ترامب يجدد تهديداته لأوروبا بفرض الرسوم الجمركية

(صوت الشعب) متابعات:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المنتجات الأوروبية ستكون “قريبا جدا” مستهدَفة بدورها برسوم جمركية، وذلك عقب رسوم جمركية فرضها على منتجات من كندا والمكسيك والصين. وقال ترامب للصحافة مساء أمس الأحد، “إنهم يستفيدون منا حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار. إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات، ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة”.

وأضاف ترامب وفقا لوكالة فرانس برس: “ليس لدي جدول زمني لكن الأمر سيحدث قريبا جدا”. وفي العام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فرض ترامب رسوما جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل. بناء على ذلك، درست أوروبا مدى أشهر سيناريوهات عدة للتأكد من جاهزيتها لأمر كهذا، في حال قرّر ترامب إطلاق نزاع تجاري جديد مع التكتل.

الاتحاد الأوروبي يبحث اليوم الرد على رسوم ترامب

ومن المتوقع أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي تهديد الرسوم الجمركية الذي يلوّح به ترامب، في اجتماع سيعقد في بروكسل اليوم الاثنين يفترض أن ينصب فيه التركيز على قضايا الدفاع. وفي حين يدعم الجيش الأميركي الأمن الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يخشى حلفاء الولايات المتحدة المتوجّسون من روسيا من تبدّد هذا الدعم في حال أثارت تطورات ما حفيظة ترامب الذي طالب باحتلال جزيرة غرينلاند الخاضعة لسيادة الدنمارك عضو الاتحاد.

وأكد الاتحاد الأوروبي الأحد، أنه “سيرد بحزم” على أي رسوم قد يفرضها ترامب على صادرات الاتحاد للولايات المتحدة. وتقول بروكسل إنها تأمل تجنّب نزاع تجاري مع ترامب من خلال التفاوض. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إن “الاتحاد الأوروبي يأسف لقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين”. ونبّهت المفوضية إلى أن “الرسوم الجمركية تحدث اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد من التضخم. وهي ضارة بجميع الأطراف”.

وجدّد المتحدث تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بعلاقته التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة، واصفا إياها بأنها “الأكبر في العالم”. وقال إن “أمورا كثيرة على المحك”، مشدّدا على وجوب “أن يسعى كلا الطرفين لتعزيز هذه العلاقة”. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، طرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين خطة محتملة لإقناع ترامب بعدم زيادة الرسوم من خلال شراء مزيد من الغاز المسال من الولايات المتحدة.

وهذا الطرح اعتبرته بروكسل مفيدا للجانبين إذ من شأنه أن يساعد التكتل في تعويض انقطاع الإمدادات من روسيا واسترضاء سيّد البيت الأبيض. من جانبه، حذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الولايات المتحدة، من مغبة الانخراط في حرب تجارية، واصفا إياها بأنها “بديل سيئ للغاية”، وقال إن أوروبا سترد بالمثل.

وشدد هايبك في فعالية أمس الأحد وفقا لوكالة أسوشييتد برس: “باعتبارنا أوروبيين، نحن مستعدون لفرض رسوم جمركية مضادة”. وأضاف: “يجب على الأميركيين أن يعلموا أن: هذا بديل سيئ للغاية”. وأشار إلى أن الرسوم الجمركية تؤدي إلى ارتفاع التضخم – سواء بالنسبة للمستهلكين أو الشركات في الولايات المتحدة أيضا. وقال إنه سيتم توضيح ذلك للأميركيين. وتابع هابيك، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار، قائلا “لكن إذا لم ينجح ذلك، فلا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالتعرض للضغوط”.

بريطانيا ليست بعيدة عن تهديدات ترامب

ولم تسلم بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة من تهديدات ترامب، حيث قال إنه على الرغم من أن بريطانيا “خارج الإطار المقبول” في ما يتعلق بالتجارة فإنه يتوقع أنها قد تتمكن من تجنب فرض رسوم جمركية عليها، وأضاف أن هذا الخلل “يمكن التوصل فيه إلى حل”. ولدى سؤاله عن بريطانيا وإن كانت هي التالية في فرض الرسوم الجمركية قال ترامب: “سنرى كيف تتكشف الأمور. قد يحدث الأمر معهم لكن بالتأكيد سيحدث مع الاتحاد الأوروبي. أستطيع أن أقول لكم ذلك”.

وتابع قائلا للصحافيين لدى عودته إلى واشنطن من منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا أن “بريطانيا خارج الإطار المقبول بكثير… سنرى… لكن الاتحاد الأوروبي خارج الإطار المقبول تماما. بريطانيا خارج الإطار لكني أعتقد أن ذلك الأمر يمكن التوصل فيه إلى حل. لكن الاتحاد الأوروبي فظيع في الذي يفعله”.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية اليوم الاثنين إن بلاده تربطها علاقات تجارية “عادلة ومتوازنة” مع الولايات المتحدة، ردا على تصريحات ترامب. وأضاف المتحدث: “الولايات المتحدة حليف لا غنى عنه ومن أقرب شركائنا التجاريين ولدينا علاقة تجارة عادلة ومتوازنة تعود بالفائدة على الطرفين”.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ووزراء في حكومته من قبل بترامب منذ إعادة انتخابه رئيسا وأكدوا حجم واردات بريطانيا من الولايات المتحدة على أمل تجنب فرض رسوم جمركية في وقت يواجه اقتصاد بلادهم صعوبات في النمو. وقال ستارمر للصحافيين مطلع الأسبوع: “الوقت لا يزال مبكرا وما أريد أن أشهده هو علاقات تجارية قوية، وفي المناقشات التي أجريتها مع الرئيس ترامب هذا ما ركزنا عليه”.

والولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لبريطانيا كدولة منفردة لكن الاتحاد الأوروبي يفوقها كتكتل. وأقل من ثلث التجارة، وهي النسبة التي قد تتعرض لفرض رسوم جمركية عليها، هي تجارة في السلع أما الباقي فيتألف من خدمات.

الرسوم ترفع الأسعار في الولايات المتحدة

تأتي تهديدات ترامب للاتحاد الأوروبي، رغم تأكيداته أمس الأحد، أن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين قد تسبب ألما “قصير الأمد” للأميركيين في الوقت الذي تسود فيه المخاوف الأسواق العالمية من أن تقوض الرسوم النمو وتؤجج التضخم. وقال ترامب إنه سيتحدث اليوم الاثنين، مع زعماء كندا والمكسيك، اللتين أعلنتا عن فرض رسوم جمركية مضادة، لكنه قلل من التوقعات بأنهما ستغيران رأيه.

وقال خبراء اقتصاد إن خطة الرئيس الجمهوري لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين، أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، من شأنها أن تبطئ النمو العالمي وتدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للأميركيين. ويقول ترامب إن هذه الإجراءات ضرورية للحد من الهجرة والاتجار بالمخدرات وتحفيز الصناعات المحلية.

وقال ترامب إننا “قد نعاني من بعض الألم على المدى القصير، والناس يفهمون ذلك. ولكن على المدى الطويل، تعرضت الولايات المتحدة للخداع من جانب كل دول العالم تقريبا”. وأكد أن”هناك عجزا كبيرا بين الولايات المتحدة الأميركية وكل من كندا والمكسيك والصين (وكل البلدان تقريبا!) التي تدين (للولايات المتحدة) بـ36 تريليون دولار. لن نكون +البلد الغبي+ بعد الآن”.

وستغطي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ما يقرب من نصف إجمالي الواردات الأميركية، وستتطلب من الولايات المتحدة مضاعفة إنتاجها الصناعي لتغطية الفجوة، وهي مهمة كتب محللون في (آي.إن.جي) إنها غير قابلة للتنفيذ في المدى القريب. وفي مذكرة صدرت أمس الأحد، قال المحللون “من الناحية الاقتصادية، فإن تصاعد التوترات التجارية يمثل وضعا خاسرا لجميع البلدان المعنية”.

وقال محللون آخرون وفقا لوكالة رويترز، إن الرسوم الجمركية قد تدفع كندا والمكسيك إلى الركود وتؤدي إلى “الركود التضخمي”، أي ارتفاع التضخم وركود النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في الداخل. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والموضحة في ثلاثة أوامر تنفيذية، حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0501 بتوقيت غرينتش) غدا الثلاثاء.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس ونشر الأسبوع الماضي أن الأميركيين منقسمون بشأن الرسوم الجمركية، إذ عارض 54% منهم الرسوم الجمركية الجديدة على السلع المستوردة وأيدها 43%، وكان الديمقراطيون أكثر معارضة والجمهوريون أكثر دعما.

كندا تتخذ إجراءً قانونياً ضد رسوم ترامب

وفي منشور آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، استهدف ترامب كندا خصوصا، مكررا دعواته إلى جعل الجارة الشمالية لبلاده ولاية أميركية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدفع “مئات مليارات الدولارات لدعم كندا”، وقال ترامب “من دون هذا الدعم الهائل، لما كانت كندا موجودة بما هي دولة قابلة للحياة”. وأضاف وفقا لفرانس برس، “لذلك، على كندا أن تصبح ولايتنا الـ51 الغالية”، مكررا تهديداته لأحد أبرز حلفاء بلاده.

وبحسب مكتب الإحصاء الأميركي، بلغ العجز التجاري في السلع مع كندا العام الماضي 55 مليار دولار فحسب. وفي السياق، قال مسؤول حكومي كبير أمس الأحد، إن كندا ستتخذ إجراء قانونيا أمام الهيئات الدولية ذات الصلة للطعن على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها الولايات المتحدة على معظم السلع الكندية ووصفها بأنها غير قانونية وغير مبررة.

تأتي هذه التعليقات بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء جاستن ترودو عن مجموعة واسعة من الرسوم الجمركية المضادة بنسبة 25% على السلع الأميركية ردا على الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب يوم السبت. وقال المسؤول في إفادة صحافية في أوتاوا شريطة عدم الكشف عن هويته وفقا لرويترز، “سنواصل بكل تأكيد اللجوء إلى الوسائل القانونية التي نعتقد أننا نملكها من خلال الاتفاقيات التي نتقاسمها مع الولايات المتحدة”.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أوتاوا في 1 فبراير 2025 (فرانس برس)

اقتصاد دولي

كندا والمكسيك والصين ترد على رسوم ترامب: مخاوف من حرب تجارية عالمية

وفرضت كندا رسوما جمركية انتقامية ردا على رسوم ترامب، وذلك على 1256 منتجا، أو17% من إجمالي المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، بدءا من يوم الثلاثاء. وتشمل هذه المنتجات عصير البرتقال وزبدة الفول السوداني والنبيذ والبيرة والدراجات النارية ومستحضرات التجميل وغيرها، والتي ستصل قيمتها الإجمالية إلى 30 مليار دولار كندي.

وتعهّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو السبت أن ترد بلاده بفرض رسوم نسبتها 25% على سلع أميركية معيّنة بقيمة 155 مليار دولار كندي (106,6 مليارات دولار أميركي)، على أن تفرض أول جولة من الرسوم الثلاثاء تليها الثانية في غضون ثلاثة أسابيع. وأعلن حكام عدد من المقاطعات الكندية بالفعل عن إجراءات انتقامية، على غرار وقف شراء الخمور الأميركية فورا.

وقال المسؤول: “إذا كانت هناك سبل قانونية أخرى متاحة لنا، فسوف نأخذها في الاعتبار أيضا”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى