الرسائل الكاملة للرئيس الزُبيدي في عدن.. عزيمة وطمأنة في مجابهة التحديات

اجتماع مهم يتضمن الكثير من الرسائل، بعث بها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال لقائه مع قيادات السلطة المحلية والمجلس الانتقالي والقادة العسكريين والأمنيين والشخصيات الاجتماعية بالعاصمة عدن.

عُقد اللقاء في خضم مرحلة مهمة تتخللها الكثير من التحديات التي تتعرض لها العاصمة عدن، وفي مقدمتها حرب الخدمات التي تشعلها القوى المعادية عملًا على جعل العاصمة غارقة بين براثن فوضى شاملة.

كلمة الرئيس الزُبيدي جاءت شافية ووافية، بدأت بتوجيه التهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، سائلًا الله العلي القدير أن يجعله شهر خير ورحمة وأمن واستقرار على وطننا وشعبنا، وأن يعيده على الجنوبيين وقد تحقق لهم ما يصبون إليه من عزّ وكرامة وازدهار.

استهل الرئيس حديثه بالحديث عن لحظة نصر تاريخية، حيث أشار إلى تسجيل العاصمة عدن يومًا تاريخيًّا في 27 رمضان من عام 2015، عندما حقق الشباب الأبطال من أبناء عدن وجميع محافظات الجنوب نصرًا تاريخيًّا ضد الميليشيات الحوثية، وأعلنوا تحرير هذه المدينة من دنس الغزاة.

قال الرئيس في هذا الصدد: «لا ننسى قوافل الشهداء الذين سقطوا على درب التحرير، وفي مقدمتهم الشهيد البطل القائد علي ناصر هادي، وشهداء التحالف العربي من أبطال القوات الإماراتية، وعلى رأسهم الشهيد البطل الملازم عبدالعزيز الكعبي، الذي ارتقى شهيدًا على تراب هذه الأرض أثناء اقتحام مطار عدن وتحريره».

وأضاف: “ونحن نستذكر هذا اليوم المجيد الذي تحررت فيه هذه المدينة من الغزو الحوثي، حريٌّ بنا أن نتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت بها عدن بعد إعلان تحريرها”.

أشار الرئيس القائد إلى أن العاصمة كادت أن تسقط بأيدي جماعات الإرهاب من القاعدة وداعش، التي سعت للسيطرة عليها وإعلانها إمارة إسلامية، وقد دشنت هذه الجماعات خطتها الدموية باغتيال محافظ المحافظة حينها، الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، وتمكنت من السيطرة على مدينة المنصورة وضواحيها، وحاولت اقتحام ميناء عدن واستهداف المطار، ثم تحولت لاحقًا إلى استهداف القوات الأمنية الناشئة في ذلك الوقت، فشنت هجماتها الإرهابية على معسكرات التدريب في الصولبان ومعسكري بدر، ورأس عباس، ونفذت جرائم قتل جماعي بالسيارات المفخخة، استهدفت شبابنا المنخرطين في السلك العسكري والأمني.

تحدث الرئيس الزُبيدي عن القيمة الكبيرة التي تحظى بها العاصمة عدن، قائلا إنها مدينة عالمية لها خصوصيتها ومكانتها التاريخية والسياسية والاجتماعية، وتنوعها الحضاري، إذ سجلت حضورها في التاريخ المعاصر كملتقى للحضارات، وظلت على مدى عقود رمزًا للتعايش والتسامح والسلام والوئام.

أكّد الرئيس كذلك أن النهوض بعدن ليس خيارًا، بل هو واجب وطني وأخلاقي، يتطلب منا جميعًا العمل يدًا بيد، وبروح الفريق الواحد، لتعزيز العمل المؤسسي، ومكافحة الفساد، وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية، وتجاوز التحديات التي أفرزتها السنوات الماضية من التدهور الإداري والاقتصادي والخدماتي.

