ثلاثة مرتكزاتٍ أساسيَّةٍ للشباب الذين يرغبون في الدخول إلى عالم العمل السياسي


(صوت الشعب) كتبه / د. جاسم سلطان:

في ظلِّ التغيُّرات السياسيَّة الكبيرة التي نشهدها، يمكن تقديم ثلاثة مرتكزاتٍ أساسيَّةٍ للشباب الذين يرغبون في الدخول إلى عالم العمل السياسيِّ:

المرتكزات الأساسيَّة للعمل السياسي:

● المرتكز الأوَّل: امتلاك ثقافة دولةٍ

مِن الضروريِّ أن يمتلك الشباب ثقافةً عميقةً وشاملةً عن الدولة وكيفيَّة عملها. وهذا يتطلَّب برامج تعليميَّةً منظَّمةً؛ مثل: برنامج “منتظم الدولة”، الذي يهدف إلى تهيئة الشباب لفهم قضايا المجتمع والحياة بشكلٍ معمَّقٍ، فالثقافة التأسيسيَّة هي مفتاح الانخراط في السياسة بطريقةٍ مدروسةٍ.

● المرتكز الثاني: التدريب المبكّر

ينبغي على الشباب أن يتدَّربوا بشكلٍ مبكّرٍ في منظَّمات المجتمع المدنيِّ، والجامعات، والمؤسَّسات المختلفة؛ فالمشاركة في هذه البنى الاجتماعيَّة تمنحهم فرصةً للتعلُّم واكتساب الخبرات. بالإضافة إلى ذلك، يُفضَّل أن ينضمُّوا إلى أحزابٍ سياسيَّةٍ لتعلُّم أساليب العمل السياسيِّ على أرض الواقع. وإذا أُتيحت لهم الفرصة للعمل في وزارةٍ أو جهةٍ حكوميَّةٍ، فإنَّ ذلك يمنحهم فهماً عمليّاً لكيفيَّة سير العمليَّة السياسيَّة.

● المرتكز الثالث: اكتساب المهارات الأساسيَّة

إلى جانب الثقافة والتدريب، يجب أن يكتسب الشباب مهاراتٍ أساسيَّةً؛ مثل:

– فنّ الخطابة.
– فنّ التفاوض.
– بناء العلاقات والشبكات الاجتماعيَّة.

هذه المهارات تُعدُّ ضروريَّةً لأيِّ شخصٍ يخطِّط للدخول في المجال السياسيِّ؛ لأنَّها تمكِّنه مِن التواصل الفعَّال والعمل بكفاءةٍ.

الجيوبوليتيك والثقافة التأسيسيَّة

عند الحديث عن الثقافة التأسيسيَّة، لا بدَّ من تضمين موادَّ تتعلَّق بالجغرافيا السياسيَّة (الجيوبوليتيك) وتشكُّل العالم المعاصر؛ سواءٌ في السياق العربيِّ أو العالميِّ. هذه الموادُّ لا تغني عن المعرفة التاريخيَّة الداعمة التي تُكسِب السياسيَّ فهماً عميقاً لتجارب الأمم.

على سبيل المثال، كان القادة الغربيُّون في الماضي يمتلكون خلفيَّاتٍ ثقافيَّةً ومعرفيَّةً واسعةً؛ مثل “تشرشل” الذي كان مؤرّخاً ورسَّاماً بارزاً إلى جانب دوره السياسيِّ. أما اليوم؛ فإنَّ العديد من القادة الجدد في الغرب يفتقرون لهذه الخلفيَّات؛ ممَّا أدَّى إلى تراجعٍ في مستوى القيادة السياسيَّة. لذا؛ يحتاج الشباب إلى بناء خلفيَّةٍ معرفيَّةٍ قويَّةٍ مثل نهرٍ متدفّقٍ من المعرفة المتعدِّدة المجالات؛ ليستطيعوا التفاعل مع العالم بفعاليَّةٍ.

خلاصة:

للنهوض بمستوى الشباب في العمل السياسيِّ، يجب توفير بيئةٍ تعليميَّةٍ وتدريبيَّةٍ تدعمهم بثقافة الدولة، وفرص التدريب العمليِّ، والمهارات الأساسيَّة.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإنَّ القراءة والمعرفة العميقة أو التفاعل مع مفكّرين بارزين، يمكن أن يمنحهم ذلك كلُّه القدرة على الاشتباك الفكريِّ مع العالم بشكلٍ مؤثِّرٍ وفعَّالٍ.

——————
نشرت في مركز المعرفة للدراسات والابحاث الاستراتيجية

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى