قبل رمضان.. عدن تواجه الغلاء وتدهور الخدمات
![](https://7adramout.net/wp-content/uploads/2025/02/8951f1be-f63d-4a83-8c20-cfb8eaa1523d.jpg)
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة عدن أوضاعًا معيشية واقتصادية هي الأصعب منذ سنوات، حيث أصبح الاستعداد للشهر الكريم عبئًا ثقيلًا على كاهل المواطنين في ظل انهيار العملة المحلية، تأخر صرف الرواتب، الغلاء الجنوني في الأسعار، وتدهور الخدمات الأساسية.
الأجواء التي كانت في السنوات الماضية تحمل نكهة خاصة بانتظار الشهر الفضيل، باتت هذا العام مشوبة بالقلق والاستياء، في ظل ظروف معيشية دفعت كثيرًا من الأسر إلى تقليص نفقاتها الأساسية وحتى الاستغناء عن بعض الطقوس الرمضانية التي كانت تعتبر من المسلمات.
الأسواق شبه خالية والأسعار تحلق
في جولة ميدانية داخل أسواق الشيخ عثمان وكريتر، بدا واضحًا انخفاض حركة الشراء بشكل لافت المحلات التجارية التي كانت تستعد عادة لاستقبال زبائن يتهافتون على شراء مستلزمات رمضان بدت شبه خالية، وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية.
يقول عمر عبدالرحمن، صاحب محل لبيع المواد الغذائية:في مثل هذا الوقت من كل عام، كان السوق يشهد إقبالًا كبيرًا، لكن الآن الأمور مختلفة الأسعار ارتفعت بنسبة تصل إلى 50% على بعض السلع، والزبائن أصبحوا يترددون كثيرًا قبل شراء أي شيء.”
أما المواطن محمد أحمد، موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال، فيقول بحسرة:كل عام كنا نحاول أن نجعل من رمضان فرصة للفرح واللمة العائلية، لكن هذا العام الوضع صعب جدًا راتبي لا يكفي لتأمين مستلزمات أسبوع واحد فقط، والأسوأ أننا لا نعرف متى سيتم صرف الراتب القادم.”
الأزمات المالية وتأخر الرواتب تزيد المعاناة
تأخر صرف الرواتب بات أزمة خانقة تعصف بالمواطنين في عدن الموظفون الحكوميون يعانون من عدم انتظام صرف رواتبهم، وسط حديث عن عدم توفر السيولة المالية لدى الجهات الحكومية.
تقول أم محمد، معلمة في إحدى المدارس الحكومية:لم نتسلم رواتبنا منذ شهرين، ومع الارتفاع الجنوني في الأسعار، أصبح الوضع كارثيًا لا أعرف كيف سنواجه رمضان هذا العام.”
تواصل العملة المحلية انهيارها أمام الدولار، حيث سجل سعر الصرف في الأيام الأخيرة مستويات قياسية جديدة، مما انعكس مباشرة على أسعار السلع الغذائية والمواد الأساسية.
خدمات متدهورة تزيد الطين بلة
إلى جانب الأزمة الاقتصادية، يعاني أهالي عدن من تدهور مستمر في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه انقطاعات الكهرباء أصبحت تمتد لساعات طويلة، ما يفاقم معاناة المواطنين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
يقول محمد خالد، أحد سكان مديرية خور مكسر:نعيش في ظلام دامس معظم ساعات اليوم حتى عندما تأتي الكهرباء، تكون ضعيفة ولا تكفي لتشغيل الأجهزة الأساسية لا أعرف كيف سنحتمل هذا الوضع في رمضان.”
أما أم يوسف، وهي ربة منزل، فتشير إلى معاناتها مع المياه:نضطر لشراء صهاريج مياه بأسعار مرتفعة لأن المياه الحكومية لا تصل بانتظام هذا فوق مصاريف الطعام والكهرباء، الوضع أصبح لا يطاق.”
مطالبات بحلول عاجلة
في ظل هذه الأوضاع المتردية، يطالب المواطنون السلطات المحلية والحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف المعاناة، بما في ذلك صرف الرواتب في مواعيدها، تثبيت أسعار السلع، وتحسين الخدمات الأساسية.
مع كل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على جهود شعبية ومبادرات خيرية تخفف من معاناة المواطنين خلال الشهر الفضيل فيما يأمل الكثيرون أن تحمل الأيام المقبلة بعض الانفراجات أو حلولًا ولو مؤقتة تمكن الأسر من استقبال رمضان بقدر من الاستقرار والسكينة.
ويبقى السؤال الذي يشغل أذهان الجميع في عدن: هل ستتمكن السلطات من تلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين في هذا الشهر المبارك؟ أم سيبقى رمضان هذا العام شاهدًا على واحدة من أصعب الأزمات التي مرت بها المدينة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.