تحرير عدن من مليشيا الحوثي .. ملحمة الصمود والتضحية في سبيل استعادة دولة الجنوب

وخلافاً للروايات السياسية والاعلامية، التي يتم تداولها فإن المقاومة الجنوبية لم تقاتل ضد ميليشيات الحوثي باعتبارها جماعة مذهبية انقلبت على الدولة في الشمال واستولت على السلطة فيها بل كان قتالهم جزء من نضال طويل الأمد خاضوه لاستعادة دولة الجنوب وإعلان استقلالها عن قبضة قوي الاحتلال الشمالي بكل صوره ومسمياته للجنوب.
ولم تلتف المقاومة الجنوبية خلف الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى عدن هرباً من مليشيات الحوثي ولم تكن معركتهم دفاعاً عن شخصية سياسية معينة بقدر ماكانت دفاعاً عن أرضهم وهويتهم وحقهم في الاستقلال واستعادة دولتهم. حيث كان القتال في عدن معركة من أجل روح الجنوب، معركة من أجل استعادة ما سلب منهم خلال سنوات الاحتلال والاستغلال.
ومع اجتياح الغزو العسكري الشمالي الثاني للجنوب، مخلفاً في أعقابه الدمار والخراب، وجدت عدن نفسها مرة أخرى في مواجهة مع تحد خطير. وعلى الرغم من النقص الحاد في الموارد والأسلحة، انتفض الشعب في عدن بشجاعة وتصميم للدفاع عن وطنه ضد محتل مختل غاشم.
وأصبحت شوارع عدن ساحة معركة، حيث ترددت أصوات إطلاق النار والانفجارات بينما وقف رجال ونساء المقاومة الجنوبية الشجعان بثبات في وجه جحافل الغزاة واسلحتهم الفتاكة..
يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة، ناضل أهالي عدن بلا كلل ضد الصعاب الساحقة، رافضين الاستسلام لطغيان مليشيا الحوثي. حيث مثل نضالهم شهادة على روح المقاومة الدائمة التي ميزت الجنوب لأجيال عديدة.
وفي ذلك اليوم العظيم، ومع غروب الشمس في الأفق، تم تحرير عدن أخيرًا من براثن الغزاة الحوثيين. وتحقق النصر المؤزر بشق الأنفس، ودفع ثمنه بالدم والعرق والدموع، لكنه كان نصرًا يرمز إلى تحرير الروح الإنسانية من قوى الظلم والباطل.
إن إرث المقاومة الجنوبية لا يزال حياً في قلوب الجنوبيون وهو تذكير بأنه بغض النظر عن مدى قوة العدو، فإن إرادة الشعوب في التحرر لا تقهر.
ونحن إذ نحيي الذكرى العاشرة لتحرير عدن، نشيد بملاحم الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية. حيث ستظل شجاعتهم وتضحياتهم محفورة إلى الأبد في سجلات التاريخ، مما يلهم الأجيال القادمة للوقوف في وجه القمع والطغيان مهما تعاظم.
إن قصة تحرير عدن ليست مجرد قصة مدينة تستعيد حريتها؛ إنها قصة ارادة وتصميم والتزام لا يتزعزع بقضية أعظم من الذات. إنها قصة تذكرنا بأنه مهما كانت التحديات شاقة، فإن الروح الإنسانية لديها القدرة على التغلب عليها والخروج منتصرة منها.
وفي الاخير، فإن تحرير عدن هو بمثابة شهادة على الإرث الدائم المتمثل في صمود الجنوب واستقلاله. إنه تذكير بأنه حتى في أحلك الساعات، يشرق الأمل، وأن الحرية حق يستحق القتال من أجله. لقد أثبت لنا ابناء عدن أنه بالشجاعة والعزيمة والوحدة يمكن التغلب على أي عقبة، ويمكن تحقيق أي حلم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.