اجتماع استثنائي للرئيس الزُبيدي.. الجنوب يفرض واقعه والمجلس يكشف عن أوراق الضغط (أهم الدلالات)

في توقيت حساس ووسط تحديات داخلية كبيرة، عقد الرئيس عيدروس الزُبيدي اجتماعًا موسعًا لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء محمّلًا برسائل سياسية وعسكرية واقتصادية تعكس حجم التحولات التي يشهدها الجنوب.
و لم يكن الاجتماع مجرد استعراض للموقف، بل خطوة تعزز موقع الانتقالي كلاعب رئيسي في المشهد السياسي، وتكشف حجم التحديات التي تواجهه في المرحلة المقبلة.
الانتقالي.. من الفعل السياسي إلى فرض المعادلة
ومن أهم دلالات الاجتماع أنه لم يعد المجلس الانتقالي مجرد كيان سياسي يتفاعل مع الأحداث، بل أصبح صانعًا لها، فارضًا نفسه كرقم صعب في المشهد، حضوره في السلطة، وتحركاته الدبلوماسية، وخطابه السياسي، كلها تؤكد أنه تجاوز مرحلة المطالبة إلى مرحلة الأمر الواقع وهو ما اشار له الاجتماع بوضوح.
ويعكس الاجتماع الذي ضم مختلف هيئات المجلس، من وزراء ومستشارين، أن الانتقالي يدير الجنوب بعقلية الدولة، وليس كطرف معارض، وهذه النقلة النوعية تمثل تحديًا لمنافسيه، لكنها في الوقت ذاته تضع عليه مسؤوليات تتجاوز العمل السياسي إلى إدارة الملفات الأكثر تعقيدًا، وعلى رأسها الاقتصاد والخدمات.
ودوليًا، حضور المجلس في المشهد لم يعد محل جدل، بل بات جزءًا من أي حسابات تتعلق بالجنوب، والواقع الجديد يفرض على الأطراف الأخرى الاعتراف به كطرف رئيسي، حتى وإن جاء ذلك على مضض، كما أشار الزُبيدي خلال الاجتماع.
القوات الجنوبية.. من التشكيلات إلى جيش منظم
والتطور اللافت في الخطاب السياسي للانتقالي هو التأكيد على أن القوات الجنوبية لم تعد مجرد تشكيلات أمنية، بل جيش نظامي له قدرات وإمكانات دفاعية، هذا التحول ليس مجرد توصيف، بل رسالة واضحة بأن الجنوب لم يعد يعتمد على أي قوة خارجية لضمان أمنه.
وتنظيم القوات يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الاستقرار الداخلي، وتأمين الأرض، في ظل التحديات الأمنية المستمرة، و كما أن هذا الواقع يجعل أي محاولة لتهميش الجنوب عسكريًا أمرًا غير واقعي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية في المنطقة.
ويمنح وجود قوة عسكرية منظمة الانتقالي ورقة ضغط إضافية في أي مفاوضات قادمة، حيث يصبح الأمن أحد العوامل الحاسمة في تحديد مستقبل الجنوب، وليس فقط الجانب السياسي.
الاقتصاد.. المعركة الأكثر تعقيدًا
ورغم الإنجازات السياسية والعسكرية، لا يزال الملف الاقتصادي يمثل التحدي الأكبر للانتقالي، حيث كشف الاجتماع عن إدراك عميق لحجم الأزمة، حيث تطرق الحاضرون إلى انهيار العملة، توقف الإيرادات، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وهي ملفات تهدد الاستقرار العام.
و معالجة هذه التحديات ليست بالأمر السهل، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي، ورغم محاولات الحكومة والمجلس اتخاذ خطوات للتخفيف من الأزمة، إلا أن الحلول المتاحة لا تزال محدودة، في ظل استمرار العوامل التي تعيق تحسن الوضع الاقتصادي، مثل توقف تصدير النفط وضعف الإيرادات.
ويعكس الحديث عن تحسين الخدمات وضمان الاستقرار الاقتصادي محاولة المجلس تقديم نفسه كجهة مسؤولة، لكنه في الوقت ذاته يضعه تحت اختبار صعب، فالمواطن الجنوبي لم يعد يقبل بالوعود، بل يريد نتائج ملموسة على الأرض.
الحوار الوطني.. بين الضرورة والقيود
و يدرك الانتقالي أن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى حلول سياسية مستدامة، لكنه في الوقت ذاته يرى أن الحوار يجب أن يكون على أسس واضحة، فالقضية الجنوبية لم تعد محل نقاش حول شرعيتها، بل حول كيفية تحقيقها.
والتأكيد على استمرار الحوار يعكس رغبة المجلس في التعامل بمرونة سياسية، لكنه أيضًا يضع حدودًا لما يمكن القبول به، فالتفاوض لا يعني تقديم تنازلات على حساب تطلعات الجنوبيين، بل البحث عن أفضل السبل لتحقيقها دون اللجوء إلى العنف أو التصعيد.
لكن العقبة الأساسية تبقى في الأطراف الأخرى التي لا تزال تتعامل مع الجنوب كملف تفاوضي وليس كواقع سياسي، وهو ما يجعل من الصعب الوصول إلى تفاهمات حقيقية دون تغيير في مواقف القوى الفاعلة.
الرسالة الأهم
وبين كل التصريحات والمناقشات، تبقى الرسالة الأبرز لهذا الاجتماع أن الجنوب لم يعد ورقة تفاوضية يتم تأجيلها أو التلاعب بها، بل أصبح حقيقة سياسية وعسكرية على الأرض، من يريد التفاوض، عليه أن يتعامل مع الجنوب كطرف مكافئ، وليس كجهة تنتظر الاعتراف.
وهذا الاجتماع ليس مجرد لقاء إداري، بل محطة فاصلة تؤكد أن الانتقالي لم يعد يتحرك في إطار رد الفعل، بل في إطار صناعة المستقبل، وسط واقع يفرض نفسه على الجميع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.