افتتاحية #حضرموت21.. رامي البر.. شهيد القضية وأيقونة التحرير

تريم (حضرموت21)خاص 

في تاريخ الشعوب، هناك محطات لا تُنسى، ورجال لا يغيبون، لأنهم لم يكونوا مجرد أفراد عاشوا لحظاتهم وانتهوا، بل كانوا مشاعل نور أشعلت دروب التحرير، وأيقونات خالدة أضاءت مسار الأجيال القادمة. الشهيد رامي البر واحد من هؤلاء العظماء، الذين لم يكتفوا برفض الاحتلال والظلم، بل جعلوا من دمائهم الطاهرة سلاحًا في وجه الغزاة، وصوتًا مدويًا يصدح بالحق والكرامة.

في الثامن عشر من مارس 2013، ارتقى الشهيد رامي البر برصاصات الغدر التي أطلقتها قوات الاحتلال ممثلة بالمنطقة العسكرية الأولى، بعد أن أدرك أن ما يُسمى بالحوار الوطني في صنعاء لم يكن سوى مسرحية عبثية، تحاول الالتفاف على قضية شعب الجنوب، وكبح ثورته المتصاعدة نحو الحرية. حينها كان الجنوب يعيش لحظة مفصلية، حيث تصدعت قوى الهيمنة في صنعاء، وبدأت بوادر الانهيار تلوح في الأفق، في وقت كانت الثورة الجنوبية تشق طريقها بصمود وثبات، مدركة أن التحرير لن يكون إلا بالكفاح والإرادة الصلبة.

منذ ذلك اليوم، وعبر السنوات التي تلت تلك اللحظة التاريخية، بدأت شرارة الشهيد رامي في إشعال قلوب المناضلين في كل أرجاء الجنوب، فأصبح صدى نضاله يتردد في أزقة تريم وحواريها المشتعلة بروح المقاومة. فقد شهدنا، بعد ذلك، تحول المشهد الجنوبي إلى لوحة نضالية بديعة؛ حيث تصدرت القوات المسلحة الجنوبية الصفوف، وطُردت قوات الاحتلال من معظم المناطق، معلنة انتهاء حقبة من الظلم والاستبداد. إن حضرموت اليوم ليست مجرد قطعة من الوطن، بل هي رمز لحرية لا تعرف الانكسار وإرادة صلبة لا تقهر

لم يكن الشهيد رامي مجرد شابٍ حمل الحلم الجنوبي في قلبه، بل كان رمزًا لمقاومة جيل كامل رفض الذل والاستعباد، ودفع حياته ثمنًا لموقفه الثابت ضد الاحتلال. كانت أزقة مدينة تريم حينها شاهدة على الغضب المتأجج في النفوس، حيث رايات الجنوب ترفرف، والهتافات تعانق السماء، والمقاومة تتجذر في الأرض، مُعلنة أن لا مكان للغزاة بين الأحرار.

واليوم، وبعد اثني عشر عامًا على استشهاده، يتجلى المشهد أوضح من أي وقت مضى الجنوب اليوم ليس كما كان، فقد تحول الدم الذي سُفك ظلمًا إلى وقود للنضال، وأصبح الحلم الذي استشهد من أجله الشهيد رامي أقرب من أي وقت مضى. القوات الجنوبية تقف اليوم سدًا منيعًا، تحمي الأرض وتصون الكرامة، والمحتل الذي أطلق رصاصته الغادرة بات يعيش أيامه الأخيرة في وادي حضرموت والمهرة، تمامًا كما رحل من معظم مناطق الجنوب صاغرًا يجر أذيال الهزيمة.

إن الشهيد رامي البر لم يكن مجرد اسم عابر في مسيرة النضال الجنوبي، بل كان الشرارة التي أيقظت وعينا، والصوت الذي لم يزل يتردد في أرجاء الوطن، يؤكد لنا أن النصر حتمي، وأن لا مكان للاحتلال بيننا، وأن الدم الذي سال لن يضيع هدراً، بل سيكون العهد الذي نقطعه على أنفسنا بالمضي قدمًا حتى تحرير كامل الأرض، واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة، التي ضحى من أجلها الأحرار، وفي مقدمتهم الشهيد رامي البر، الذي سيبقى أيقونة للثورة، وملهمًا للأجيال القادمة، حتى يتحقق حلمه في وطنٍ حر، كريم، ومستقل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة حضرموت 21 , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى