رسائل الرئيس الزُبيدي حول مكافحة الإرهاب.. جهود كبيرة وتضحيات غالية ونجاحات استراتيجية

رسائل قوية بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وثّقت طبيعة وحجم جهود الجنوب في مكافحة الإرهاب.

رسائل الرئيس جاءت خلال مشاركته في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف، الذي انطلقت أعماله في مدينة جنيف السويسرية، بتنظيم المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا.

الرئيس القائد الزُبيدي ألقى في المؤتمر، الذي يشارك فيه نخبة من القادة والشخصيات الدولية المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب، كلمة عبر الاتصال المرئي، تضمنت رسائل قوية في هذا الإطار.

الرئيس تحدث عن الغرض من المشاركة، قائلا إنها تعبر عن سعي الجنوب الدؤوب للانتصار لقيم السلام والتسامح بغية ترسيخها عالميًا.

قال الرئيس إن الشعب الجنوبي بنى نضالاته على ذلك الأساس المتين، وهو نهج التصالح والتسامح واتخذ منه مبدأ ساميا نحو تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.

تحدث الرئيس الزُبيدي عن أن الجنوب خاض منذ سنوات تحديًا أمنيًا معقدًا ضد الجماعات المتطرفة التي تهدد أمنه واستقرار المنطقة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش، إلى جانب التحديات التي تفرضها جماعة الحوثي الإرهابية.

وأضاف الرئيس: “مع كل هذه التحديات، فإننا نؤكد التزامنا بمكافحة التطرف والإرهاب، ليس فقط دفاعًا عن أرضنا، بل أيضًا من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتعزيز قيم السلام والتسامح”.

نجاحات الجنوب العسكرية كان لها مقومات أكدها الرئيس الزُبيدي بالقول إن القواتنا المسلحة الجنوبية، رغم حداثة تجربتها، وقلة إمكانياتها تخوض معارك ضارية في مواجهة التنظيمات الإرهابية بعزيمة راسخة، وعلى جبهات متعددة وقد تعرضت في سبيل ذلك لهجمات متكررة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سقط على إثرها 6794 ما بين شهيد وجريح بينهم نحو ٥٥٪ من المدنيين.

أوضح الرئيس الزُبيدي كذلك أن الجماعات الإرهابية التي يواجهها الجنوب ليست وليدة اليوم، بل بدأت نشاطها منذ العام 1990م والذي شهد حشد وتجميع الأفغان العرب لغزو واجتياح الجنوب في صيف1994م، تلى ذلك توطين تلك العناصر في عدد من مناطق الجنوب واليمن لتشكل ليس فقط تهديدًا محليًا فحسب، بل صارت جزءا من شبكة عالمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

وصرح الرئيس: “لقد شاهدنا كيف استهدفت تلك التنظيمات المصالح الدولية، بدءًا من الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) العام 2000م، إلى العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين في باريس، وهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، وصولًا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها ميليشيات الحوثيين الإرهابية لاستهداف أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

شدد الرئيس الزُبيدي كذلك على أن الموقع الجغرافي للجنوب يجعله نقطة استراتيجية حيوية للأمن الإقليمي والدولي، وقال إن هذه الجماعات لا تسعى فقط إلى ترسيخ وجودها على الأرض، بل إلى السيطرة على الشريط الساحلي لبحر العرب، والتحكم بممر باب المندب وخليج عدن، بما يمكنها من فرض شروطها على التجارة الدولية وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، وإن تداعيات ذلك ليست محصورة في اليمن فحسب، بل تمتد إلى الأمن البحري العالمي، وحركة الملاحة التي يعتمد عليها الاقتصاد الدولي، وما الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحرين الأحمر والعربي إلا مثال واضح على التهديدات التي تواجهها المنطقة بأكملها.

وتابع: “نحن في جنوب اليمن نقف في الخطوط الأمامية لمكافحة التطرف والإرهاب، مدافعين عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك بدعم ومساندة من الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ورغم أهمية هذه الجهود في حماية المصالح المشتركة، فإننا نرى أن هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الشراكة الدولية، لا سيما من أصدقائنا في الغرب، لدعم هذه المعركة الحاسمة على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية”.

كما شدد الرئيس الزُبيدي على أن مواجهة الإرهاب تتطلب استجابة عالمية منسقة، وقال: “نأمل في رؤية تعاون أكبر يعكس التزامًا مشتركًا بمكافحة التطرف وضمان الأمن والاستقرار للجميع، حيث إن ترك تلك الجماعات تعمل بحرية في بلادنا سيجعلها قاعدة انطلاق لتهديد الأمن العالمي”.

ولفت إلى أن الجنوبيين دعاة سلام وليسوا دعاة حرب، وقال: “ظلت العاصمة عدن ومناطق الجنوب على مدى عقود حاضرة للسلام والتعايش والوئام، وما حملنا السلاح مؤخرا إلا مضطرين للدفاع عن أنفسنا وأرضنا بعد أن امتدت اليها يد الإرهاب ممثلا بمليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيمي القاعدة وداعش والجماعات المتحالفة معها”.

وتابع: “نسعى اليوم إلى تأمين مناطقنا والمشاركة الفاعلة في حفظ الأمن والسلم الدوليين ولنعيش مع الجميع بسلام في منطقة يسودها الأمن والاستقرار، ونسعى لتأسيس نموذج في الجنوب يكون منطلقا للسلام والتنوع في المنطقة وسنستعيد مكانة عدن التاريخية كعاصمة ونموذج للأخوة الإنسانية”.

تطرق الرئيس الزُبيدي إلى ضرورة الشراكة في محاربة الإرهاب، قائلا: “نحن في الجنوب وإذ نثمن دعم شركائنا الإقليميين، نؤكد على الحاجة إلى شراكة دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، ودعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار، وتقديم المساندة السياسية والإعلامية لقضيتنا العادلة”.

الرئيس القائد الزُبيدي دعا المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل في التعامل مع الأوضاع في اليمن، بحيث يشمل دعم مسارات الحوار والسلام إلى جانب الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب، وإننا نطمح، مثل سائر الشعوب، إلى مستقبل يسوده السلام والديمقراطية والتعددية، بعيدًا عن العنف والتطرف.

وتابع الرئيس الزُبيدي: “معركتنا ليست مجرد معركة محلية، بل هي جبهة متقدمة لحماية الأمن والاستقرار العالمي. وإننا إذ نؤكد التزامنا بمبادئ السلام، فإننا نؤمن أن الدعم الدولي المنسق والفاعل سيكون له أثر حاسم في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا الاستقرار”.

تصريحات الرئيس الزُبيدي عكست رؤية وفلسفة الجنوب العربي في إطار مكافحة الإرهاب بما يساهم في تحصين أمنه واستقراره، ولعب دور أساسي في حماية المنطقة بأكملها من خطر الإرهاب.

رسائل الرئيس الزُبيدي تدعو لتعزيز حجم الشراكة بين الجنوب والمجتمع الدولي للتعامل مع خطر الإرهاب، باعتباره عنصرًا يهدد أمن الجنوب على صعيد واسع، ما يتوجب ضرورة العمل على الانخراط في مواجهة شاملة في مجابهته.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى