افتتاحية #حضرموت21 حضرموت في قلب المعادلة السياسية – قراءة في خطاب الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي

(حضرموت21) خاص 

 

في لحظة سياسية مفصلية، شهدت مدينة المكلا خطابًا بالغ الأهمية للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، حمل في طياته رسائل استراتيجية متعددة الأبعاد، تستهدف تعزيز الحضور السياسي لحضرموت في المشهد الجنوبي وترسيخ دورها كمركز أساسي في معادلة التوازنات الإقليمية. جاء الخطاب في توقيت حساس، حيث تتشابك التحديات الأمنية والاقتصادية مع محاولات القوى المناوئة لطمس الهوية الجنوبية واستنزاف مواردها، مما جعل هذا اللقاء محطة محورية لإعادة ترتيب الأولويات وتحديد المسار المستقبلي للجنوب.

 

حضرموت.. قلب الهوية الجنوبية وأساس النضال الوطني

 

أكد الرئيس الزُبيدي في خطابه أن حضرموت ليست مجرد محافظة جنوبية، بل هي ركيزة أساسية في المشروع الوطني الجنوبي، تجمع بين الإرث التاريخي والتطلعات المستقبلية. هذا التأكيد لم يكن مجرد خطاب سياسي، بل رؤية استراتيجية تعكس الوعي العميق بمكانة حضرموت في مسيرة النضال، وهو ما يفسر دعوته الواضحة إلى تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بأنفسهم، بعيدًا عن محاولات فرض الوصاية المركزية التي لم تجلب إلا الفوضى والتهميش. إن إعادة الاعتبار للهوية الحضرمية في سياقها الجنوبي تعني في جوهرها الاعتراف بالدور الريادي لأبنائها في استكمال مسيرة التحرير والاستقلال.

 

الاقتصاد.. معركة استعادة الحقوق وحماية الثروات

 

من أبرز المحاور التي تناولها الخطاب، كان ملف الثروات الطبيعية، وعلى رأسها النفط، حيث شدد الرئيس الزُبيدي على أن ثروات الجنوب، وخصوصًا تلك التي تزخر بها حضرموت، ينبغي أن تعود لأهلها، بعيدًا عن سياسات النهب المنظم التي مارستها قوى النفوذ لعقود. إن هذا الطرح يعكس التزامًا واضحًا بمبدأ العدالة الاقتصادية، والذي يرتكز على ضمان التوزيع العادل للموارد، وتوظيفها في مشاريع تنموية تسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين. ومن هنا، يصبح تأمين المنشآت النفطية وحمايتها من أي تدخلات خارجية أولوية وطنية، في إطار استعادة السيادة الاقتصادية وإرساء دعائم دولة جنوبية مستقلة تمتلك قرارها الاقتصادي بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.

 

الأمن والاستقرار.. التحدي الأكبر في ظل التهديدات المستمرة

 

لم يكن البعد الأمني غائبًا عن خطاب الرئيس الزُبيدي، بل شكّل أحد المرتكزات الأساسية التي ركز عليها، خصوصًا في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجهها حضرموت. فالحديث عن الدور البطولي لقوات النخبة الحضرمية لم يكن مجرد إشادة رمزية، بل رسالة تأكيد على أن أمن الجنوب يبدأ من حضرموت، وأن تمكين القوات المحلية هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار ومواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن، سواء من قبل التنظيمات الإرهابية أو المليشيات التي تسعى لاستغلال الثغرات الأمنية لتحقيق أهداف مشبوهة. كما أكد الرئيس على ضرورة تعزيز الشراكات الأمنية مع التحالف العربي، وبالأخص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لضمان تحصين الجنوب ضد أي مخاطر محتملة.

 

السياسة الخارجية.. بين رفض الوصاية وتعزيز الشراكات

 

على الصعيد السياسي، حمل الخطاب رسالة واضحة مفادها أن الجنوب لن يكون ساحة مفتوحة للمساومات الإقليمية، وأن أي حوار أو تفاوض يجب أن يكون قائمًا على مبدأ احترام إرادة الشعب الجنوبي وحقوقه المشروعة. إن تأكيد الرئيس الزُبيدي على أهمية الشراكات الإقليمية والدولية لا يعني القبول بالوصاية، بل هو سعي لتعزيز مكانة الجنوب كفاعل سياسي مستقل قادر على بناء تحالفاته بما يخدم مصالحه الوطنية. كما أن الانفتاح على الحوار مع كافة الأطراف يعكس نهجًا براغماتيًا يسعى إلى تحقيق التوافق الداخلي، بعيدًا عن أي محاولات لفرض حلول لا تتماشى مع الإرادة الشعبية.

 

الاستعداد لمرحلة الحسم.. تفويض شعبي ومسار لا رجعة فيه

 

أحد أهم الرسائل التي حملها الخطاب، كان التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحرك وفق تفويض شعبي واسع، وهو ما يمنحه الشرعية لاتخاذ القرارات الحاسمة في اللحظات التاريخية. وفي هذا السياق، جاء التلميح إلى إمكانية اتخاذ خطوات تتجاوز الأطر التقليدية إذا استدعت الظروف ذلك، في إشارة واضحة إلى أن الجنوب لن يكون رهينة لأي حسابات سياسية تتعارض مع مصالحه العليا. هذا التأكيد يعكس مستوى الجاهزية والاستعداد للتعامل مع أي تطورات قد تفرضها المرحلة المقبلة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

 

ختامًا.. حضرموت في صلب المعادلة السياسية للجنوب

 

إن خطاب الرئيس الزُبيدي في المكلا لم يكن مجرد حديث سياسي تقليدي، بل كان بمثابة إعلان واضح عن مرحلة جديدة في مسار الجنوب، مرحلة ترتكز على استعادة الحقوق، وترسيخ السيادة، وتعزيز الحضور السياسي داخليًا وخارجيًا. لقد حملت كلماته رسالة تطمين لأبناء حضرموت بأن دورهم في مستقبل الجنوب محفوظ ومصان، ورسالة تحدٍّ لكل من يحاول فرض واقع لا يعكس إرادة الشعب. وفي ظل هذه التحديات، فإن الخيار الوحيد أمام أبناء الجنوب هو التمسك بوحدتهم الوطنية، وتعزيز تماسكهم السياسي، والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافهم المشروعة، مهما كانت التحديات.

 

إن ما يجري اليوم في حضرموت ليس مجرد تطور عابر، بل هو إعادة تشكيل للمشهد السياسي الجنوبي وفق معادلات جديدة، يكون فيها لأبناء حضرموت موقع الريادة والقيادة، في إطار جنوب يسوده العدل، ويحكمه أبناؤه، ويحقق لأهله تطلعاتهم في الأمن والتنمية والاستقرار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة حضرموت 21 , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من حضرموت 21 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى