المحامي المكاوي يعلق على توقع الاكاديمي العراقي الوزان حول عودة اليمن موحدا!
![](https://7adramout.net/wp-content/uploads/2025/02/15d5206b-3ac2-4b32-87b7-5a5a6688cc54.jpg)
تحليل مقابلة الأكاديمي العراقي عبد الكريم الوزان حول اليمن والملفات الإقليمية
1. قراءة تحليلية لرؤيته بشأن اليمن
أبرز ما ورد في المقابلة هو توقع الأكاديمي العراقي بأن اليمن سيعود موحدًا، وأن ذلك سيتم وفق “سيناريو” لم يوضح تفاصيله بدقة. وربط هذه الفرضية بمستجدات أخرى في المنطقة، مثل الوضع في العراق وسقوط “الأذرع” هناك، إضافة إلى ارتباط الملف اليمني بمآلات الصراعات في غزة ولبنان وسوريا.
تحليل الطرح:
هذا التصور يعكس وجهة نظر تقليدية لدى بعض الأوساط العربية التي لا تزال تنظر إلى الجنوب باعتباره تابعًا للشمال، متجاهلة المتغيرات الجيوسياسية العميقة التي حدثت منذ 1994 وحتى اليوم.
الحديث عن “عودة الوحدة” دون الإشارة إلى الإرادة الشعبية في الجنوب أو موازين القوى الفعلية على الأرض يجعل الطرح نظريًا وغير واقعي، خاصة في ظل تنامي المشروع السياسي الجنوبي المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي والدعم الشعبي المتزايد لمطلب استعادة الدولة الجنوبية.
غياب أي ذكر للواقع العسكري والسياسي في الجنوب، ودور التحالف العربي، والقوى الدولية المؤثرة في الملف اليمني، يُظهر أن الطرح غير مبني على قراءة متكاملة للوضع الحالي.
2. ارتباط ملف اليمن بالصراعات الإقليمية
يربط الأكاديمي ملف اليمن بملفات غزة ولبنان وسوريا، وهو طرح قد يكون صحيحًا من حيث الترابط الجيوسياسي العام، لكنه لا يراعي أن القضية الجنوبية قضية مستقلة بجذورها وتطوراتها الخاصة، وليست مجرد ورقة في لعبة التوازنات الإقليمية.
افتراض أن سقوط نفوذ إيران في العراق واليمن سيؤدي إلى “وحدة اليمن” يتجاهل حقيقة أن الجنوب لم يكن خاضعًا لإيران، وأن تطورات الصراع ليست فقط بين الشرعية والحوثيين، بل هناك فاعلون آخرون مثل المجلس الانتقالي الذي يقود مشروعًا سياسيًا منفصلًا عن هذه المعادلة.
3. رؤية غير دقيقة حول التوازنات الدولية
تجاهل الأكاديمي الدور الذي تلعبه القوى الإقليمية والدولية في تشكيل مستقبل اليمن والجنوب، حيث أن أي سيناريو للحل سيكون مرهونًا بتفاهمات بين الأطراف الفاعلة، وليس مجرد امتداد لما يحدث في العراق أو سوريا.
لم يتطرق إلى تأثيرات الاتفاقات الدولية مثل اتفاق الرياض واتفاق الهدنة بين السعودية والحوثيين، وهو ما يعكس غياب التركيز على تفاصيل المشهد اليمني الراهن.
الاستنتاج العام
الطرح الذي قدمه الأكاديمي العراقي يعبر عن رؤية تقليدية ترى أن “الوحدة اليمنية” حتمية، لكنه يتجاهل الواقع السياسي والعسكري القائم في الجنوب، وكذلك موقف القوى الفاعلة على الأرض.
من الواضح أن السيناريو الذي يطرحه يفتقر إلى التفاصيل الدقيقة حول كيفية تحقيق الوحدة التي يتوقعها، كما لم يوضح ما إذا كان يتحدث عن وحدة بالقوة أم عبر تفاهمات سياسية.
تجاهل الإرادة الشعبية الجنوبية ومطالب استعادة الدولة يضع هذا التحليل في إطار التمنيات أكثر منه قراءة واقعية لمستقبل اليمن والجنوب.
التوصية
يجب التركيز على أن أي طرح حول مستقبل اليمن والجنوب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الوقائع السياسية والحقائق على الأرض، وليس فقط التوقعات النظرية المبنية على تجارب أخرى في المنطقة.
التأكيد على أن استعادة الدولة الجنوبية ليست مجرد ملف تابع للوضع الإقليمي، بل قضية مستقلة بحد ذاتها، تستند إلى حقائق تاريخية وسياسية لا يمكن القفز عليها.
كتب:جسار فاروق مكاوي .
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.