وصرح في هذا الصدد أيضًا: “على الرغم من ثقل التركة، فإننا على ثقة بأننا قادرون، بإرادة أبناء عدن وبدعم الشرفاء، على تجاوز التحديات، وإعادة بناء هذه المدينة العظيمة وتهيئتها كعاصمة تحتضن مكاتب المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية في المستقبل القريب”.

الأوضاع المعيشية المتردية كانت حاضرة بقوة في كلمة الرئيس القائد الزُبيدي، حيث أكد أن هناك وعيًا لحجم المعاناة التي يعيشها أهالي العاصمة عدن، وقال: “نتفهم ذلك جيدًا، ونعمل من واقع مسؤوليتنا، سواء في مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة، على تقديم كل ما بوسعنا لهذه المدينة وأهلها الكرام، وسنواصل العمل بكل تفانٍ وإخلاص وفق خطة استراتيجية”.

هذه الخطة الاستراتيجية تهدف – وفق تأكيدات الرئيس القائد – إلى استعادة الدور الاقتصادي والتنموي للمؤسسات الاقتصادية والسيادية في العاصمة عدن.

وفي مقدمة هذه المؤسسات تشغيل المصافي، وتطوير الموانئ، والنهوض بالقطاع السمكي، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع مستدامة في قطاع الكهرباء، وهو ما بدأ بإنشاء محطة الطاقة الشمسية بدعم الأشقاء في دولة الإمارات، وستليها مرحلة ثانية لتوسعة المحطة وإنشاء أنظمة تخزين.

تحدث الرئيس الزُبيدي، عن أنه جرى العمل خلال السنوات الماضية على العمل بجدٍ واجتهادٍ لبناء منظومة أمنية قوية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لتقوم بمهامها في حفظ أمن واستقرار هذه المدينة والمحافظات المجاورة.

وقال الرئيس القائد: “ما نعيشه اليوم من حالة أمنية مستقرة هو ثمرة جهود كبيرة ومضنية بُذلت في هذا الجانب، وعلينا اليوم مسؤولية وطنية وأخلاقية للوقوف إلى جانب قواتنا الأمنية ومساندة جهودها، فالمتربصون كُثر، وفي مقدمتهم الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي تعمل ليل نهار على النيل من أمن واستقرار هذه المدينة، وإثارة الفوضى فيها عبر عناصر مأجورة تُستخدم لتنفيذ أجنداتها الإرهابية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب”.

كلمة الرئيس الزُبيدي تضمن رسالة للشباب، قال فيها: “ثقوا بأننا معكم وإلى جانبكم، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة على تمكينكم في مختلف المجالات. وكما انتصرنا لحقوق المبعدين والمسرحين قسرًا من أبناء شعبنا في المجالين المدني والعسكري، سنواصل العمل لانتزاع حقكم في الوظيفة العامة، والتدريب، والتأهيل”.

وأضاف: “وجهنا الحكومة باعتماد 17 ألف وظيفة للشباب الخريجين، وسنعمل على أن تكون عدن أولوية في كافة الاستحقاقات”.

كلمة الرئيس الزُبيدي اختتمها بالدعوة إلى التلاحم والاصطفاف، والعمل بروح الفريق الواحد لأجل عدن وأهلها، وقال: “سنكون معكم وإلى جانبكم بكل ما نستطيع”.

رسائل الرئيس الزُبيدي جاءت واضحة وتناولت مختلف الملفات، وحملت تأكيدات واضحة حول أن القيادة الجنوبية معنية بالعمل على مجابهة مختلف صنوف التحديات، التي تحيط بالعاصمة عدن باعتبارها عنوان السيادة الوطنية.

تبعث هذه الرسائل بطمأنة في أواسط الجنوبيين، بأن المجلس الانتقالي سيظل يُشكل حماية وتحصينًا للعاصمة عدن، من مخططات مشبوهة تستهدف اختراق منظومتها الأمنية وجعلها مرتعًا للفوضى الشاملة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى