الرئيس الزُبيدي في شبوة.. رسائل ترسم ملامح المستقبل

زيارة مهمة تتضمن رسائل عديدة في ليلة رمضانية حاشدة، أجراها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لمحافظة شبوة.
رسائل الرئيس الزُبيدي جاءت شاملة ووافية تناولت مختلف الملفات وبعثت بتأكيدات واضحة بأن الجنوب العربي عازم على مجابهة كل التحديات والتهديدات التي تتعرض لها محافظة شبوة.
وتبعث هذه الرسائل، بطمأنة كبيرة حول مسار الجنوب في الفترة المقبلة، وقدرته على تحصين شبوة من استهدافها من قبل القوى المعادية سواء أمنيًّا أو على صعيد العمل على نهب ثرواتها.
زيارة الرئيس الزُبيدي تضمنت حفلًا خطابيًّا حاشدًا أقامته السلطة المحلية بمحافظة شبوة، احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له إلى المحافظة.
جاء ذلك بحضور محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير، وعدد من أعضاء هيئة الرئاسة، ووزراء المجلس في الحكومة، ورؤساء الهيئات المساعدة، وقيادات السلطة المحلية، والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي، والقادة العسكريين والأمنيين، ووجهاء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية وممثلين عن قطاعي الشباب والمرأة.
وألقى الرئيس القائد الزُبيدي، كلمة شديدة الأهمية تخللها الكثير من الرسائل، بدأها بالتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وقال: “نلتقي في هذه الليلة المباركة من ليالي الشهر الفضيل، مجددين اللقاء هنا في محافظة شبوة الأبية، شبوة الباسلة التي نستمد منها روح الثورة والمقاومة”.
تحدث الرئيس الزُبيدي عن أهمية محافظة شبوة، قائلًا إنها كانت وعلى امتداد التاريخ الجنوبي، قبلة الأحرار ومنطلق الثوار، وعنوان الرفض لقوى الاحتلال والإرهاب.
وأضاف: “نُحيي شبوة الأصالة، برَّها وبحرها، سهولها وجبالها الشامخة، تحية لشبوة، أرض النشامى على امتداد خارطتها الجغرافية، وإرثها العريق الضارب في جذور التاريخ”.
الرئيس الزُبيدي تحدث عن أهمية هذه الزيارة، حيث شدد على أنها بلا شك زيارة استثنائية لمحافظة استثنائية، وقال: “وصلنا إلى هذه المحافظة العزيزة، لمواصلة الجهود التي بذلتها فرق النزول الميداني، التي سبق أن كُلِّفت بزيارة محافظات الجنوب كافة لتلمس أوضاعها.
وأضاف: “اليوم، نحط رحالنا هنا في شبوة للاطلاع على أوضاعها، وتلمس هموم وتطلعات أبنائها، والالتحام بهم والاستماع إليهم”.
تناول الرئيس الزُبيدي الوضع في شبوة، قائلًا – بحزم وبتعهد قاطع: “أتينا ومعنا وزراؤنا في الحكومة لنقف على مجمل التحديات التي تواجهها المحافظة، وسنعمل على مساندة جهود السلطة المحلية لمعالجة تلك القضايا بما توفر من إمكانيات، وسنبذل كل ما بوسعنا للانتصار لشبوة وحق أبنائها في العيش بكرامة”.
شدد الرئيس كذلك على أن شبوة تتحلى بموقع جغرافي متميز، وفيها من الإمكانيات الاقتصادية والبشرية ما يجعلها محافظة رائدة في شتى المجالات.
وقال الرئيس: “آن الأوان لأن يستفيد أبناء شبوة من خيرات محافظتهم، وسنكون من واقع مسؤوليتنا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، إلى جانبهم، وسنعمل على تمكينهم من إدارة شؤون محافظتهم بأنفسهم، فقد حان الوقت لأن تحظى شبوة باستقلالية اقتصادية وعسكرية من خلال إنشاء مؤسسات اقتصادية ونفطية وعلى رأسها شركة بتروشبوة، واعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة بعيدًا عن وصاية الغير، ولقد دشنا اليوم المطار، وسيتبع ذلك الميناء، ودعمنا المتواصل لمحافظة شبوة اقتصاديًّا وتنمويًّا وأمنيًّا”.
رسائل الرئيس الزُبيدي تخللها التأكيد على أن هناك إدراكًا لحجم التحديات التي تواجهها المحافظة رغم ما تزخر به من خيرات وثروات.
ونوه بأن موقع شبوة ومقوماتها الاقتصادية جعلاها في مرمى قوى الشر، وفي مقدمتها مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، وأضاف: “لسنا بغافلين عن التحركات الخبيثة لتلك الجماعات التي تحلم عبثًا بالعودة للسيطرة على المحافظة.
