محاولات خبيثة لإشعال الفوضى في العاصمة عدن

شهدت العاصمة عدن خلال اليومين الماضيين موجة من الاحتجاجات الشعبية نتيجة التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والخدمية، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء والمياه. غير أن هذه الأزمة، التي تبدو في ظاهرها احتجاجات مطلبية، تحمل في طياتها أبعادًا سياسية خطيرة، تقف وراءها قوى يمنية معادية للجنوب تسعى لإثارة الفوضى وإضعاف الاستقرار.

*استهداف ممنهج للمنشآت الجنوبية

بحسب مصادر مطلعة، فإن الميليشيات الحوثية وقوى يمنية أخرى مرتبطة بحزب الإصلاح، سعت إلى تفاقم الأوضاع من خلال استهداف مباشر للمنشآت الاقتصادية والنفطية في الجنوب، وخاصة في محافظتي شبوة وحضرموت. فقد شنت الميليشيات الحوثية هجمات صاروخية على المنشآت النفطية، مما أدى إلى تعطيل إنتاج وتصدير النفط، وهو ما انعكس سلبًا على الاقتصاد الجنوبي وفاقم أزمة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه.

اللافت أن هذه الهجمات استهدفت حصريًا المنشآت النفطية في الجنوب، بينما ظلت المنشآت في مأرب، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بعيدة عن أي قصف. هذا التمييز في الاستهداف يعزز فرضية أن هذه العمليات ليست مجرد أعمال عدائية عشوائية، بل تأتي ضمن مخطط أوسع لحرب اقتصادية ممنهجة تهدف إلى خنق الجنوب اقتصاديًا وإفشال أي جهود لتعافي مؤسساته.

*حرب الخدمات لإشعال الفتنة

على مدى السنوات الماضية، دأبت القوى المناوئة للجنوب على استهداف البنية التحتية وعرقلة المشاريع التنموية، بدءًا من تعطيل عمل مصافي عدن، وصولًا إلى افتعال أزمات الكهرباء والمياه. ويؤكد محللون أن هذه التحركات تأتي ضمن خطة مدروسة تهدف إلى تأليب الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، عبر إظهارهم بمظهر العاجزين عن إدارة شؤون الجنوب.

وفي هذا السياق، استغل الإعلام التابع للميليشيات الحوثية الأحداث الأخيرة في عدن للتحريض على التصعيد، حيث دعا القيادي الحوثي نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، عبر منصة “إكس”، إلى الاستمرار في “تحريك الرأي العام في عدن”، معتبرًا أن هذه التحركات تمثل “السبيل الأفضل للضغط على الاحتلال”، في إشارة إلى التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

*تصعيد إعلامي لتعزيز الفوضى

إلى جانب استهداف المنشآت الاقتصادية، كثفت المنصات الإعلامية التابعة للحوثيين من حملاتها الدعائية التي تسعى إلى استثمار حالة الغضب الشعبي في عدن، عبر تصوير الأزمة الاقتصادية على أنها ناتجة عن فشل القيادة الجنوبية، متجاهلة الدور الحوثي في تدمير البنية التحتية وخلق الأزمات.

ويشير خبراء في الشأن السياسي إلى أن هذا التصعيد الإعلامي ليس عفويًا، بل يأتي في إطار خطة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الجنوب، وإثارة الشارع ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، في محاولة لتكرار سيناريوهات الفوضى التي شهدتها مناطق أخرى.

*إفشال جهود الاستقرار

رغم هذه المحاولات، تؤكد مصادر حكومية جنوبية أن هناك جهودًا مكثفة تُبذل لتجاوز هذه الأزمة، وإيجاد حلول عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين، خصوصًا في ظل استمرار التحالف العربي في دعم الجنوب لمواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية.

ويرى مراقبون أن هذه المحاولات لإثارة الفوضى في عدن تأتي في إطار حرب شاملة تستهدف الجنوب، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا اقتصاديًا وخدميًا وإعلاميًا، بهدف إضعافه وإفقاده القدرة على إدارة شؤونه، وهو ما يستوجب توحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات والتصدي للمخططات الرامية إلى زعزعة استقراره.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى