من عمق الصحراء بمحافظة شبوة حيث الإنسان يشيد واحات العلم ..ويفتتح مدرسة استفاد منها أكثر من ألفي نسمة

كرامات الخير تهل هذه الليلة على منطقة مترامية الأطراف بمحافظة شبوة بمديرية عرماء ، وأول السعداء هم عشرات الأطفال الأبرياء الذين كانوا يكتوون يوميا بلهيب الصحراء عند ذهابهم وايابهم الى مدرستهم المكونة من الخيام المهترئة والعشش المصنوعة من القش.
حتى تدخل برنامج حيث الانسان المدعوم من مؤسسة توكل كرمان الذي عمل على إحداث نقلة نوعية في حياة الطلاب واهالي المنطقة.
وهي خطوة هدفت إلى دعم العملية التعليمية في المناطق النائية، أنجزت مؤسسة توكل كرمان، عبر برنامجها “حيث الإنسان” في موسمه السابع، مشروع تشييد مدرسة حديثة يستفيد منها أكثر من ألفي نسمة في محافظة شبوة (شرق اليمن).
في منطقة الفالق بمديرية عرماء، وعلى بُعد 65 كيلومترًا شمال شرق مدينة عتق، كان الأهالي يعتمدون على خيام وعشش بدائية كفصول دراسية، رغم قربهم من حقل العقلة النفطي بمسافة لا تتجاوز 12 كيلومترًا.
كان الأطفال يقطعون مسافات طويلة يوميًا تحت أشعة الشمس الحارقة أو في أجواء الشتاء القارس لمواصلة تعليمهم، بينما يسكن ثلاثة معلمين متطوعين في منزل قريب، مكرّسين جهدهم لتدريس أبناء المنطقة، رغم التحديات المناخية والبيئية الصعبة. ورغم قلة الموارد، لم يتخلَّ الأهالي عن حلمهم بتعليم أبنائهم، حيث اقتطعوا جزءًا من دخلهم المحدود لدفع رواتب المعلمين.
يقول المعلم عادل البريكي: “هدفنا هو بناء جيل متعلم ينهض بمنطقته ووطنه. لكننا نواجه تحديات عديدة، ففي الصيف تتمزق الخيام بفعل الحرارة، وفي الخريف تزداد الأمطار والرياح، بينما يكون الشتاء شديد البرودة ما يدفع بعض الطلاب للتغيب”.
أما الطالب هادي القريوي، فحلمه أن يدرس في مكان تعليمي مناسب، قائلًا: “بعض أصدقائي تركوا الدراسة بسبب عدم وجود مبنى مدرسي. نتمنى أن نحصل على مدرسة مجهزة بالفصول والكراسي والمستلزمات الضرورية للتعلم”.
استجابت مؤسسة توكل كرمان لهذه المعاناة، حيث قررت بناء “مدرسة بلقيس”، التي تضم أربعة فصول دراسية ومكاتب للإدارة، مع تزويدها بجميع المستلزمات الحديثة والأثاث اللازم، لتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب.
لم يكن الأهالي يتوقعون إنجاز المشروع بهذه السرعة، وحين أُعلن عن اكتمال البناء، عمّت الاحتفالات المنطقة، تعبيرًا عن الفرحة الغامرة بتحقق الحلم.
يقول صالح القريوي، والد أحد الطلاب: “نشكر مؤسسة توكل كرمان وبرنامج حيث الإنسان على هذا الإنجاز العظيم. اليوم هو عيدنا الأكبر بتدشين المدرسة، فقد منحونا الأمل في مستقبل أفضل لأبنائنا”.
يشعر الجميع بالفرحة العارمة وهم يرون فلذات اكبادهم قد ودعوا ويلات الماضي من حر الصحراء وحر الخيام، وكيف بات واقعهم الجديد المليئ بالأمل والحياة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مأرب برس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مأرب برس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.