واستكمل: “لا ننسى قبل ذلك، التضحيات الجسيمة والمشرّفة التي اجترحها أبناء شبوة الأبطال في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، لا سيما في مديريات بيحان التي شهدت مواجهات ومعارك استثنائية قدمت فيها شبوة الباسلة أكثر من ألف شهيد، وانتهت بمعركة فاصلة سطرها ابناء الجنوب وابناء شبوة سويًا (معركة إعصار الجنوب) في تأكيد واضح على واحدية الهدف والمصير، وعلى أهمية هذه المحافظة الاستراتيجية”.
رسائل الرئيس تتضمن رسالة تحذير قوية وحاسمة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار شبوة، فقال: “صبرنا ليس ضعفًا، وعزمنا لا يلين، وشعبنا الصامد، إلى جانب قواتنا المسلحة الجنوبية، في أهبة الاستعداد للدفاع عن مكتسباته الوطنية”.
وأضاف الرئيس الزُبيدي: “لن نسمح، بأي حال من الأحوال، لأي جهة تحمل أجندات تخريبية بأن تعبث بأرض شبوة وكل شبر في أرض الجنوب الطاهرة أو تهدد أمن واستقرار بلادنا”.
تناول الرئيس الزُبيدي في رسائله، الوضع الحالي في البلاد، قائلا: “بلادنا تمر بمرحلة حساسة فرضتها الظروف وتقاطع المصالح، وهو ما يتطلب اليوم مزيدًا من التلاحم والاصطفاف ونبذ الفرقة، ومحاربة كل الظواهر الدخيلة على شعبنا، وفي مقدمتها ظاهرة الثأر، التي استخدمها الاحتلال كوسيلة خبيثة لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي على أمل كبح إرادته الجمعية”.
وأضاف: “حريٌّ بنا اليوم أن نبدأ العمل، كلٌّ من موقعه، للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال نشر قيم التصالح والتسامح، والمعالجات الجادة نحو جنوب خالٍ من الثأر. وهذا ما قامت عليه أدبيات المجلس الانتقالي وأكدته مبادئ الميثاق الوطني الجنوبي، وسنعمل في قادم الأيام على بذل الجهود اللازمة لمعالجة ملف وقضايا الثأرات في المحافظة، ولن يتحقق ذلك دون تعاون جاد واستشعار المسؤولية حيال ذلك”.
شدد الرئيس الزُبيدي كذلك على أن التوافقات والشراكات التي اقتضتها المرحلة السابقة لم تكن بأي حال من الأحوال تنازلًا أو تراجعًا عن الأهداف الاستراتيجية، بل أتت كضرورة فرضتها الظروف لإنقاذ شعبنا من تداعيات الأزمات الممنهجة.
وأضاف: “نواصل اليوم قيادة ذات المعترك، الذي نخوض فيه حربًا مفتوحة على كل الجبهات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وحتما سننتصر بعون الله، وبعزيمتنا وبإرادة شعبنا الصامد”.
وجه الرئيس الزُبيدي رسالة شكر وتقدير للجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة المحلية في المحافظة، بقيادة المحافظ عوض محمد بن الوزير، الذي تمكّن في وقت وجيز، من قيادة المحافظة إلى برّ الأمن والأمان والاستقرار، وعمل بكل تفانٍ وإخلاص لقيادتها نحو التنمية والبناء.
كما حرص الرئيس على توجيه التحية للأبطال الأشاوس في قوات دفاع شبوة وألوية العمالقة الجنوبية، وألوية المقاومة الجنوبية، الذين كان لهم الدور الأبرز في التصدي الباسل لقوى الاحتلال والإرهاب، التي حاولت عبثًا العودة لاحتلال المحافظة.
أكد الرئيس الزُبيدي في هذا الصدد أن هذه فرصة ليجدد المجلس الانتقالي الجنوبي، وموقف مجلس القيادة الرئاسي، الداعم للسلطة المحلية في محافظة شبوة، والقوات الأمنية والعسكرية المكلفة بتأمين الحدود وحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، وفي مقدمتها قوات دفاع شبوة، التي أثبتت كفاءتها في تنفيذ ما أُوكل إليها من مهام أمنية وقتالية، لتجسد مسماها على أرض الواقع.
وتابع الرئيس: “لمحافظة شبوة في نفسي مكانة خاصة، علاوة على أهميتها ومكانتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن هذا المنطلق اؤكد لكم جميعاً إنني أولي لهذه المحافظة وأبنائها أهمية خاصة، وسنكون عند حسن ظنكم بما يخدمكم ويعزز من حضوركم، ويضمن حماية المحافظة وصيانة المنجزات التي تحققت فيها”.
كما تضمنت رسائل الرئيس الزُبيدي توجيه الشكر والتقدير والامتنان للأشقاء في دولة الإمارات الذين قدموا في إطار التحالف الذي تقوده السعودية لمحافظة شبوة وعموم المحافظات المحررة الدعم السخي في مختلف الجوانب، وفي مقدمتها دعمهم اللامحدود للقوات الأمنية والعسكرية وتأهيلها ورفدها بكل الإمكانيات للقيام بمهامها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.