الضربات الأمريكية ضد الحوثيين .. هل ستكون أكثر حسماً؟

تسود، في الأوساط اليمنية، حالة من الشكوك حول جدوى الضربات الأمريكية بعد استئنافها مجددًا على معاقل ميليشيا الحوثيين، في الإجهاز على قدراتها العسكرية، والقضاء عليها، لاسيما أنها لم تسفر، خلال أيامها الستة، عن استهداف قيادات بارزة ومن الصف الأول، تحظى بثقل لدى الميليشيا الحوثية.
ويُقارن اليمنيون بين الضربات الأمريكية الأخيرة في ظل قيادة دونالد ترامب، مع تلك التي كانت تُشنّ خلال فترة سلفه جو بايدن، ليجدوا ذات المحصلة، التي تتمحور في مشاهد لآثار الغارات الجوية، يعقبها بيانات للنتائج والتي تكشف عن استهداف معسكرات وثكنات عسكرية متعددة، وقواعد حربية، ومنصات صاروخية، وورش تصنيع أسلحة، إلى غير ذلك من الترسانة العسكرية الحوثية.
*سيناريو مكرر*
في المقابل، يستمر “الحوثيون” في إعلان البيانات عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وقطعها الحربية في البحر الأحمر، وإسقاط الطائرات الأمريكية المُسيّرة، وكذلك توجيه ضربات صاروخية ومُسيّرة باتجاه فلسطين تستهدف من خلالها مواقع إسرائيلية، التي يستمر إعلامها في بثّ الأنباء التي تتحدث عن إطلاق صافرات الإنذار، وفرار الناس إلى الملاجئ، ونشر الأخبار التي تتحدث عن نجاح دفاعات جيشها الجوية في اعتراض صاروخ قادم من اليمن، قبل اختراقه الأجواء والوصول إلى هدفه.
سيناريو يُعيد نفسه بذات المشاهد، ويكرر ذاته بنفس التفاصيل، ما يدفع التساؤلات حول مدى فاعلية الضربات الأمريكية في تحقيق أهدافها في ردع ميليشيا الحوثيين، ومدى جديّة واشنطن في حسم الصراع مع ذراع إيران في اليمن، وهل تتحرك نحو تعديل خططها الإستراتيجية لتكون أكثر حسماً، أم ستظل الأمور في إطارها المرسوم؟.
*تضارب السياسة الأمريكية*
يقول الصحفي والباحث السياسي فارس الحسام، “إن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض حرباً غير مكتملة الأركان ضد ميليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، فما بين تصنيف واشنطن لميليشيا الحوثيين كجماعة إرهابية، ثم التراجع عن ذلك، ورفع الميليشيا من قوائم الإرهاب، ومن ثم العودة إلى المربع السابق بإعادة تصنيفهم جماعة إرهابية، يُظهر ذلك نوعاً من تضارب السياسة الخارجية لإدارتي بايدن وترامب في مناطق الشرق الأوسط، بما يتوافق مع حجم التقارب بين واشنطن وطهران”.
ويرى الحسام، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “الضربات الأمريكية الجديدة على ميليشيا الحوثي لا تختلف عن سابقاتها في مستوى الجدية في التعامل مع الميليشيا وفاعلية ونتائج الضربات”.
*الضغط على إيران*
وأردف الحسام، أن “الضربات الأمريكية المحدودة في ظاهرها القضاء على الحوثيين، وحتى الآن لم يعلن عن أسماء القيادات الحوثية المستهدفة، وفي باطنها -أي الضربات الأمريكية- الضغط على إيران، وإخضاعها في ملف برنامجها النووي، وتوقف الضربات الأمريكية على الحوثيين مرهون بقبول طهران بالعودة للتفاوض حول برنامجها النووي”.
وبحسب الحسام، فإن “إيران في الوقت الحاضر غير مستعدة للتضحية بذراعها في اليمن، دون أن تجد بديلاً له، على الأقل في الوقت القريب، وذلك بعد خسائرها الكبيرة في لبنان وسوريا، وغيرها من الدول”.
*”ضربات غير مؤلمة”*
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي كمال الشيباني، أن “الضربات الأمريكية الأخيرة تأتي للحد من هجمات ميليشيا الحوثي على الملاحة البحرية في البحر الأحمر”، لافتاً إلى أن “تقييمها يعتمد على عدة عوامل، أبرزها يكمن في مدى تأثيرها على القوات والقدرات العسكرية للميليشيات الإرهابية الحوثية”.
وقال الشيباني، لـ”إرم نيوز”: “حتى الآن الضربات ليست مؤلمة وموجعة بالقدر الكافي على الحوثيين، والتي نستطيع أن نقول معها بالفعل إن الولايات المتحدة، تسعى إلى تقليم مخالب الميليشيا، ونزع أنيابها”، منوهاً إلى أنه “على الرغم من سلسلة الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع ومعاقل حوثية، لا تزال الميليشيا قادرة على تنفيذ عملياتها، مما يثير الكثير من الحيرة ويسيل الكثير من الحبر حول الإستراتيجية التي تتبعها واشنطن في التعامل مع ميليشيا الحوثيين”.
*شكوك حول فاعلية الضربات*
وبحسب الشيباني، فإن “هناك شكوكاً عديدة، سواءً من المواطنين أو السياسين اليمنيين، من مدى فاعلية الضربات الأمريكية، والتي لم ترقَ إلى تطلعات الشعب، ولم تلبِ رغبته في التخلص من الميليشيا الحوثية”.
وحول ما إذا ستُغير الولايات المتحدة، خططها وإستراتيجيتها باتجاه أن تكون أكثر حسماً مع ميليشيا الحوثيين، يُشير الشيباني، إلى أن ذلك، يبقى مرهوناً بمدى انصياع طهران في ملفاتها العالقة مع واشنطن، وعلى رأسها التفاوض بشأن الملف النووي.
وخلُص الشيباني إلى أن “نجاح الضربات الأمريكية يعتمد بشكل واضح على إنهاء خطر التهديدات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، بشكل نهائي وقطعي”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.