم العسكري؟ على الجانب الآخر، يبقى مصير الحوثيين في قلب المشهد السياسي اليمني، خاصة بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، التي وضعت الجماعة أمام تحديات غير مسبوقة. لكن السؤال الأهم: هل هناك جدية أمريكية في إنهاء التهديد الحوثي، أم أن واشنطن لا تزال ترى في وجود الحوثيين ورقة ضغط يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب استراتيجية في الخليج؟ رغم التصعيد العسكري، لا تزال هناك قراءات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الحوثيين كعامل توازن في المنطقة، وليس كخطر يجب استئصاله بشكل نهائي. في المقابل، فإن القوى الموالية لمجلس القيادة الرئاسي، خصوصًا في تعز والساحل الغربي ومأرب، تبدو منشغلة بتعزيز نفوذها في الجنوب، بدلًا من مواجهة الحوثيين في صنعاء، مما يثير الشكوك حول مدى التزامها بمواجهة الخطر الحوثي فعليًا
في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن الجنوب اليمني قد أصبح محورًا رئيسيًا في إعادة رسم خارطة النفوذ السياسي والعسكري في المنطقة. ومع تنامي دور المجلس الانتقالي، وتعزيز موقعه كشريك دولي في تأمين البحر الأحمر، تظل التحديات قائمة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي. فهل سيتمكن الزُبيدي من تحقيق اختراق سياسي وأمني يحسم مستقبل الجنوب؟ أم أن القوى التقليدية ستظل تحاول عرقلة مسار التغيير حفاظًا على مصالحها؟الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مآلات المشهد، لكنها بلا شك ستكون مليئة بالتحولات التي سترسم مستقبل اليمن والمنطقة بأسرها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.