كيف تغذي العنصرية الفساد وتحمي الفاسدين من المحاسبة؟


تعاني المحافظات الجنوبية من ارث النظام الهالك “عفاش” الذي عزز تفشي العنصرية والمناطقية، و التي باتت تمثل عائقًا رئيسيًا أمام محاربة الفساد، وعاملًا رئيسيًا في استمرار الفاسدين في مواقعهم دون أي مساءلة، تحوّلت المناطقية من مجرد انتماء جغرافي إلى أداة لحماية الفاسدين، عبر تبرير تجاوزاتهم والدفاع عنهم لمجرد أنهم من نفس المنطقة أو القبيلة.

ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة أضعفت سلطة القانون، وجعلت الفساد ينتشر بشكل غير مسبوق، حيث يجد كل مسؤول فاسد مظلة تحميه من النقد والمحاسبة، فبدلًا من مساءلته عن الأموال التي نهبها أو القرارات الكارثية التي اتخذها أو الانجازات في عهده، يتحول النقاش إلى صراع مناطقي، وكأن محاسبته تعني استهداف المنطقة التي ينتمي إليها.

ويحذر المراقبون من أن استمرار هذا النهج يهدد مستقبل الجنوب بالكامل، حيث أصبحت الولاءات المناطقية أقوى من الولاء للوطن، مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة، وإضعاف فرص التنمية، وخلق بيئة خصبة للانقسامات الداخلية، كما أن هذه العقلية المناطقية أعطت الأعداء فرصة لاستغلال الخلافات، وجعلت الجنوب ساحة مفتوحة للصراعات، بدلًا من أن يكون موحدًا في مواجهة التحديات الكبرى.

ويؤكد المراقبون أن الحل يبدأ بمحاسبة الفاسدين دون تمييز، والتخلي عن الدفاع الأعمى عن المسؤولين لمجرد أنهم من نفس المنطقة، مشددين على ضرورة تعزيز ثقافة الكفاءة والاستحقاق، والعمل على إصلاح المؤسسات وفق معايير النزاهة، لا وفق الحسابات المناطقية الضيقة وحسابات “عيال العم” وتعيين الاقارب والأبناء.

وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل سيستيقظ الجنوبيون من وهم المناطقية، ويضعون مصلحة الجنوب فوق كل الاعتبارات؟ أم سيظل الفساد محميًا باسم القبيلة والمنطقة، ليواصل تدمير الجنوب من الداخل؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى