ندوة جماهيرية في ساحة الشهداء بالمنصورة بعدن تفضح الفساد وتطالب بالإصلاح

عدن – شهدت ساحة الشهداء بمديرية المنصورة في العاصمة عدن، اليوم، ندوة جماهيرية حاشدة نظمتها تنسيقية القوى المدنية الحقوقية، تحت شعار “الواقع والحلول”، بمشاركة واسعة من النشطاء والسياسيين والمواطنين الذين عبروا عن رفضهم للواقع المعيشي المتدهور، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

في مستهل الندوة، ألقى الدكتور عمر السقاف كلمة مؤثرة تناول فيها معاناة شعب الجنوب، مشيرًا إلى حجم الاضطهاد الذي يتعرض له المواطنون، من اعتقالات تعسفية وسجون، وغلاء فاحش، وتفشي الفساد في المؤسسات، ونهب للثروات. وأكد أن هذه السياسات تهدف إلى إضعاف الشعب وتجريده من حقوقه الأساسية، داعيًا الجميع إلى رفض الصمت والمطالبة بحقوقهم المشروعة.

من جهته، وجه الشيخ ياسر العزيبي رسالة شديدة اللهجة إلى المقاومة والقيادات العسكرية والمجتمعية، داعيًا الشرفاء إلى الوقوف مع المواطنين ضد الظلم والاستبداد، وقال في كلمته: “كفى للقادة الفاسدين! كفى سجون! كفى صمت! الشعب لم يعد يحتمل مزيدًا من الإهانة والتجويع!”.

أما المهندس محمد صويلح، فقد تناول في كلمته الدور الذي يلعبه التحالف العربي والمجلس الانتقالي، مؤكدًا أن الشعب لن يقبل بأن يبقى رهينة للوعود الزائفة والسياسات القمعية. وأضاف: “إما أن تعتدلوا وتنظروا لمعاناة هذا الشعب، أو ارحلوا غير مأسوف عليكم!”، مشددًا على أن الجنوب لن يكون ساحة مفتوحة للعبث بمصير أبنائه.

وعقب الندوة، خرجت مسيرة راجلة غاضبة جابت شوارع المنصورة، رفع خلالها المتظاهرون لافتات وشعارات منددة بالفساد وتدهور الأوضاع المعيشية، مؤكدين أن صبر الشعب قد نفد، وأنهم لن يسكتوا على التجويع والقمع والظلم بعد اليوم. كما طالب المشاركون بمحاسبة الفاسدين وإيجاد حلول جذرية لإنقاذ المواطنين من الواقع البائس الذي يعيشونه.

أكد المشاركون في المسيرة أن هذه الفعالية تمثل رسالة واضحة إلى الجميع، بأن شعب الجنوب لم يعد يقبل بالاستمرار تحت وطأة الفساد والاستبداد، وأنه مستعد لاتخاذ كافة السبل المشروعة لنيل حقوقه. وطالبوا الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية بالنظر في الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أبناء الجنوب، والتدخل العاجل لإنهاء هذه المعاناة.

في ختام الفعالية، جدد المشاركون العهد على مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق مطالب الشعب، ورفض كل أشكال القمع والاستبداد، مشددين على أن الجنوب لن يكون رهينة بيد الفاسدين، وأن الأيام القادمة ستكون حاسمة في مسار القضية الجنوبية.